لا تعني الأسماءُ شيئاً

06 فبراير 2016
(الشاعر، تصوير: توبياس بوهم)
+ الخط -

خريطة
بالنسبة إليّ، لا تعني الأسماءُ شيئاً،
شارعُ الولاية، شارع كلارك، بلمونت
الوهمُ ليس إشارة مرجعية
ها هنا انعطافة إلى اليسار
ها هنا انعطافة إلى اليمين
من الغرب إلى الشرق
وها هنا البحيرة...
ولكن الكدّ والتعبَ يمرّ بلا إشارة
الضوءُ المنحدرُ
بأسنانهِ المسنّنةِ إلى أرصفة المشاة ليلاً
يُصدِر صوتاً واهياً وخاوياً
تفكّرُ، هنا لا يمكن للمرءِ إلا أن يستسلم
أقفُ عند النافذة، أتساءلُ مجهداً من أنا

احفظ نفسكَ إن كنتَ ستفعل.

ثلج
حيث تُزهر أشجار الثلج
تُطقطق كلماتُ الشتاء على الرصيف، يجيء
عالمُ الكركي أولاً، ثم عالمُ الحمائم حيث
يمكنكَ سماع ريشها الرماديِّ يخربش عند الباب
أغفو في حضن بابا
ونحن نعدّ لوحات ترخيص
40 سيارة من ألمانيا
10 من بيلفيلد
ثلجٌ
نتفُ الثلج، وهي تتخفّف في العتمة،
تخبرني بأسمائها
وأنا أراقبها خلال حاجز الريح تضرب الزجاج
هي خمسٌ حتى الآن
ثم هي الآن عشر،
الربّانُ يقود بلا خوفٍ
سفينته بين الساعات
عند الثانية عشرة، سنكون في زيورخ
بقي الكثير من الوقت للنوم
نتّخذ طريقنا مع ضجيج راعد
بين النجوم.

النهرُ تحت النهر
حركة المرور في
رأسي، وحركة المرور في الشارع
تلتقيان
قفزتُ في الردهةِ الخضراءِ
إلى الباب
قالباً غرفتي على رأسها
أهلاً، من هنا؟ حزيران؟
أخفيتُ نفسي
باشرتُ رحلة تحت لساني.

فكّرتُ: تمّوز؟ نحن نهرمُ
ونغيّر
(مواقعنا)
شيكاغو، مطار أوهير،
المدينة، النهر، البحيرة، والـ...
فكّرتُ،
العمرُ ربما طويل بما يكفي
لشراء فطيرة بيتزا وأكثر
للجلوسِ في المقعد الخلفي لتاكسي
محتجز في رقعة شطرنج
شوارع مزدحمة
فكّرتُ: في زحمة مرور هذه المدينة
أنا جالسٌ في جسدي مثل من يجلس في كرسي للمقعدين
الحركة تأتي بصباحاتٍ،
مع جدولٍ من الصحف،
بلا حركة في حافلة رغباتي
وبأمسياتٍ مع معارف كل نهار
أأنا أرفرف؟
حقاً، ولكن كما لو أنه
لم يكن هناك حتى هذا اليوم
طعمُ هذه المدينة،
الظلال فيها..
مبانٍ تقع
ربما أنا لستُ مسافراً أو مجرّد..
إلى الأمام، هذا صحيح، ها هو النهرُ مرة أخرى..
وها هنا المزيد منه.. ولكن المزيد.. تحت لساني
في رابعة النهار

ستتوالى ناطحات السحاب
صفّاً من كتل المباني
وراء صف،
مرايا ممتلئة بالضوء
كتلة بعد كتلة
كما لو أن هنا
إلى اليمين بجواري
اتخذت السماءُ مقعداً
في الليل
أحبُّ الماء
أنضحُ عرقاً
سباحة في البحيرة
أعرفُ
صوتاً (مطر)
ذلك يعني مباني مغمورة بالماء
كلُّ شيء مع امتدادِ لحظات العمر
مجرّد ظلالٍ
على يدي.


* * Matthias Göritz شاعر ألماني من مواليد هامبورغ سنة 1969

** ترجمة محمد الأسعد


اقرأ أيضاً: اذهب إلى النافذة وكُن مساءً

المساهمون