كيري يلمح لقرب الاتفاق على توحيد قبرص..والعين على الغاز

03 ديسمبر 2015
كيري يجمع زعيمي قبرص (فرانس برس)
+ الخط -
تستمر الجهود الأميركية لدفع كل من شطري الجزيرة القبرصية للتوصل إلى اتفاق ينهي التقسيم، الذي بدأ قبل أربعين عاماً.

ووفقا لوكالة فرانس برس، فقد أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الخميس، أن اتفاقا لإنهاء تقسيم قبرص المستمر أصبح "في متناول اليد"، وذلك خلال زيارة إلى قبرص.

وقال كيري للصحافيين بعد أن التقى قادة شطري الجزيرة كلاًّ على حدة: "إني مقتنع اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن حلًّا لمشكلة تقسيم قبرص، بات في متناول اليد".

ووفقا لمراسل "العربي الجديد" في إسطنبول، زار كيري الجزيرة بعد ساعات من زيارة مماثلة لنظيره الروسي، سيرغي لافروف.

وتزايدت الآمال في التوصل إلى حل لهذا الملف الشائك، منذ أن استأنف قائدا شطري الجزيرة في مايو/أيار مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة.

ونقل مراسل "العربي الجديد" تصريحات لكيري أشار فيها إلى أن "الحل أمر ممكن، وأن هذا الحل سيؤثر على المنطقة برمتها، فبعد تحول الجزيرة إلى جزيرة سلام في شرق المتوسط، ستصبح بدورها مركزا للطاقة إذا تم النظر إلى الاحتياطات القبرصية وأيضاً الغاز الإسرائيلي"، وأضاف: "لهذه الأسباب على المجتمع الدولي أن يدعم الوصول إلى حل في الجزيرة".

والتقى كيري في أثناء الزيارة رئيس جمهورية قبرص، نيكوس أناستاسيادس، ثم مصطفى أكينجي، رئيس "جمهورية شمال قبرص التركية"، التي لا تعترف بها سوى أنقرة.

ونقل مراسل "العربي الجديد" كذلك تصريحات لأكينجي أكد فيها أن "واشنطن أبدت دعما كبيرا للحل في الجزيرة، مشددة على أنها جاهزة لتقديم مختلف أنواع الدعم للمفاوضات وعملية السلام، بما في ذلك الدعم المالي دون تحديد رقم معين للمساعدات".

وفي ما يخص رفضه للقاء وزير الخارجية، سيرغي لافروف، خلال زيارته للجزيرة، أكد أكينجي أن ذلك لاعلاقة له بالأزمة بين روسيا وتركيا، قائلاً:"لقد أبدى لافروف رغبته في اللقاء بنا، لكنه لم يرَ إمكانية القدوم إلى هنا (القسم التركي)، وبحسب تقديراتنا فإننا لو قبلنا اللقاء به في المنطقة العازلة، سيتحول الأمر إلى عادة بالنسبة لباقي وزراء الخارجية، الذين سيبدؤون بالتشكيك في إمكانية قدومهم إلى القسم التركي".

اقرأ أيضاً: رئيس الوزراء اليوناني يزور تركيا لبحث أزمة اللاجئين

وجزيرة قبرص مقسمة منذ الاجتياح التركي لشطرها الشمالي عام 1974، ردا على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف إلحاق الجزيرة باليونان.

وجمهورية قبرص من الأعضاء الـ 28 في الاتحاد الأوروبي. تقع على تماس مباشر مع منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا سورية، التي تبعد سواحلها مائة كلم عن قبرص.

وأعلن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، الذي زار، أول من أمس الثلاثاء، شمالي قبرص، أن أنقرة مستعدة "لدعم حل دائم عادل وسلمي".

وتأتي زيارة كيري وسط جهود دولية مكثفة للتوصل إلى حل القضية القبرصية.

ووفقاً لفرانس برس، تحدث مبعوث الأمم المتحدة إلى قبرص، النرويجي أسبن بارث إيدي، الأسبوع الماضي، عن "تقدم" في المفاوضات، قائلاً إن الطرفين "أكثر تفاؤلاً" حول واقع أن "الملفات العالقة يمكن أن تحل في مستقبل قريب".

وأضاف أن أنستاسيادس وأكينجي "كررا تأكيد الالتزام والتصميم على إجراء العملية والتوصل إلى تسوية شاملة في أقرب وقت ممكن".

كما أشار الدبلوماسي النرويجي إلى أن المسؤولين اتفقا على لقاء جديد في 4 ديسمبر/كانون الأول، يليه لقاءان في الشهر نفسه.

والجزيرة مقسّمة منذ الاجتياح التركي لشطرها الشمالي عام 1974 ردّاً على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون، بهدف إلحاق الجزيرة باليونان.

ونزح عشرات آلاف القبارصة، وخصوصا مع حركة انتقال السكان بين الشطر الجنوبي للجزيرة وغالبية سكانه من القبارصة اليونانيين، وشطرها الشمالي.

وفي عام 2004 رفض القبارصة اليونانيون في استفتاء خطة عرضتها الأمم المتحدة لإعادة توحيد الجزيرة.

وعلى القادة القبارصة أن يتخذوا قرارات صعبة حول عدة مواضيع حساسة، أدت إلى نسف عمليات تفاوض سابقة مثل ترتيبات الأراضي وتقاسم السلطة وحقوق الملكية.

اقرأ أيضاً: العميل السري جيمس بوند بمهمة إنسانية في قبرص

ومنذ مايو/أيار، أعلن الطرفان عن إجراءات حسن نية، لا سيما البحث عن الأشخاص المفقودين منذ 50 عاماً.

وعبّر ميتي هاتاي، الخبير المقيم في الشطر الشمالي من الجزيرة عن "تفاؤل حذر" حيال المفاوضات، مؤكدا أنه لا يتوقع حلا بحلول نهاية السنة. وقال: "المفاوضات يبدو أنها تسير في الاتجاه الصحيح، لكن الأمر ليس سهلا".

وكيري، بحسب فرانس برس، هو ثاني مسؤول أميركي كبير يزور قبرص، بعدما أصبح نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، في عام 2014، أعلى مسؤول أميركي يزور الجزيرة، منذ زيارة ليندون جونسون في 1962.

المساهمون