كيف قرأت الصحافة المحلية والدولية انتخابات الجزائر

18 ابريل 2014
الشروق: "بن فليس يتحول لحزب أو يقود الشارع (Getty)
+ الخط -

ابتعد التلفزيون الجزائري الرسمي في تغطيته لمجريات عمليات الاقتراع عبر كافة الولايات عن الدعاية المباشرة للرئيس بوتفليقة والتعبئة الجماهيرية لصالح النظام، تجنبا لاي مشاحنات او ردود فعل من المعارضة واكتفى بالنقل المباشر العادي.

من جهة أخرى، أشارت مصادر إعلامية جزائرية، منها صحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية، إلى وقوع أعمال عنف في مدينة بجاية بمنطقة القبائل. وهذا ما أكده التلفزيون الجزائري. في حين أصيب 70 شخصا بجروح في مواجهات بالبويرة، التي تقع على بعد 130 كلم شرق العاصمة، حيث وقعت أعمال عنف في الساعات الأولى من بدء العملية الانتخابية، ما أدى إلى إصابة حوالي 30 شخصا وتعطيل بعض مراكز التصويت، خاصة في بلدتي مشدالة وأحنيف التي عرضت احداثها قناة (كا بي سي) الخاصة بتقريرها الذي يقول إنه "أصيب أكثر من 30 شخصا في مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين بمنطقة مشدالة شرقي محافظة البويرة، كما قام محتجون على إجراء الانتخابات الرئاسية بحرق صناديق اقتراع بمركز انتخابي ببلدية الصهاريج بنفس المحافظة".

"الجزائر نيوز" كتبت عبر تحقيق لمراسلها بولاية تيزي وزو: "الكثير من المواطنين الذين تحدثنا إليهم في الشأن المتعلق بإرادتهم في التصويت اليوم، لم ينتظروا طويلا ليكشفوا عن العكس وذلك إيمانا وإنما وفاءً لخصوصيات المنطقة وتقاليدها". كما أضاف مواطن آخر "أن الشلل الذي تعرضت إليه خطابات المترشحين جعلنا نقتنع بأن هذه الانتخابات شكلية ولن تسفر عن أي جديد وفق ما نتطلع إليه". ويضيف مواطن ثان "مسؤولية النفور المسبق للمواطنين عن صناديق الاقتراع يتحملها المترشحون بحد ذاتهم بعدما اعتمدوا على أساليب غير مقنعة في خطاباتهم غالبا ما كانت خارج برامجهم الانتخابية". مضيفا "شعرنا بأننا كنا عرضة للمساومة بهويتنا من طرف المترشحين".

 ميلاد معارضة جديدة

وفي تقرير عنونته بـ"اليوم الاطول"، كتبت جريدة الخبر: "ولأول مرة في تاريخ الانتخابات الجزائرية، تولد حركات معارضة وتنزل بمعارضتها إلى الشارع على غرار حركة "بركات" وحركة "رفض"، المناهضتين للعهدة الرابعة لبوتفليقة، بالإضافة إلى ميلاد تنظيم "الحركة الشعبية للدفاع عن صوت المواطن".

ومن جهة أخرى، نقلت وسائل الاعلام قول المرشح الرئاسي علي بن فليس، وهو المنافس الأول للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في انتخابات الرئاسة الجزائرية، بأنّه سيقوم بالطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية لدى المجلس الدستوري بسبب وقوع ما اعتبره الرجل "تزويرا مفضوحا". ودعا بن فليس الطبقة السياسية للتشاور والعمل من أجل تغيير الوضع. ومن المقرر أن يعقد

المترشح بن فليس ندوة صحفية مساء اليوم. عن هده الحالة كتب عبد العال الرزاقي في جريدة الشروق: "من الصعب أن يعود علي بن فليس إلى بيته، فإما أن يتحول إلى حزب أو يقود

الشارع. ولكن كيف؟: أولا - لا يعترف بالنتائج الانتخابية ولا بالرئيس خاصة وأنه يحظى بدعم كبير من متقاعدي الجيش. ثانيا - يجد الشارع المحتقن في بن فليس رمزا يلتف حوله ويبدأ الاعتصام والاحتجاجات وتتجمد البرامج التنموية ويتقلص حجم الحريات وتتحرك المنظمات الدولية ضد السلطة في الجزائر، لأن رئاسيات 17 أبريل/نيسان 2014 قد تحول الشارع الجزائري إلى دور الحَكم فيها، فهل تفتح الرئاسيات الحالية - حسب تساؤلات بوتفليقة مع الأخضر الابراهيمي -أبواب "الفتنة أم الثورة أم الربيع العربي"؟

 منظور عالمي متشائم

 واهتمت الصحافة العالمية باليوم الاخير من الانتخابات:

فنشرت "لوموند" الفرنسية مقالة تقول انه "سواء انتُخب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أم لم ينتخب في الانتخابات المقبلة، فإن النظام، الذي لم ينجح في أن يجدد نفسه، بدأ يفقد السيطرة".

وكتبت مراسلة "لو بوان" الفرنسية في الجزائر: "علي بن فليس (69 سنة) أهم معارض للرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة منذ 1999 ، تعتبره غالبية المراقبين والخبراء خصماً غير جدّي. ولكن على رغم ذلك فقد خاض حملة انتخابية حظيت بدعم كبير من الناس، مما شكل ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ المجتمع الجزائري. فهل من المحتمل ان يتحول بن فليس من مرشح افتراضي الى طوق نجاة؟

 وكتبت "نيويورك تايمز": "على رغم الاحتمال الكبير لاعادة انتخاب بوتفليقة (77 سنة) فان اصراره على الترشح من جديد ورغم تدهور حالته الصحية زاد الاستياء الشعبي تفاقما، وتسبب ببوادر انقسام داخل النخبة الحاكمة، وساهم في توحيد صفوف المعارضة العلمانية منها والاسلامية، في دعوتها الى مقاطعة الانتخابات".

 

 

المساهمون