أكد مدير مكتب التربية والتعليم بدول الخليج، الدكتور علي القرني، لـ "العربي الجديد"، عدم وجود أي نوايا حالية أو توجّه لتوحيد المناهج الدراسية في دول الخليج، نظراً لاختلاف سياسة التعليم من دولة إلى أخرى، ومؤكداً أن الأهداف العامة والخاصة للتعليم شبه موحدة، أما المقررات الدراسية فليست موحدة، باستثناء العلوم والرياضيات بين السعودية ومملكة البحرين.
يقول القرني: "ليس هنالك نية لتوحيد المناهج، لأن الأمر صعب، لكن يبقى هناك إطار لصناعة سياسيات تعليمية مشتركة، والمشاورات والندوات التي تعقد بين دول المجلس يتم من خلالها توحيد الأفكار والخطط المستقبلية وأوجه التعاون في مجال التعليم في إطار المشترك الذي يجمع هذه الدول". ويلفت إلى أن المكتب لم يرفع إلى أمانة مجلس دول التعاون الخليجي أي شيء بخصوص توحيد مناهج التعليم، ولم يصلهم أي شيء من أمانة المجلس.
ويتحدث القرني عن وجود برامج وأنشطة مشتركة بين دول مجلس التعاون للتربية على المواطنة، والتوعية بخصوص الإعلام والتربية الأسرية. وهنالك خطط مستقبلية للتعاون في مجالات الأمن الفكري في مدارس دول الخليج، وذلك لمكافحة الإرهاب، والأفكار المتطرفة.
وكان وزير التربية والتعليم العالي الكويتي، بدر العيسى، قد صرّح قبل فترة بوجود خطط لتوحيد المناهج الدراسية في دول الخليج العربي.
وعلمت "العربي الجديد" من مصادر مطلعة أن ملف المناهج سيكون حاضراً في الاجتماعات المقبلة لوزراء التعليم في دول الخليج وخلال القمة الخليجية القادمة. وكانت دول خليجية قد اقترحت وأيدت فكرة توحيد المناهج الدراسية في قمة الدوحة في ديسمبر/كانون الأول 2002، ولكن الموضوع لم يحرز أي تقدم أو خطوات جدية.
من جهته، قال مدير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني بوزارة التعليم السعودية، د. عبدالله المقرن، لـ"العربي الجديد"، إن توحيد المناهج في دول الخليج مسألة هامة واستراتيجية لاتحاد هذه الدول في اللغة والعادات وطريقة المعيشة، لافتاً إلى أن "توحيد المناهج يعني توحيد الأسس والمبادئ، بعيداً عن توحيد المقررات، فهنالك فرق بين الاثنتين". ويرى أن توحيد المناهج سيؤدي إلى أمرين: سيساهم في تقليل تكاليف الخطط التعليمية في الخليج، ويعزز من التعاون المشترك بين هذه الدول من الناحية البحثية والأكاديمية، مما يعزز تبادل الخبرات بينها.
ويسهم توحيد المناهج، بحسب المقرن، في رفع جودة التعليم، والتقليل من الهدر المالي على المشاريع التعليمية، حيث تهدر دول الخليج كثيراً من الأموال بسبب ازدواجية الخطط التعليمية وتكرارها.
اقرأ أيضاً: معهد الدوحة للدراسات العليا ينطلق اليوم