كيف قدّمت إنجلترا فكرة الدوريات للعالم؟

28 اغسطس 2015
+ الخط -


تحظى كرة القدم الإنجليزية بتقدير خاص في قلوب الكثيرين، ربما لأنها هي الأعرق أو لأن الـ"بريميير ليغ" بصورته الحالية ربما يعتبر مسابقة الدوري الأكثر تنافسية على مستوى العالم، ولكن كيف ظهرت فكرة الدوريات من الأساس؟

لمعرفة الإجابة يجب العودة للوراء كثيرا بعض الشيء، وتحديدا في عام 1885 حينما اعترفت إنجلترا في شهر يونيو/حزيران بـ"احتراف كرة القدم"، أي حين أصبحت هذه الرياضة مهنة.

وكانت أندية شمال البلاد القائم على الصناعة هي أول من دفعت مالاً للاعبين مقابل لعب الكرة، حيث كان أغلب هؤلاء من إسكتلندا.

بمرور الوقت تمكنت هذه الأندية من فرض وجهة نظرها على الأندية الموجودة في لندن، حيث كانت أغلبها تتكون من طلاب وذات طابع قائم على الهواية وليس الاحتراف.

ظهرت مشاكل جديدة مع الاحتراف تتمثل في ضرورة توفير المزيد من النقود للدفع لهؤلاء اللاعبين الذين كانوا يطالبون بمبالغ نقدية أكبر بمرور الوقت، حيث كانت المكاسب المادية قائمة على تذاكر مباريات الكأس، بكل ما يتضمن ذلك من احتمال الإقصاء المبكر، والوديات التي كانت تلعب كلما سنحت الفرصة.. بمعنى آخر كانت هنالك حاجة إلى زيادة دخل وأرباح الأندية.

وظهر الحل على يد ويليام ماك غريغور، ذلك الإسكتلندي الذي كان يقود أستون فيلا حيث أرسل في الثاني من مارس/آذار عام 1888 خطابا موجها لمديري عدد من الأندية الأخرى طرح فيه المشكلة ومعها مقترحه السحري.

وقال ماك غريغور في خطابه "مع كل عام جديد يصعب العيش بما يأتي من أرباح المباريات، لذا أرغب في التقدم بمقترح لحل هذه الصعوبة وهي أن يواجه أكبر 12 ناديا بعضهم بنظام الذهاب والإياب، أقترح أن نجتمع جميعا يوم الجمعة 23 مارس لمناقشة الأمر في فندق أندرتونز بلندن".

وكان الخطاب موجها لأندية بلاكبرن وبولتون وبريستون وويست بروميتش ألبيون، حيث جرى الاجتماع في المكان والموعد المحدد، وذلك بانضمام مسؤولي كل من أكرينغتون وبيرنلي وديربي وإيفرتون ونوتس كانتري وستوك وولفرهامتون وواندررز، بعدما تم إبلاغهم أيضا بهذه الفكرة الرائدة.

ولاقت الفكرة قبولا كبيرا أثناء عرضها في الاجتماع حيث تم الاتفاق على تسمية ذلك الشكل الجديد من المنافسات باسم (فوتبول ليغ) أو (رابطة الكرة) وليس (إنجليش فوتبول ليغ) أو (رابطة الكرة الإنجليزية)، وذلك لترك الباب مفتوحا أمام احتمال انضمام الأندية الإسكتلندية.

وانعقد اجتماع لاحق في 17 أبريل/نيسان لتأخذ هذه المنافسة طابعا رسميا، وبعدها بخمسة أشهر بدأت بطولة الدوري تطبيقا لفكرة ماك غريغور، الذي حل فريقه ثانيا في النسخة الأولى، ولكنه تمكن قبل نهاية ذلك القرن من التتويج بخمسة ألقاب.

المساهمون