لأول مرة في المناطق المحررة... مجمع غذائي إغاثي بحلب

24 مارس 2016
مجمع غرين مول الغذائي بحلب (العربي الجديد)
+ الخط -
في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب تنتشر مكاتب المنظمات الإغاثية والإنسانية التي تعنى بمساعدة الفقراء والمحتاجين من أبناء المدينة والنازحين إليها من المناطق والمدن الأخرى، حيث تقوم هذه المنظمات بتوزيع سلل غذائية شهرية للمحتاجين ضمن آلية معينة تضعها إدارة كل جمعية أو منظمة.


في أحد أحياء مدينة حلب الغربية قامت جمعية أبرار حلب للإغاثة والتنمية العاملة في مدينة حلب منذ مطلع سبتمبر/ أيلول من عام 2012 بإطلاق مشروع إغاثي استثماري في بادرة هي الأولى من نوعها أطلقت عليه اسم "غرين مول" يقوم المشروع على افتتاح مجمع غذائي يحتوي على جميع المواد الغذائية اللازمة من ألبان وأجبان وبقوليات وخضروات وكذلك مواد تنظيف، حيث سيتيح للمدنيين المسجلين في سجلات الجمعية أصولاً الاستفادة من المواد الغذائية الموجودة في "غرين مول" بالمجان ضمن الية معيّنة وضعتها إدارة الجمعية، كما يمكن لعوام الناس الميسورين والغير مدرجين ضمن قائمة المحتاجين من أبناء المدينة شراء حاجياتهم من "غرين مول" ضمن أسعار ستكون أرخص من مثيلاتها بالأسواق المحليّة.

تعتمد الية توزيع الإغاثة في مدينة حلب عند مجمل المكاتب والمنظمات الإغاثية على انتقاء العوائل الأشدّ فقراً من أبناء المدينة وعوائل الشهداء والأرامل الذين لا يوجد لديهم معيل، ويحصل هؤلاء المستفيدون على بطاقات تخوّلهم الحصول على حصّة إغاثية شهرية تتضمن مواد أساسية كالرز والسكر والزيت ومادة البرغل، ولكن يمكن أن تكون هذه السلّة الغذائية ليست دائماً من الضروريات التي تحتاجها هذه العائلة حيث يضطر بعض المستفيدين من المساعدات الشهرية أحياناً إلى بيع ما يحصلون عليه من المكاتب الإغاثية، لشراء أشياء أخرى يعتبرونها ضرورية أكثر، لذلك ارتأت جمعية أبرار حلب للإغاثة والتنمية التخلي عن فكرة إجبار المستفيدين من المساعدات الشهرية الحصول على نوع محدد دائماً من المواد الغذائية كل شهر والاستعاضة عنها بتخييرهم انتقاء المواد التي يرونها ضرورية أكثر في حياتهم اليومية.

أبو العبادلة، المدير العام لجمعية أبرار حلب للإغاثة والتنمية يقول لـ"جيل العربي الجديد": "مشروع "غرين مول" هو مشروع ذو شقيّن، الأول هو إغاثي وهو الأهم، حيث ستقوم الجمعية بتوزيع بطاقات على العوائل المحتاجة في مدينة حلب والمسجلة أصولاً في سجلات الجمعية، هذه البطاقات ستكون ضمن قيمة مادية معينة حسب عدد أفراد العائلة، يستطيع المستفيد من هذه البطاقة شراء ما يلائمه من حاجيات من "غرين مول" لمرة واحدة شهريا، كما يتيح "غرين مول" خصم يبداً بنسبة 5% إلى 10% من قيمة سعر السلعة الأساسية للمدرسين والمدرسات العاملين في المدارس في مدينة حلب بالتعاون مع نقابة المعلمين، وندرس توسيع الفئات المستفيدة من التخفيضات لتشمل شرائح أخرى من العاملين في القطاعات العامة في المناطق المحررة من مدينة حلب، أما الشق الثاني فهو استثماري، حيث يتيح لمختلف فئات الشعب القاطنين في مدينة حلب والغير مسجلين في السجلات الإغاثية من شراء ما يلزمهم من حاجيات من "غرين مول" الذي يعتبر حالياً أكبر مجمع غذائي خدمي في مدينة حلب منذ دخول الثوار إلى المدينة وإغلاق كلّ المجمعات الغذائية أبوابها.

يضيف أبو العبادلة: الغاية الاستثمارية من المشروع هي تدوير المكاسب التي يمكن جمعها شهرياً لتعود إلى غاية المشروع الأساسية وهي الإغاثيّة، وكذلك نبغي من المشروع أن نظهر للمدنيين أنّ هناك من يهتم لأمرهم ونضفي طابعاً من الحياة المفقودة في المدينة منذ فترة كبيرة من خلال مجيء الناس للتسوق وشراء حاجياتهم.

يرى القائمون على مشروع "غرين مول" أنه فكرة يمكن لباقي المنظمات الإغاثية العاملة في مدينة حلب تطبيقها لاحقاً، حيث تعتبر عملياً أفضل من المكاتب الإغاثية التقليدية والتي تحتاج للكثير من الجهد والوقت، أما المستفيدون من خدمات "غرين مول" فيرون أنّ فكرة المجمع الغذائي هي أفضل بكثير بالنسبة لهم وتتيح لهم خيارات أكبر كانت مفقودة في السابق، وكذلك حرية في انتقاء المواد التي يرغبون بالحصول عليها.

أبو أحمد أحد المستفيدين من خدمات "غرين مول" يقول لـ"جيل العربي الجديد": "فيما سبق كنا نأتي لمكتب الإغاثة وننتظر لفترة طويلة للحصول على السلّة الغذائية التي توزع لنا شهرياً بسبب الازدحام وبسبب قلة الكوادر لدى الجمعيات والروتين المتّبع، الآن يمكنني الدخول إلى غرين مول والحصول على ما أرغب من حاجيات دون أن أنتظر كثيراً، أو أضطر لاتباع الروتين المعتاد الذي كان في المكاتب الإغاثية، ربما البطاقة لا تكفي شراء حاجيات تكفي طيلة الشهر ولكنها تعين على أية حال".

(سورية)
دلالات
المساهمون