يواصل عشرات اللاجئون السودانيون اعتصامهم لليوم الثامن عشر أمام مقر مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمان، على الرغم من الجو البارد وسقوط الأمطار، بمن فيهم من أطفال ونساء وكبار في السن.
يبلغ عدد اللاجئين السودانيين في الأردن قرابة 3500 لاجئاً مسجلين لدى المفوضية، هربوا من النزاع في إقليم دارفور بالسودان خلال السنوات الأخيرة.
التقى "العربي الجديد" عدداً من هؤلاء المعتصمين الذين لخصوا مطالبهم بالحصول على حقوق اللاجئين كالتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والسكن، وأيضا تفعيل طلبات لجوئهم إلى بلدان أخرى.
اقرأ أيضاً: السودانيّون يرغبون بالهجرة والزواج
وعن إمكانية إتاحة العمل والإقامة لهم، أوضح هؤلاء إن الوثيقة التي منحت لهم من قبل المفوضية لا تخولهم ذلك، فهم لا يتمتعون بحق العمل وكسب الرزق للإنفاق على أنفسهم وعائلاتهم، وفي نفس الوقت لا يحصلون على مساعدات تمكنهم من الاعتماد عليها للعيش.
أحد المعتصمين أشار إلى أن معظم العائلات تجد صعوبة في تأمين تكاليف السكن ودفع الإيجارات، "أصحاب السكن لا يتفهمون ظروفنا، كما أن أصحاب العمل يقومون باستغلالنا لأنه ليس مصرحا لنا بالعمل".
وعن ظروف بقائهم في الاعتصام، قالوا إن كثيرا من العائلات لا تملك المال لشراء الطعام، "أحيانا يتمكن أهل الخير من إرسال بعض الطعام لنا، لكن في أغلب الأحيان يتم منعهم من الاقتراب منا أو إعطائنا أي شيء".
هلال، أحد الشباب المعتصمين، يجمع الأطفال حوله كل صباح ويقضي معهم بعض الوقت في تعليمهم القراءة والكتابة أمام المفوضية، لأن معظمهم لا يرتاد المدرسة، بسبب تعقيدات قبولهم في المدارس الحكومية بحسب المعتصمين.
محمد الحواري، المتحدث باسم المفوضية تحدث لـ"العربي الجديد"، لافتاً إلى أن غالبية السودانيين في الأردن يصنفون كطالبي لجوء، وليسوا لاجئين حتى الآن، وأنه تم صرف مساعدات نقدية لجميع السودانيين المسجلين لديهم مع بداية فصل الشتاء، لشراء المستلزمات الأساسية للتدفئة.
وعن مطالب المحتجين، قال الحواري إن مطلبهم الأساسي في التوطين ببلد ثالث ليس حقا لهم، إذ إن حق اللاجئ يتمثل في حصوله على الأمان وهو متوفر لهم في الأردن، وأضاف "طبعا نحن بكل جهد نسعى لتقديم ملفاتهم إلى دول التوطين، في محاولة منا لمساعدتهم، ونقوم بعملنا هذا بغض النظر عن وقوفهم أمام المبنى أم لا، ونفعل ما نستطيعه لجميع اللاجئين بدون تفرقة".
كما أكد أن الضغط لن يؤثر على سير العملية لدى المفوضية، معتبرا أن ظروف بقاء المعتصمين أمام المبنى لا ترضيهم كمنظمة إنسانية تعمل من أجل كرامة الإنسان.
اقرأ أيضاً: سودانيون جنوبيون "لاجئون" وليسوا "مواطنين"