يبدو اللاجئون في ألمانيا منشغلين في جمع أوراقهم للحصول على الإقامة، أو في محاولة إيجاد بيت مستقل، أو مكان شاغر في إحدى دورات تعليم اللغة الألمانية، أو الدورات الخاصة بالاندماج. وربما يقضي آخرون أيامهم في البحث عن عمل. وعلى الرغم من جميع هذه الضغوط، يصرون على استقبال شهر رمضان كما يجب، وقد انغمس االبعض في إعداد مائدة الإفطار، لتحتوي على كل ما اعتادوا عليه في بلدانهم الأصلية. يقول البعض إن هذه الضغوط لا تمنعهم عن الصيام، وإن تراجع البعض بسبب طول فترة الصيام، والتي تصل إلى 19 ساعة تقريباً.
أيهم لاجئ سوري يعيش في مدينة كولن منذ نحو سبعة أشهر. كان يعمل في محل للحلويات في سورية. خلال حرب نظام بشار الأسد على الشعب، انتقل إلى لبنان، قبل أن يقرر وعائلته الانتقال إلى ألمانيا. في البلد الجديد، استطاع العيش في بيت مستقل، علماً بأن طلب لجوئه ما زال معلّقاً. يقول، وقد توجه إلى دكّان قريب من البيت لشراء الحاجيات الأساسية لإعداد الطعام: "وجدت معظم لوازم رمضان. هذه المرة الأولى التي نقضي فيها شهر رمضان في ألمانيا. أخشى ألا أحتمل ساعات الصيام الطويلة، لكنني سأحاول".
أما أحمد (28 عاماً)، فيجد أن الصوم في ألمانيا صعب للغاية بسبب عدد الساعات الطويلة وغياب زوجته ووالدته اللتين كانتا تتوليان تحضير الطعام. ويضيف: "الوجبة التي نحصل عليها في مركز اللجوء لا تكفي، عدا عن غياب روح رمضان هنا".
من جهته، ترك وليد المدرسة، التي كان يدرّس فيها اللغة العربية منذ نحو عام، وتوجه إلى ألمانيا. يقول إنه سيحاول وأصدقاؤه خلق جو رمضاني في مركز اللجوء. اتفقوا على أن يعد كل واحد منهم أكلة معينة، على أن يلتقوا جميعاً على مائدة الإفطار، أو يتوجهوا إلى المسجد لتناول الطعام.
وعلى الرغم من توفّر غالبية متطلبات اللاجئين لتحضير إفطار رمضاني يشبه ما اعتادوا تحضيره في بلدانهم، إلا أن كثيرين يقولون إنهم يفتقدون أسرهم والأجواء العائلية وسماع أذان المغرب والاستيقاظ وقت السحور. في هذا الإطار، توضح العراقية مريم (45 عاماً)، والتي تقطن في مدينة كولن الألمانية منذ نحو عامين، بعدما هربت مع زوجها وابنها بسبب الحرب: "أحاول قدر الإمكان أن أقدم لعائلتي ما يعوضها عن الأجواء الجميلة، التي كنا نعيشها في بلدنا. أشغل نفسي في تحضير الأطعمة التقليدية والحلويات وقراءة القرآن والذهاب إلى المسجد".
اقــرأ أيضاً
في منطقة كورڤايلر في مدينة كولن، تشهد محال بيع اللحوم الحلال والمواد الغذائية العربية إقبالاً كبيراً من اللاجئين. إلا أن عملية الشراء ليست سهلة تماماً، خصوصاً أن كثيرين لم يتقنوا اللغة الألمانية بعد. من خلال بعض الكلمات التي حفظوها، بالإضافة إلى مفردات عربية، يحاولون إيصال ما يحتاجونه من سلع للبائعين الأتراك. ويظل الخبز العربي الهدف الأول لهؤلاء اللاجئين، إذ يبقى للوجبات التقليدية في كل بلد نكهتها الخاصة في شهر الصيام، والتي يصعب الاستغناء عنها.
وعلى الرغم من الانشغال بشراء كل ما يلزم والتحضير لمائدة الإفطار، إلا أن معظم اللاجئين عانوا خلال الأيام الأولى. الأمر نفسه انسحب على العاملين في مراكز اللجوء، الذين اعتادوا توزيع وجبات الطعام في أوقات معينة. خلال هذا الشهر، اتخذت اجراءات خاصة في مراكز اللجوء، منها سعي المسؤولين إلى توفير غرف مشتركة لتتناول العائلات والأصدقاء وجبات الإفطار مع بعضهم البعض.
تقول فابياني، وهي ألمانية، تعمل على توزيع الطعام في أحد مراكز اللجوء، إن "قدوم شهر الصيام لدى اللاجئين، وغالبيتهم من المسلمين، يحتّم علينا العمل لساعات طويلة ولوقت متأخر، خصوصاً أن الإفطار يحل في العاشرة مساءً. ونحن مضطرون لتقديم الطعام في هذا الوقت". هكذا، يحلّ رمضان ضيفاً على مراكز اللجوء. إلا أن الصعوبات لا تقتصر على اللاجئين وحدهم، بل تشمل الألمان العاملين في هذه المراكز، بعدما تغيرت ساعات عملهم.
اقــرأ أيضاً
أيهم لاجئ سوري يعيش في مدينة كولن منذ نحو سبعة أشهر. كان يعمل في محل للحلويات في سورية. خلال حرب نظام بشار الأسد على الشعب، انتقل إلى لبنان، قبل أن يقرر وعائلته الانتقال إلى ألمانيا. في البلد الجديد، استطاع العيش في بيت مستقل، علماً بأن طلب لجوئه ما زال معلّقاً. يقول، وقد توجه إلى دكّان قريب من البيت لشراء الحاجيات الأساسية لإعداد الطعام: "وجدت معظم لوازم رمضان. هذه المرة الأولى التي نقضي فيها شهر رمضان في ألمانيا. أخشى ألا أحتمل ساعات الصيام الطويلة، لكنني سأحاول".
أما أحمد (28 عاماً)، فيجد أن الصوم في ألمانيا صعب للغاية بسبب عدد الساعات الطويلة وغياب زوجته ووالدته اللتين كانتا تتوليان تحضير الطعام. ويضيف: "الوجبة التي نحصل عليها في مركز اللجوء لا تكفي، عدا عن غياب روح رمضان هنا".
من جهته، ترك وليد المدرسة، التي كان يدرّس فيها اللغة العربية منذ نحو عام، وتوجه إلى ألمانيا. يقول إنه سيحاول وأصدقاؤه خلق جو رمضاني في مركز اللجوء. اتفقوا على أن يعد كل واحد منهم أكلة معينة، على أن يلتقوا جميعاً على مائدة الإفطار، أو يتوجهوا إلى المسجد لتناول الطعام.
وعلى الرغم من توفّر غالبية متطلبات اللاجئين لتحضير إفطار رمضاني يشبه ما اعتادوا تحضيره في بلدانهم، إلا أن كثيرين يقولون إنهم يفتقدون أسرهم والأجواء العائلية وسماع أذان المغرب والاستيقاظ وقت السحور. في هذا الإطار، توضح العراقية مريم (45 عاماً)، والتي تقطن في مدينة كولن الألمانية منذ نحو عامين، بعدما هربت مع زوجها وابنها بسبب الحرب: "أحاول قدر الإمكان أن أقدم لعائلتي ما يعوضها عن الأجواء الجميلة، التي كنا نعيشها في بلدنا. أشغل نفسي في تحضير الأطعمة التقليدية والحلويات وقراءة القرآن والذهاب إلى المسجد".
في منطقة كورڤايلر في مدينة كولن، تشهد محال بيع اللحوم الحلال والمواد الغذائية العربية إقبالاً كبيراً من اللاجئين. إلا أن عملية الشراء ليست سهلة تماماً، خصوصاً أن كثيرين لم يتقنوا اللغة الألمانية بعد. من خلال بعض الكلمات التي حفظوها، بالإضافة إلى مفردات عربية، يحاولون إيصال ما يحتاجونه من سلع للبائعين الأتراك. ويظل الخبز العربي الهدف الأول لهؤلاء اللاجئين، إذ يبقى للوجبات التقليدية في كل بلد نكهتها الخاصة في شهر الصيام، والتي يصعب الاستغناء عنها.
وعلى الرغم من الانشغال بشراء كل ما يلزم والتحضير لمائدة الإفطار، إلا أن معظم اللاجئين عانوا خلال الأيام الأولى. الأمر نفسه انسحب على العاملين في مراكز اللجوء، الذين اعتادوا توزيع وجبات الطعام في أوقات معينة. خلال هذا الشهر، اتخذت اجراءات خاصة في مراكز اللجوء، منها سعي المسؤولين إلى توفير غرف مشتركة لتتناول العائلات والأصدقاء وجبات الإفطار مع بعضهم البعض.
تقول فابياني، وهي ألمانية، تعمل على توزيع الطعام في أحد مراكز اللجوء، إن "قدوم شهر الصيام لدى اللاجئين، وغالبيتهم من المسلمين، يحتّم علينا العمل لساعات طويلة ولوقت متأخر، خصوصاً أن الإفطار يحل في العاشرة مساءً. ونحن مضطرون لتقديم الطعام في هذا الوقت". هكذا، يحلّ رمضان ضيفاً على مراكز اللجوء. إلا أن الصعوبات لا تقتصر على اللاجئين وحدهم، بل تشمل الألمان العاملين في هذه المراكز، بعدما تغيرت ساعات عملهم.