لا تزيدوا مأساتنا

07 يناير 2016
+ الخط -
لم تعجب بعض إخواننا في بعض المحافظات اليمنية حملة "ارفعوا الحصارعن تعز"، يقولون إنها مناطقية، وإن الحصار شمل اليمن أجمع، فهل هم أغبياء أم يتغابون؟ هم يحاولون التهكم من وجعنا، ووجع مدينة تموت بدم بارد! فهل ما يحدث في تعز يحدث في بقية البقاع اليمنية؟
هل يعلمون أن في تعز حرب وتدمير أم لا يعلمون؟ هل يعلمون أن مليشيات الموت تخنق المدينة، وتنتقم من كل شيء فيها؟
هل يعلمون أن قذائف هذه الميليشيات وصواريخها، ناهيك عن دباباتها ومسمياتهم القاتلة من توشكا وجراد وزلزال تواجه أطفال تعز ونسائها، ففي عرف الحروب، لا يتم استخدام هذه الأسلحة إلا في مواجهات الجيوش المدربة، وخارج المدن فقط.
هل يعلمون أن صفاقة الحوثي ونقمة عفاش (علي عبدالله صالح) وأتباعهم تمنع وصول الأدوية والأغذية ومواد الإغاثة؟
تعز أيها الأعدقاء تواجه برابرة، تواجه لصوصا، تجار حروب، وسماسرة خراب فبعض منافذها ملغمة، أتدرون ماذا تعني ملغمة، إنها مفخخة بالبارود والمتفجرات كما هو في منفذ الضباب؟
في تعز حكايات لا تستطيع التراجيديا اختزالها، حكايات الأطفال والنساء الكبار والشيوخ ممن يموتون هلعاً ورعباً وخوفاً، يموتون في ظل انعدام مادة الأكسجين في المشافي، غياب الأدوية البسيطة، لتتخيلوا فقط قصة طفل خدج أول ما يصل إلى الحياة، لا يجد إلا الموت الخانق، والسماء الممتلئة بالدخان والحريق، بدلا عن قنينة أوكسجين تعيد الحياة إلى شرايينه المتعبة.
تعز يا "هو" يا عالم غدت أرضاً يباباً، خراباً، لا توجد فيها غير القناصة التي تحصي حركة الحياة فيها، لتقضي عليها للأسف الشديد.
ألم تسمعوا بقصة المعبر، أظنكم تعلمون، وراقبته قلوبكم قبل أعينكم، إنه معبر الدحي، المنفذ الذي لا تتفنن بصناعته إلا الصهيونية.
هو المنفذ الذي ستظل تذكره نساء تعز، وسيظل مرتبطا بالذاكرة الجمعية، بأن نساء تعز مورس عليهن العذاب، وهن يبحثن عن أبسط احتياجات أسرهن، مارست المليشيا معهن أسوأ الأعمال، بأخلاقهم البشعة وهمجيتهم غير المعهودة في مجتمعنا اليمني.
وحدها الطرق الوعرة لانت لتعز، بينما قست قلوبكم. لكن، قد لا تحملونها، وإلا لما أنكرتم ما يعتمل في تعز. إنكم تحاولون التغطية على جرائم بشعة، لا تمس التعزي وحده، بل تمس الجميع، وإن تغاضيتم عنها الآن، لا شك أن نارها ستصل إليكم.
ووحدها الحيوانات البسيطة من وصلت رسالتها، وهي تنقل بعضا من الأمل والحياة، إلى مدينة تموت أيضا بمغالطات بعضهم، ممن يحاولون تغطية الشمس والحقيقة بغربال، وأنى لهم ذلك.
avata
avata
عمار زعبل (اليمن)
عمار زعبل (اليمن)