وقالت زاخاروفا في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي: "في 29 مايو/ أيار يقوم وزير الخارجية ووزير الدفاع الروسيان، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، بزيارة عمل إلى القاهرة. هما سيعقدان محادثات منفصلة مع وزير الخارجية المصري ووزير الدفاع هذه الدولة، فضلا عن التشاور في صيغة 2 + 2 ".
وأضافت المتحدثة: "ومن المخطط أن يجتمع الوزير شويغو مع الوزير سيرغي لافروف بالرئيس المصري".
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية رفضت الكشف عن أسمائها لـ"العربي الجديد" إن زيارة الوزيرين الروسيين المرتقبة إلى القاهرة، تأتي بسبب حرص الجانب الروسي على معرفة تفاصيل القمة العربية الإسلامية الأميركية والتي عُقدت منذ أيام بالعاصمة السعودية الرياض وحضرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث تعتبر القاهرة أهم حلفاء موسكو من بين الذين حضروا تلك القمة.
وأضافت المصادر أن الزيارة ستشمل جوانب أخرى عسكرية، حيث إنه حتى الآن لم يتم توقيع صفقة طائرات الـ"كا-52كا" بين القاهرة وموسكو، وهي الطائرات المصممة أصلًا لسفينتي الـ"ميسترال" اللتين اشترتهما مصر من فرنسا.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قد قال الثلاثاء الماضي، إن روسيا ومصر مازالتا تتفاوضان على توريد المروحيات لسفينتي "ميسترال".
وكان مدير عام شركة "مروحيات روسيا" القابضة، أندريه بوغينسكي، قد صرح بأن مصر قد تتخذ قرارا بشأن شراء مروحيات "كا-52كا" (التمساح) المصممة لحاملات المروحيات "ميسترال" قبل نهاية أيار/مايو الجاري.
وكانت روسيا قد تعاقدت مع فرنسا في عام 2011 على شراء حاملتي المروحيات من فئة "ميسترال" مقابل 1.2 مليار يورو. وكان من المقرر أن تسلم فرنسا حاملة المروحيات الأولى لروسيا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014. إلا أن باريس تراجعت عن ذلك، وسط زيادة حدة التوتر بين روسيا والغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وقّعت فرنسا ومصر على عقد بيع سفينتي "ميسترال" مقابل 950 مليون يورو، وجرى تسليمهما لمصر في العام الماضي، وأطلق عليهما "جمال عبد الناصر" و"أنور السادات".
وقالت المصادر الدبلوماسية المصرية، إن الجانب الروسي قد أبدى للقاهرة رغبته في استئجار سفينتي "ميسترال" التي حصلت عليهما القاهرة من باريس، حيث إنه من المستحيل أن تبيعهما القاهرة لموسكو نظرًا لأن الاتفاقية الموقعة بين مصر وفرنسا لا تسمح لمصر بإعادة بيعهما.
وقالت المصادر إن إتمام صفقات السلاح المعلقة بين مصر وروسيا من شأنه أن يعزز العلاقات العسكرية والسياسية بين مصر وروسيا، وقد يؤدي إلى سماح موسكو بإعادة الرحلات الجوية إلى مصر، وهو الأمر الذي ترغب فيه القاهرة بشدة، نظرًا لتردِّي العائدات من القطاع السياحي والتي كانت تعتمد في معظمها على السياحة القادمة من روسيا.