كيري يغادر إسرائيل وبولارد يرفض "الصفقة المخزية"

01 ابريل 2014
الهدف الأميركي: تمديد المفاوضات (سوزان ولش، فرانس برس، Getty)
+ الخط -

لم يتضح بعد ما اذا كانت جولة المباحثات الثانية، التي أجراها، وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الثلاثاء، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أفضت إلى التوصل إلى اتفاق حول انقاذ المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
وغادر كيري الأراضي الفلسطينية المحتلة من دون الادلاء بأي تصريح، أو لقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.
وكان كيري، استأنف اليوم الثلاثاء، المحادثات التي بدأها أمس مع نتنياهو بعد زيارة طارئة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في محاولة لإنقاذ المفاوضات.
وجاء اللقاء، مع تجدد الحديث عن إمكان إطلاق الولايات المتحدة الجاسوس الإسرائيلي، جوناثان بولارد، مقابل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، يفضي إلى إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى وتمديد المفاوضات.

وقالت صحيفة "هآرتس": إن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، عرض في لقائه رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، تفاهماً يقضي بأن يوافق الفلسطينيون على تمديد المفاوضات أشهراً عدة، وأن يلتزموا بعدم التوجه إلى الأمم المتحدة، في مقابل إفراج اسرائيل عن أسرى الدفعة الرابعة، بما في ذلك أسرى الداخل، مع التزامها بـ"تجميد هادئ للبناء في المستوطنات".

وحسب الصحف الإسرائيلية، أعلن كيري أن الإدارة الأميركية على استعداد لدراسة مسألة الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي، جوناثان بولارد، مقابل تنازلات سياسية إسرائيلية كبيرة، وليس فقط مقابل الأسرى. لكن الإذاعة الإسرائيلية قالت: إنه فيما يعلن، كيري، عن هذا الخيار، فإن الموقف الرسمي للرئيس الأميركي، باراك أوباما، يعارض تحرير، بولارد.

لكن مصادر أميركيّة مطلعة من وكالة "أسوشيتد برس"، تحدثت عن وجود محادثات أميركيّة ـ إسرائيلية، عن بولارد، مع احتمال أن توافق الولايات المتحدة على إطلاق سراح الجاسوس المسجون منذ ثلاثين عاماً، كحافز لاسرائيل على تقديم تنازلات في شأن المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.

ووصف مصدران مطلعان على المفاوضات، طلبا عدم الكشف عن اسميهما، الأمر في حال حدوثه بـ"التحوّل المثير"، ضمن خطوة استثنائية تؤكد حاجة الولايات المتحدة الملحة الى إنجاح المفاوضات.
وأوضحا، أن الافراج عن بولارد ليس مؤكداً تماماً، والمناقشات الدائرة مع الإسرائيليين لا تزال مستمرة، فيما أعلن وزير الإسكان الإسرائيلي، أوري أريئيل، أن بولارد يعارض الإفراج عنه.

وقال أريئيل، وهو من حزب البيت اليهودي المتشدد، إن أشخاصاً مقربين من بولارد أبلغوه أنه يعارض مثل هذه "الصفقة المخزية" والإفراج عن "قتلة"، في إشارة إلى الأسرى الفلسطينيين.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد أشارت في تقرير لها، أمس الاثنين، إلى أن إدارة أوباما "تفكر في الافراج عن، بولارد، في مقابل تنازلات من الحكومة الإسرائيلية". ووصفت الصحيفة الأميركية الأمر، في حال حدوثه، بـ"الخطوة الجريئة". يشار إلى أن بولارد، سينهي تنفيذ حكم السجن في 21 نوفمبر/تشرين الثاني من العام المقبل.

ويبدو أن الاعتراض من قبل وزارة الدفاع الأميركية ومسؤولي الاستخبارات الذين كانوا في مقدمة الرافضين اتخاذ مثل هذه الخطوة، قد خففت حدته.

وكانوا يرفضون الافراج عن، بولارد، على اعتبار أن إطلاق سراحه يضرّ الأمن القومي الأميركي، وأنه يتوجب على الولايات المتحدة الحفاظ على ردع قوي في مواجهة الحلفاء، عبر تحذيرهم من عواقب التجسس على الأراضي الأميركية.

بدوره، قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قبل توجهه الى الشرق الأوسط في مارس/ آذار، للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: إن، بولارد، شخص ارتكب جريمة خطيرة هنا في الولايات المتحدة. وأضاف "إنه يقضي فترة محكوميته وليست لدي أي خطط للإفراج عن، بولارد، على الفور، لكن ما سأفعله، هو أن أتأكد من أنه يخضع، مثله مثل أي مواطن أميركي محكوم، الى المراجعة ذاتها، والفحص الذي يوفر لأي شخص آخر".

ومع الإعلان عن الاقتراحات التي قدمها، كيري، لنتنياهو، مقابل انقاذ المفاوضات، لم يشر أي مصدر إسرائيلي إلى رد، نتنياهو، على هذه الاقتراحات.

من جهتها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن نتنياهو، وإن كان يربط ملف الدفعة الرابعة من الأسرى بتمديد المفاوضات، وعدم التوجه الى الأمم المتحدة، إلا أنه يرفض أن تشمل الصفقة أسرى الداخل الفلسطيني.

وفي السياق ذاته، أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، زئيف إلكين، في مقابلة إذاعية، صباح اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل لم تبلور موقفاً رسمياً من الاقتراحات الأميركية. لكنه قال: إنه وغالبية الوزراء في الحكومة، يعارضون مبدأ تحرير مزيد من الأسرى الفلسطينيين.