يتدهور الوضع الإنساني لعشرات آلاف السوريين المحاصرين داخل "مخيم الركبان" على الحدود السورية الأردنية، من جراء النقص الشديد في الموادّ الغذائية والمستلزمات الطبّية، وانقطاع المساعدات الإنسانية منذ نحو ثلاثة أشهر.
وقال الناشط في المخيم عمر الحمصي لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع أسوأ من أي وقت مضى، فلا دواء ولا غذاء بسبب استمرار النظام في قطع الطريق المؤدي إلى المخيم، ومنع مرور أي شيء. شهر رمضان هذا العام مختلف، إذ لا يوجد على موائد إفطار النازحين سوى قليل من الأرزّ واللبن، فالخضروات شبه معدومة في المخيم".
وأوضح أن "اللبن ومشتقاته تأتي من مربي الأغنام في المنطقة، ويباع كيلوغرام اللبن بنحو 600 ليرة سورية، وكيلو الأرزّ أو البرغل إن وجد بنحو 700 ليرة، وكيلو الجبن العربي 1500 ليرة. أحد ممرضي المخيم أكد أن حالات عسر الهضم ارتفعت عند الأطفال بشكل ملحوظ بسبب عدم وجود أي خضروات منذ شهرين تقريباً".
وأضاف الحمصي أن "الخبز متوفر نوعاً ما، إذ يجلب المهربون الطحين، وإن كان بشكل متقطع، وسعر ربطة الخبز التي تحتوي 8 أرغفة 500 ليرة، وحين يرتفع سعر الطحين يتم تخفيف عدد الأرغفة ويبقى السعر على حاله. كما أن أسعار الوقود ارتفعت كذلك، فسعر لتر الكاز بلغ ألفي ليرة، وهو غير متوفر، وسعر لتر المازوت ألف ليرة، ومن لديه المال يشتري وقوداً للطهو، ومن ليس لديه مال يطهو على نار أكياس النايلون والورق وغيرها من الموادّ القابلة للاشتعال".
وقال الناشط عماد غالي لـ"العربي الجديد"، إن "الأسعار ازدادت نحو خمسة أضعاف، ومخيم الركبان منطقة منكوبة، ويجب على المنظمات الدولية أن تتدخل لإنقاذ الناس التي تعاني لتأمين قوت يومهم، فهناك من يعتمد على مساعدات مالية ترسل لهم من ذويهم خارج المخيم، أو عبر بعض الأعمال التي يقومون بها داخل المخيم".
بدوره، قال رئيس المجلس المحلي في الركبان أبو أحمد درباس لـ"العربي الجديد"، إن "المخيم محاصر بشكل خانق، ولا خضار ولا حليب أطفال في شهر رمضان. أوجّه نداءً إلى الأمم المتحدة من أجل إنقاذ المخيم المنكوب. خرج جزء من الأهالي إلى مناطق النظام نتيجة الجوع والحصار، لكن ما زال آلاف المدنيين في المخيم، ويرفضون الخروج إلى مناطق النظام".
وبيّن أن "عدد من خرج باتجاه مناطق النظام خلال الفترة الماضية بلغ أكثر من 14 ألف شخص، وهناك من خرج باتجاه مناطق الشمال مقابل مبالغ مالية كبيرة عبر طرق التهريب، وغالبية من في المخيم حالياً يطالبون بفتح طريق أمن إلى الشمال السوري، أو السماح للموادّ الغذائية والطبّية بالوصول إلى المخيم".
وأضاف البيان، أنه لا تتوفر في الركبان أي خدمات تقريباً، ويصعب فيها الحصول على الماء أو الرعاية الصحّية الأولية، ويعدّ الوضع الصحّي كارثياً، كما أن أسعار السلع التي تصل إلى المخيم مرتفعة للغاية ولا تستطيع معظم الأسر تحمل تكلفتها، ومعظم المدنيين الموجودين في الركبان من النساء والأطفال الذين يعيشون في أماكن إيواء مؤقتة ومتفرقة، بدون خصوصية أو حماية من ظروف الطقس الصعبة.