أثار إغلاق كلية العلوم بجامعة صنعاء أبوابها بسبب عدم توفر الإمكانيات، انتقادات واسعة في أوساط اليمنيين الذين اعتبروا ذلك مؤشراً خطيراً على تدهور وضع التعليم في البلاد.
وكان مجلس الكلية أقر في اجتماعه نهاية الأسبوع الماضي إيقاف الدراسة ابتداء من 15 مارس، ليفاجئ الطلاب فعلاً صباح أمس الأحد بأن الكلية أغلقت أبوابها بسبب عدم توفر متطلبات المعامل ومخصصات الكادر من معيدين ودكاترة، كما أكد عميد الكلية الدكتور محمد شكري.
وأضاف شكري في بيان صحفي إن الإغلاق يأتي لعدم توفر المتطلبات المادية لشراء مستلزمات علوم الفيزياء والكيمياء والحياة، إضافة إلى عدم توفر الكادر لتدريب مواد الحاسوب في قسم الرياضيات.
وأكد أن القرار جاء بعد أن تأخرت إدارة الجامعة في صرف المخصصات الخاصة بمتطلبات الكلية بعد أن وجه رئيس الجامعة بصرفها.
وأقام طلاب وأساتذة الكلية وقفة احتجاجية اليوم أمام مبنى العمادة، مطالبين إدارة الجامعة بسرعة توفير المتطلبات اللازمة لإعادة فتح الكلية.
وأثارت هذه الخطوة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الإعلاميين والأكاديميين الذين اعتبروها مؤشراً خطيراً على حجم الإهمال والتدهور الذي تعاني المؤسسات التعليمية في اليمن.
واستغرب الصحفي حافظ البكاري، هذا التطور قائلا إنه "لا توجد موازنة بسيطة لتشغيل كلية العلوم بجامعة صنعاء فتم إغلاقها، وتوجد موازنات وبمبالغ طائلة للعبث والتحكيم والتهجير والاقتتال والافساد".
ووصفت الصحفية سارة عبد الله القرار بالإيجابي رغم ما ينطوي عليه من ظلم للطلاب تحديداً في إيقاف العملية التعليمية، لكنه يظل أفضل من بقائها وهي لم تعد تحمل أي قيمة للعلم، وقالت "كلية العلوم مثل كلية الإعلام لم تعد سوى مباني بسيطة بشعار يحمل اسم الكلية، العلم يحتاج إلى كادر وإمكانات وليس مبان خاوية، فنحن نحتاج تعليم حقيقي وليس تعليما شكليا يفتقر لأبسط المستلزمات الخاصة بالتعليم".
وأنشأت كلية العلوم بجامعة صنعاء في العام 1973-1974، وتضم خمسة أقسام، وهي: علم الرياضيات، وعلم الفيزياء، وعلم الكيمياء، وعلوم الحياة، وعلوم الأرض والبيئة، وتقدم الكلية شهادة بكالوريوس في هذه العلوم، ومدة الدراسة فيها أربع سنوات.