من منا لم يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتحدث إلى صديق، لتصفّح المواقع على هاتفه الذكي، للتعرّف على اشخاص جدد وغيرها. من منا لا يستخدم تلك الوسائل بانتظام، يومياً لا بل حتى أكثر من مرة كل ساعة وكل دقيقة. هي عنصر مهمّ في حياتنا، حتى باتت جزءا لا يتجزّأ من روتينيات الحياة وأساسياتها. فالتخاطب بين أفراد البيت الواحد يتمّ عبر تطبيقاتها، فترى الأب يطلب من ابنه شيئاً عبر رسالة نصية، والتلامذة يرسلون الفروض لبعضها عبر تصويرها ونقلها بين بعضهم والتحدث في العمل بين الفريق الواحد يحدث أيضاً عبر تلك التطبيقات. ولعل أشهر تلك التطبيقات، تطبيق "واتساب" والذي يحتلّ المركز الأول بأكثر من نصف مليار مستخدم ناشط شهرياً. وإلى جانب "واتساب"، يحتلّ “سناب تشات”، “انستاغرام”، “فيسبوك” و”تويتر” أيضاً مركزاً مهماً بعدد المستخدمين النشطين شهرياً.
لكن، ماذا عن الاستخدام المفرط لتلك الوسائل؟ يعاني كثيرون من استخدام زائد لمختلف وسائل التواصل، لدرجة أنّهم يجدون أنفسهم مضطرين لتفقّدها كل دقيقة للبقاء على اطلاع بكل جديد. استخدام الهاتف الذكي لا يجب انّ يتعدى الساعتين لثلاث ساعات يومياً كحدٍ أقصى. مراقبة التعليقات على مختلف مواقع التواصل من شأنها تعريض الشخص لمشاكل في النوم، إلى جانب التأثير مباشرةً على تركيزه وتحوّله إلى مهووس بالآخرين. هذا ما يسمى بالتجسس على الآخرين وانتظار اي شيء يقومون به لتصويره والاحتفاظ به لاستخدامه ضدّهم مستقبلاً. لكن لماذا نشعر بالحاجة للتجسس على الآخرين؟
غالباً ما يرتبط الأمر بخلل في شخصية الفرد، لذلك يقوم بمتابعة من يسعى للتمثّل بهم، كالمشاهير والأشخاص الناجحين. يبدأ الأمر بتقليد ما يقومون به وما يلبسونه، ليتطوّر لمعرفة كل ما يفعلونه أو يفكّرون فيه عبر مراقبة ما يكتبونه وما يعلقّون به للآخرين على جميع المنصات الاجتماعية. مراقبة التعليقات تشتّت انتباه المستخدم الذي يجد نفسه مضطراً لتفقّد جميع التطبيقات لرؤية إذا ما تم وضع أي صورة أو تعليق جديد. الأمر يتفاقم إذا ما كان المتجسس يعتقد أنّ الشخص الآخر قد يقوم بحذف صورة أو تغريدة ما. لذلك يسارع لنقل كل ما يجدّه ليحتفظ به ويضيفه لكل ما يملك عن الشخص المهووس به. هذه الحالة في علم النفس حالة مرضية لا يَعرف من خلالها الفرد أنّه مريض أو يعاني من مشكلة خطيرة وهي ملاحقة فرد آخر والسعي لتقليده عبر التطفّل المفرط على حياته عبر وسائل التواصل.
تُنشر يومياً ملايين التغريدات، ويضع المستخدم أسبوعياً تقريباً 5 صور جديدة ومختلفة عنه وعن حياته ونشاطاته. فمتابعة ما ينشره الأصدقاء ومن نتابعهم ليس بمشكلة، لكن أن نعرف استخدام وسائل التواصل ولا نسعى لفصلها عن حياتنا وترشيد استهلاكها، فقد تتحكّم بنا لنصبح مدمنين عليها. وإن كان الإدمان على المشروبات أو التدخين امراً خطيراً، فإن إدمان البقاء على تواصل وملاحقة أخبار الآخرين خطيرٌ جداً رغم قلّة الوعي عنه وعن مضاره. ومن مشاكله البقاء بعيداً عن المجتمع، أمام شاشة الحاسوب أو الهاتف الذكي. وقد يصل الأمر لسوء التغذية وخلق شرخ بين شخصية المتابعين الافتراضية وشكلهم الحقيقي على أرض الواقع.
ويسعى المهووس بالتواصل للابتعاد عن التجمعات بحيث قد يصبح عدائياً إذا ما واجهه شخص من مواقع التواصل أو تعرّف عليه في الشارع أو في أحد المطاعم. وغالباً ما تكون شخصيته مختلفة جداً عن تلك الموجودة على مواقع التواصل، طبعاً في حال كان يستخدم اسمه الفعلي في حساباته التي يستخدمها للتجسس والتطفّل على الآخرين. وأمّا عن طرق علاج الإدمان، فما زالت غير دقيقة ومدروسة.
اقــرأ أيضاً
لكن، ماذا عن الاستخدام المفرط لتلك الوسائل؟ يعاني كثيرون من استخدام زائد لمختلف وسائل التواصل، لدرجة أنّهم يجدون أنفسهم مضطرين لتفقّدها كل دقيقة للبقاء على اطلاع بكل جديد. استخدام الهاتف الذكي لا يجب انّ يتعدى الساعتين لثلاث ساعات يومياً كحدٍ أقصى. مراقبة التعليقات على مختلف مواقع التواصل من شأنها تعريض الشخص لمشاكل في النوم، إلى جانب التأثير مباشرةً على تركيزه وتحوّله إلى مهووس بالآخرين. هذا ما يسمى بالتجسس على الآخرين وانتظار اي شيء يقومون به لتصويره والاحتفاظ به لاستخدامه ضدّهم مستقبلاً. لكن لماذا نشعر بالحاجة للتجسس على الآخرين؟
غالباً ما يرتبط الأمر بخلل في شخصية الفرد، لذلك يقوم بمتابعة من يسعى للتمثّل بهم، كالمشاهير والأشخاص الناجحين. يبدأ الأمر بتقليد ما يقومون به وما يلبسونه، ليتطوّر لمعرفة كل ما يفعلونه أو يفكّرون فيه عبر مراقبة ما يكتبونه وما يعلقّون به للآخرين على جميع المنصات الاجتماعية. مراقبة التعليقات تشتّت انتباه المستخدم الذي يجد نفسه مضطراً لتفقّد جميع التطبيقات لرؤية إذا ما تم وضع أي صورة أو تعليق جديد. الأمر يتفاقم إذا ما كان المتجسس يعتقد أنّ الشخص الآخر قد يقوم بحذف صورة أو تغريدة ما. لذلك يسارع لنقل كل ما يجدّه ليحتفظ به ويضيفه لكل ما يملك عن الشخص المهووس به. هذه الحالة في علم النفس حالة مرضية لا يَعرف من خلالها الفرد أنّه مريض أو يعاني من مشكلة خطيرة وهي ملاحقة فرد آخر والسعي لتقليده عبر التطفّل المفرط على حياته عبر وسائل التواصل.
تُنشر يومياً ملايين التغريدات، ويضع المستخدم أسبوعياً تقريباً 5 صور جديدة ومختلفة عنه وعن حياته ونشاطاته. فمتابعة ما ينشره الأصدقاء ومن نتابعهم ليس بمشكلة، لكن أن نعرف استخدام وسائل التواصل ولا نسعى لفصلها عن حياتنا وترشيد استهلاكها، فقد تتحكّم بنا لنصبح مدمنين عليها. وإن كان الإدمان على المشروبات أو التدخين امراً خطيراً، فإن إدمان البقاء على تواصل وملاحقة أخبار الآخرين خطيرٌ جداً رغم قلّة الوعي عنه وعن مضاره. ومن مشاكله البقاء بعيداً عن المجتمع، أمام شاشة الحاسوب أو الهاتف الذكي. وقد يصل الأمر لسوء التغذية وخلق شرخ بين شخصية المتابعين الافتراضية وشكلهم الحقيقي على أرض الواقع.
ويسعى المهووس بالتواصل للابتعاد عن التجمعات بحيث قد يصبح عدائياً إذا ما واجهه شخص من مواقع التواصل أو تعرّف عليه في الشارع أو في أحد المطاعم. وغالباً ما تكون شخصيته مختلفة جداً عن تلك الموجودة على مواقع التواصل، طبعاً في حال كان يستخدم اسمه الفعلي في حساباته التي يستخدمها للتجسس والتطفّل على الآخرين. وأمّا عن طرق علاج الإدمان، فما زالت غير دقيقة ومدروسة.