استبعد المرشح الإسلامي في انتخابات الرئاسة في الجزائر، رئيس حركة "البناء"، عبد القادر بن قرينة، حدوث تنسيق سياسي وانتخابي مع المرشح الإسلامي عبد الرزاق مقري، الذي يترأس الحزب التاريخي لـ"إخوان" الجزائر.
ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد" حول إمكانية التحالف والتنسيق بين الطرفين، وتوحيد مرشح التيار الإسلامي في انتخابات 18 إبريل/ نيسان المقبل، قال بن قرينة، وهو وزير سياحة أسبق، إنه "في الوقت الحالي، لا يوجد أي تنسيق بيننا بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، ليس هناك أي تواصل على مستوى رؤساء الحركتين، أو تنسيق سياسي أو تبادل وجهات النظر، نحن ترشحنا وليس لدي علم بموقف الإخوة في حركة مجتمع السلم، وإذا كان هناك تحالف يجب أن يسبقه تنسيق أو لقاء أو حوار".
ولمح بن قرينة إلى وجود ما يشبه قطيعة سياسية بين الطرفين الإسلاميين، قائلاً إنه "منذ شهر أغسطس الماضي، حدث لقاء وحيد بيننا، وكان بطلب منا من أجل تقديم مبادرتنا لهم في ذلك الشهر"، مشيراً إلى أن قيادة حركة "مجتمع السلم" قدمت مبادرتها السياسية في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي إلى كل الأحزاب، لكنهم لم يطلبوا منا لقاءً بهذا الشأن، وكذلك بعد استقبالهم من قبل شقيق الرئيس الجزائري (السعيد بوتفليقة)، زاروا عدداً من الأحزاب لم نكن من بينهم حتى يقنعوهم بفكرة التمديد، كما أن لقاء المعارضة الذي حاولوا تنسيقه، لم تتم دعوتنا للمشاركة فيه".
وكان مقري وبن قرينة، قبل عام 2008، ضمن حزب سياسي واحد، وهو "حركة مجتمع السلم"، قبل أن يعلن بن قرينة انسحابه من الحركة مع مجموعة من الكوادر القيادية، لتأسيس "جبهة التغيير" ثم حركة "البناء الوطني".
واستبعد بن قرينة حدوث أي تنسيق في الوقت الحالي مع الطرف الثاني من تيار "الإخوان" في الجزائر، على خلفية المعطيات السابقة.
وحول حظوظه كمرشح يمثل التيار الإسلامي، قال "أولاً نحن في حركتنا ننافس كشباب، وجزء من المجتمع الجزائري، وحركتنا مفتوحة للجميع وليس المنافسة على تيار فكري معين أو جنس ما أو طبقة دون طبقة، وثانياً نحن ننافس على وعاء انتخابي حجمه 23 مليون ناخب من أبناء الشعب والناخبين الجزائريين، نساءً ورجالاً وشباباً، والنخب الفكرية والطبقة المتوسطة وحتى غير للدارسين، ولدينا القدرة على ذلك".
وهذه هي المرة الأولى منذ 24 عاماً التي يقدم فيها الإسلاميون، وتيار "الإخوان" تحديداً، مرشحين في انتخابات الرئاسة في الجزائر، إذ كانت آخر مشاركة لهم في هكذا انتخابات هي في عام 1995، حيث تقدم مؤسس التيار وحركة "مجتمع السلم" محفوظ نحناح لمنافسة مرشح السلطة ورئيس الدولة حينها الجنرال ليامين زروال، وحصل على نسبة تفوق 26 في المائة من الأصوات، وهي حتى الآن أعلى نسبة يحصل عليها مرشح معارض في انتخابات رئاسية في الجزائر.