لاعبو كرة القدم في الجزائر.. بين الملاعب وقاعات الحلاقة

03 سبتمبر 2017
(المدافع الجزائري سوداني، تصوير: سالم داود)
+ الخط -


يتنافس لاعبو كرة القدم على الجوائز وألقاب البطولات والكؤوس، وجائزة أحسن لاعب في الدوري وغيرها، سعيًا لتسجيل تاريخهم بأحرف من ذهب في عالم الساحرة المستديرة، لكن هذا الأمر مختلف إلى حدّ ما عند بعض اللاعبين الجزائريين، فرغم وجود لاعبين مميّزين صنعوا تاريخ الكرة الجزائرية على مرّ السنوات السابقة والأخيرة، هناك من ينافس كعارض أزياء أو كشاب يستعرض عضلاته المفتولة وآخر قصّات الشعر أكثر من إبراز مهاراته داخل الملعب.

عندما تذكر محرز ورابح ماجر، ولخضر بلومي وعصاد وياسين إبراهيمي..أكيد ستعود مخيّلتك إلى زمن الأفراح، بصعود منتخب كرة القدم الجزائري إلى كأس العالم بالمكسيك وإسبانيا ثم جنوب أفريقيا والبرازيل قبل سنتين، فهذه المحطّات الأربع ستبقى محفورة في ذاكرة الفرد الجزائري وبالأخصّ عند مشجعي الكرة الأكثر شعبية.

بعيدا عن التتويجات والصعود إلى المونديال والتظاهرات الرياضية الكبرى الخاصّة بكرة القدم، يظهر كثير من اللاعبين لا سيما لاعبو الجيل الحالي، أشبه بعارضي الأزياء، قد تستغربون ذلك؟ ولكنّها الحقيقة التي تصطادها كاميرات الملاعب رغم أنها تمثّل جانبًا من الحرّية الشخصية لنجوم الكرة الجزائرية.

في مونديال جنوب أفريقيا في عام 2010، بدا أن لاعبي المنتخب الجزائري اهتموا بمظهرهم أكثر من أي شيء آخر، فكانت أولى إطلالتهم للجمهور مثيرة للجدل، عندما فضّل بعض اللاعبين صبغ شعورهم باللون الأصفر، وسط موجة من الانتقادات وجّهها الإعلام الجزائري للاعبي منتخبه، ولكن مع الوقت بدأ الجميع يتأقلم مع الأمر، حتى أن كثيرًا من المشجّعين ساروا على منوالهم وظهرت موضة صبغ الشعر باللون الأصفر في الشوارع، ولم يستمرّ الوضع مع الشعر فقط بل تعداه إلى الوشم، فحارس عرين الخضر وهاب رايس مبولحي، يكاد لا يظهر في صورة بدون الوشم الذي يغطّي ساعديه، تمامًا كما هو الحال بالنسبة لكارل مجاني مدافع "محاربي الصحراء".

من جهة أخرى، يشكّل القرط وتسريحات الشعر الغريبة في هذا الجانب الاستعراضي للاعبين، حلقة مهمّة في التباهي سيرًا على خطى نجوم الكرة الغربية وعصر الموضة، لكن أن تتحوّل التسريحات إلى فعل جماعي يتّفق عليه كل أفراد المنتخب الجزائري تقريبًا، هو ما يثير الانتباه والجدل، خاصة بعد تحقيق نتائج مخيّبة لآمال الجماهير العريضة التي تنتظر منهم المعجزات في كثير من الأحيان، وتتحوّل ظاهرة تقليد اللاعبين في تمظهراتهم، إلى أوصاف تنعتهم بـ "المراهقة" والتقاعس في التدريبات للاهتمام بالمظهر.

على صعيد الفرق المحلية ولاعبي الدوري الجزائري الأمر سيّان؛ فبالنسبة لبعض المحترفين وكتيبة المنتخب الوطني الجزائري، لا يتوانى الكثير منهم في الظهور على أرضية الميدان بآخر صيحات الموضة، تتصدّرها تسريحات جديدة وأقراط تزيّن الأذن، واستعمال "الكيراتين" التي تجعل شعورهم ملساء ومتناغمة مع كل حركة على أرضية الميدان.

وتولي فئة معتبرة من لاعبي الدوري الجزائري أهمية كبيرة لأحدث قصّات الشعر وتصفيفها، وبمساحيق تجميل خاصّة بالبشرة، فبين التقليد والجرأة أصبح كثير منهم لا يكتفي بالحفاظ على مظهره السابق، بل أصبحوا يهتمون بمظهرهم بدرجة كبيرة ولو دفعوا مبالغ خيالية.

وحسب ما نقلته بعض الصحف الجزائرية الرياضية، ينفق لاعبون على تسريحاتهم قرابة (2000 دولار) شهريًا على أقل تقدير، بمعدل 500 دولار كل أسبوع، خاصة إذا كان اللقاء الكروي على الهواء المباشر، مثلما حدث مع لاعبي المنتخب المحلي الذين جذبوا الأنظار في دورة السنغال شهر كانون الأوّل/ ديسمبر 2015 من خلال قصات شعرهم الغريبة وحلاقات الذقن غير ألمألوفة، ويتجلّى ذلك في صورة اللاعبين كنيش، وعبد اللاوي، وآخرين.

المساهمون