عملهما المشترك بدأ من المنزل، في فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 تحديداً. سلوى وسعاد شقيقتان لبنانيتان، تعملان في مجال الخياطة منذ حوالي 34 عاماً، "كان عملنا يرتكز على الطلب، اليوم كل شيء تغيّر. الملابس الجاهزة والتركية تجتاح السوق. سابقاً كان الزبائن يقومون باختيار التصميم ونحن نقوم بالخياطة".
سعاد تعلّمت الخياطة بمفردها عبر مجلة "بيرودا" التي كانت تصدر في ذلك الوقت، وتحتوي على الخرائط اللازمة لخياطة كل تصميم. أما سلوى فقد درستها، ومن ثم عملت لفترة بمعمل للخياطة، "في البداية لم يوافق أبي، كان عمل الفتاة في معمل له صيت سيئ. العمل هناك لم يكن مريحاً، كنت أشعر بأني محكومة لغيري. كان علينا طلب الإذن بحال أردنا دخول المرحاض، وكنا نؤنَّب في حال تأخرنا على الدوام".
لاحقا بدأتا بالعمل من المنزل، ولكن الحال تغيّرت "اليوم لم يعد هناك زبائن يأتون للمنزل"، تقول سعاد، لذلك وتماشيا مع التغيّرات، تمكنت كل من سعاد وسلوى، منذ تسع سنوات، من فتح متجر للخياطة في منطقة البربير، وسمّتاه "إبرة وخيط".
سلوى وسعاد ليستا الوحيدتين من النساء اللواتي استطعن أن ينشئن عملا خاصا بهن. بتول الشريف مثلاً، امرأة أخرى استطاعت أن تحقق نجاحاً وتؤسس شركة خاصة بها. تخصصت الشريف في المعلوماتية والكومبيوتر، تحديداً في برمجة المواقع الإلكترونية. مشروع تخرجها اختير ضمن أفضل عشرة مشاريع في الجامعة، وقد عرض عليها فريق من مصرف لبنان أن يقوم بتمويل المشروع، ولكن لم تكن واعية لأهمية هذا العرض، ويومها اعتبرته مشروعاً جامعياً.
اقــرأ أيضاً
"بدأت بالعمل في مؤسسة وأنا في الجامعة، ولكن فجأة لاحظت أن المهام الموكلة إليّ لم تعد تقتصر على المطلوب مني في الاتفاقية بل تعدته إلى مهام أخرى، حتى صرت أشعر بأني مديرة الشركة، وأني أقوم بجهد إضافي، إذ كان دوامي ينتهي عند الخامسة ولكن العمل ينتهي عند الساعة الحادية عشرة ليلاً، والراتب لم يكن جيداً". وتضيف الشريف أنها انتقلت للعمل في شركة أخرى براتب أفضل، ولكن بعد ستة أِشهر شعرت بأنها تريد فتح عمل خاص بها، اتفقت مع أصدقائها أن يؤسسوا شركة سوياً، إلا أن الأصدقاء كانوا مترددين فمضت وحدها في المشروع، "على الأقل حين أجهد نفسي في العمل، أعرف أني لا أُستَغل وأعمل لنفسي لا لغيري"، تقول الشريف التي تملك اليوم شركة لبرمجة المواقع الإلكترونية تحت اسم "web perspective".
أما سابين شقير، فبعدما درست المسرح في معهد الفنون الجميلة، ذهبت إلى لندن ودرست الإيماء ثم دخلت إلى مدرسة لتعلّم منهج "لوكوك"، الذي يعتمد على مدى صدق الشخص مع نفسه واختيار اللغة الفنية التي يتكلمها، هي عملية تنقيب الذات. عام 2007 أسست سابين مع صديقتها من المكسيك، مشروع "clown me in"، وجالتا حول العالم بعروضهما التي تقوم على استخدام صورة المهرج لإيصال رسائل اجتماعية. لاحقاً بدأت سابين بإقامة ورشات العمل في لبنان. وعام 2013 انضم المزيد من الناس، وبدأوا بتقديم عروض الشارع التي تضمنت طرح مواضيع اجتماعية. وللمرة الأولى هذا العام، حصلت المجموعة على تمويل من السفارة السويسرية، فتوسّع نطاق عملهن، ليشمل مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين، كما شمل دور الأيتام.
تعتبر الخبيرة في مجال حقوق الإنسان ودمج النوع الاجتماعي، فهمية شرف الدين، أنه "لا يوجد مساهمة فعليّة للنساء في الاقتصاد المحلي، ولا أتكلم هنا عن الخياطة أو المشاريع التي تقوم بها جمعيات المجتمع المدني لتمكين المرأة". وتضيف: "يمكن إدراك غيابها بسهولة من خلال ملاحظة حجم مساهمة المرأة من خلال الإحصاءات، حيث إن معدّل نسبة العمالة للنساء في لبنان 22% فقط". تكمن المشكلة أيضاً، بحسب شرف الدين، في أن نسبة النساء اللواتي يدخلن إلى المدارس الفنية التي تخرّج مدراء شركات فنيّة متدنية أيضاً.
اقــرأ أيضاً
سعاد تعلّمت الخياطة بمفردها عبر مجلة "بيرودا" التي كانت تصدر في ذلك الوقت، وتحتوي على الخرائط اللازمة لخياطة كل تصميم. أما سلوى فقد درستها، ومن ثم عملت لفترة بمعمل للخياطة، "في البداية لم يوافق أبي، كان عمل الفتاة في معمل له صيت سيئ. العمل هناك لم يكن مريحاً، كنت أشعر بأني محكومة لغيري. كان علينا طلب الإذن بحال أردنا دخول المرحاض، وكنا نؤنَّب في حال تأخرنا على الدوام".
لاحقا بدأتا بالعمل من المنزل، ولكن الحال تغيّرت "اليوم لم يعد هناك زبائن يأتون للمنزل"، تقول سعاد، لذلك وتماشيا مع التغيّرات، تمكنت كل من سعاد وسلوى، منذ تسع سنوات، من فتح متجر للخياطة في منطقة البربير، وسمّتاه "إبرة وخيط".
سلوى وسعاد ليستا الوحيدتين من النساء اللواتي استطعن أن ينشئن عملا خاصا بهن. بتول الشريف مثلاً، امرأة أخرى استطاعت أن تحقق نجاحاً وتؤسس شركة خاصة بها. تخصصت الشريف في المعلوماتية والكومبيوتر، تحديداً في برمجة المواقع الإلكترونية. مشروع تخرجها اختير ضمن أفضل عشرة مشاريع في الجامعة، وقد عرض عليها فريق من مصرف لبنان أن يقوم بتمويل المشروع، ولكن لم تكن واعية لأهمية هذا العرض، ويومها اعتبرته مشروعاً جامعياً.
"بدأت بالعمل في مؤسسة وأنا في الجامعة، ولكن فجأة لاحظت أن المهام الموكلة إليّ لم تعد تقتصر على المطلوب مني في الاتفاقية بل تعدته إلى مهام أخرى، حتى صرت أشعر بأني مديرة الشركة، وأني أقوم بجهد إضافي، إذ كان دوامي ينتهي عند الخامسة ولكن العمل ينتهي عند الساعة الحادية عشرة ليلاً، والراتب لم يكن جيداً". وتضيف الشريف أنها انتقلت للعمل في شركة أخرى براتب أفضل، ولكن بعد ستة أِشهر شعرت بأنها تريد فتح عمل خاص بها، اتفقت مع أصدقائها أن يؤسسوا شركة سوياً، إلا أن الأصدقاء كانوا مترددين فمضت وحدها في المشروع، "على الأقل حين أجهد نفسي في العمل، أعرف أني لا أُستَغل وأعمل لنفسي لا لغيري"، تقول الشريف التي تملك اليوم شركة لبرمجة المواقع الإلكترونية تحت اسم "web perspective".
أما سابين شقير، فبعدما درست المسرح في معهد الفنون الجميلة، ذهبت إلى لندن ودرست الإيماء ثم دخلت إلى مدرسة لتعلّم منهج "لوكوك"، الذي يعتمد على مدى صدق الشخص مع نفسه واختيار اللغة الفنية التي يتكلمها، هي عملية تنقيب الذات. عام 2007 أسست سابين مع صديقتها من المكسيك، مشروع "clown me in"، وجالتا حول العالم بعروضهما التي تقوم على استخدام صورة المهرج لإيصال رسائل اجتماعية. لاحقاً بدأت سابين بإقامة ورشات العمل في لبنان. وعام 2013 انضم المزيد من الناس، وبدأوا بتقديم عروض الشارع التي تضمنت طرح مواضيع اجتماعية. وللمرة الأولى هذا العام، حصلت المجموعة على تمويل من السفارة السويسرية، فتوسّع نطاق عملهن، ليشمل مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين، كما شمل دور الأيتام.
تعتبر الخبيرة في مجال حقوق الإنسان ودمج النوع الاجتماعي، فهمية شرف الدين، أنه "لا يوجد مساهمة فعليّة للنساء في الاقتصاد المحلي، ولا أتكلم هنا عن الخياطة أو المشاريع التي تقوم بها جمعيات المجتمع المدني لتمكين المرأة". وتضيف: "يمكن إدراك غيابها بسهولة من خلال ملاحظة حجم مساهمة المرأة من خلال الإحصاءات، حيث إن معدّل نسبة العمالة للنساء في لبنان 22% فقط". تكمن المشكلة أيضاً، بحسب شرف الدين، في أن نسبة النساء اللواتي يدخلن إلى المدارس الفنية التي تخرّج مدراء شركات فنيّة متدنية أيضاً.