رفضاً لإنشاء مكب للنفايات على الحدود الجغرافية لمنطقة أبي سمراء في طرابلس عاصمة شمال لبنان، وما يسببه من ضرر بيئي وصحي لأهالي المدينة ومحيطها، وعدم الالتزام بمعايير وشروط وزارة البيئة، وتعامي رئاسة البلدية عن قراراتها بهذا الشأن، نظمت مجموعات مدنية فاعلة في طرابلس بينهم حراس المدينة وحزب "سبعة" وقفة احتجاجية في المكان المقرر تحويله إلى مكب، في قرية بكفتين المحاذية لطرابلس.
ونظم المعترضون مسيرة على الأقدام بين أشجار الزيتون المتضررة من المكب، وانضم للمسيرة خيالة طرابلس بأحصنتهم للإعلان عن اعتراضهم على تهجيرهم من ساحتهم القريبة من المطمر.
ووجه المرشح السابق للانتخابات النيابية عمر السيد اللوم لبلدية طرابلس، في كلمة ألقاها خلال الاعتصام، وقال: "بدل إلقاء اللوم على من يسلط الضوء على المخالفات، كان من الأفضل لوم من وافق على إقامة المكب".
وأعرب نائب الظل في حزب "سبعة" مالك المولوي، عن أسفه لموقف رئيس البلدية الذي لا يزال ملتبساً إزاء ما يجري، خصوصاً أنهم على أبواب طرح الثقة بالمجلس البلدي. وشدد على أن لهذا المكب مخاطر بيئية وطبيعية على محيطه. كما أثنى على مشاركة أعضاء المجلس البلدي المعارضين بالمسيرة والاعتصام، ودعا أهالي بكفتين للانتفاض ضد هذا المكب العشوائي الذي يضرهم بالدرجة الأولى قبل أي أحد.
بدوره، أكد أبو محمود شوك، ممثلاً مجموعة حراس المدينة، أن "طرابلس عصية على الفساد، ولن تكون مقبرة لسموم أحد". وقال: "حمينا عاصمتنا عام 2015 من نفايات جونية وبيروت، واليوم نعدكم أننا سنحميها بأعيننا".
وأضافت "يقبضون ثمن الفرز ولا يفرزون، يقبضون ثمن التسبيخ ولا يسبخون ثم يطمرون من دون تدوير ومعالجة وفق الأصول للنفايات بهدف زيادة أوزان الأطنان وقبض ثمنها".
وتساءلت "ألا يعلمون ان هذه النفايات ستمتزج مع المياه الجوفية؟ المصيبة أنهم يعلمون ويتصرفون بعدم اكتراث لا لصحة الناس ولا لصحة الطبيعة ويهتمون فقط بتكديس الأموال". وختمت عيد كلامها بالقول: "حزب سبعة سيتضامن مع كل مطلب محق مقترحاً الحلول البديلة من خلال وزراء ونواب ظل، سعياً إلى إصلاح نهج الحكم القائم على الصفقات والمحاصصة".
وفي اتصال هاتفي مع رئيس الحركة البيئية اللبنانية، بول أبي راشد، قال لـ"العربي الجديد": "ما يحصل في طرابلس مخالف لقانون النفايات، وتترتب عليه مسؤولية جزائية، وبالتالي على وزير البيئة أن يتحرك بما أن القانون حدد الشروط الصحية والبيئية للمكبات، وتلك الشروط لا تنطبق على المكب الذي ينوون إقامته في قرية بكفتين".