ترفض بيروت العنصريّة. تكثُر الممارسات العنصريّة فيها، لكنّ الشارع يقول لا. على الأقل، هذا ما حاول الاعتصام الذي أُقيم مساء أمس الاثنين أمام المتحف التعبير عنه.
شارك في الاعتصام عشرات من الشبان والشابات اللبنانيين والسوريين، رفضاً للعنصريّة ضد الأجانب في لبنان. هذا على عكس ما حصل الأسبوع الماضي، حين شارك أقل من عشرة أشخاص في اعتصام عنصري يطالب بخروج اللاجئين السوريين من لبنان.
تُشبه بيروت المتضامنة مع اللاجئين السوريين والفلسطينيين والعمّال الأجانب أصوات المعتصمين. وتُشبه منطقة المتحف في بيروت، التي تضمّ المتضامنين، وجوههم. "لسنا نحن السبب. السبب هو من جعلنا لاجئين"... ترتفع هذه العبارات، وتعلو معها الصرخات: "منع التجول باطل، ترحيل سياسي باطل".
تلفت العبارات المرفوعة رجل أمن موجود في المكان. يتقدّم نحو المعتصمين ويسألهم عن الترخيص. استغرب الأخير عدم وجود أي عناصر أمنيّة، في منطقة تضمّ مراكز لقوى الأمن الداخلي والأمن العام وفرع المعلومات. أكد المعتصمون أنّهم تقدموا بِعلم وخَبر، فحضرت دوريّة من الدرك "لتأمين المكان" على الفور.
كان بيان باسم المعتصمين، اعتبر أنّ "معركة التغيير في لبنان لا يمكن أن تحدث بمعزل عن الحراك النضالي في سورية، والعكس صحيح".
يقول عبدالرحمن أنّه يُشارك في الاعتصام "لأنّ الممارسات بحقّ اللاجئين السوريين والمعاملة التي يتلقونها لا تليق باللبنانيين والسوريين لأنهم شعب واحد". يعتبر الأخير، وهو لاجئ سوريّ من داريا، أنّ الممارسات العنصرية باتت في تزايد في مدينة بيروت بشكل خاص في الفترة الأخيرة. "يتمّ اتهام السوريين بكلّ شيء كارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة والبطالة وغيرها"، يضيف.
لكنّ تميم، وهو لبناني مشارك في الاعتصام، يرى أنّ "الاعتصام هو رسالة تقول إن هناك من يرفض العنصريّة الصادرة عن الطبقة السياسية، علّ البلد يُصبح أفضل". أما هاني، فيعتبر أن "الاعتصامات لن تُنهي العنصريّة، فالعنصريون ليسوا في الشارع، وهذا ما كان واضحاً في الاعتصام العنصري الذي لم يحضره أحد".