كيري والإسرائيليون يفضلون اتفاق سلام على الاعتراف بيهودية الدولة

14 مارس 2014
كيري (برندان سميالفسكي - أ ف ب)
+ الخط -

سلطت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، الضوء على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، التي يعتبر فيها أن تركيز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مطلب "الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية" شرطاً لاتفاقية السلام هو أمر خاطئ.

ولفتت "هآرتس" إلى أن تصريحات كيري، أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، الأربعاء، والتي أكد فيها أن "إصرار البعض على مسألة الاعتراف بيهودية الدولة هو موقف خاطئ، وقد أوضحنا لهم موقفنا، والحوار حول هذا الموضوع مستمر"، جاءت تمهيداً للقاء المرتقب، الأسبوع المقبل بين الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وكان عباس قد أعلن الأسبوع الماضي رفض الاعتراف بيهودية إسرائيل.
واعتبرت الصحيفة أن تصريحات كيري هي مؤشر على عزمه إيحاد حل وسط بين الموقفين، كما أنها تعبر عن إحباط وزير الخارجية الأميركي بفعل المصاعب والعراقيل التي تعترض طرح وثيقة أميركية للحل حتى نهاية أبريل/نيسان، وهو موعد انتهاء مهلة التسعة أشهر، التي حددت للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، بدءاً من سبتمبر/ أيلول الماضي.

وبحسب "هآرتس"، فإن تصريحات كيري تكشف ما سبق وقاله موظفون أميركيون وراء الكواليس، الذين يعتقدون أن نتنياهو بالغ عندما طرح مطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. وقد بالغ أكثر عندما ركّز على هذا المطلب كشرط لدفع المفاوضات قدماً، مشيرين إلى أن الإصرار على هذا الموقف صعّب على عباس الموافقة على هذا المطلب.

في الوقت نفسه، بيَّن استطلاعان للرأي العام في إسرائيل أن غالبية الإسرائيليين يفضلون التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين على إضاعة الفرصة بسبب الإصرار على الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية.

وقال موقع "هآرتس"، إن استطلاعين للرأي، أجريا في الشهر الماضي من قبل الباحث رافي سميث، لـ"مركز داني أفراهام للسلام في الشرق الأوسط". أظهرا أن 69 في المئة من الإسرائيليين يعتقدون أن الأهم بالنسبة لهم هو توقيع العالم العربي كله على اتفاقية سلام مع إسرائيل ويقيم معها علاقات طبيعية، مقابل 21 في المئة يعتقدون أن الأهم بالنسبة لهم هو إعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كــ"دولة يهودية".

ووفقاً للاستطلاعين، فإن 59 في المئة من الإسرائيليين يعتقدون أن حصول إسرائيل على وسائل أمنية متطورة أهم من الاعتراف الفلسطيني، مقابل 28 في المئة أجابوا بالعكس. وقال 44 في المئة من الإسرائيليين إن الاعتراف بالدولة اليهودية أهم من توقيع الولايات المتحدة على حلف دفاعي مع إسرائيل، مقابل 41 في المئة أجابوا بالعكس.

ورداً على سؤالل صيغ بطريقة مختلفة، قال 60 في المئة من الإسرائيليين إن الأهم هو الإصرار على حصول اعتراف فلسطيني بـ"الدولة اليهودية"، مقابل 22 في المئة أجابوا بأنه يجب الإصرار على الحصول على تعويضات لمن يسمون بـ"اللاجئين اليهود" الذين كانوا يعيشون في الدول العربية حتى عام 1948.

من جهة أخرى، قال 64 في المئة من الإسرائيليين إنهم على استعداد للتنازل عن أحياء في شرقي القدس، مثل الشيخ جراح وشعفاط، إذا كان ذلك من أجل ضمان غالبية يهودية في إسرائيل. وتراجعت النسبة ذاتها إلى 54 في المئة رداً على السؤال "هل سيكون مقبولاً عليك أم غير مقبول أن تكون الأحياء العربية في شرقي القدس تحت السيادة الفلسطينية؟". وتراجعت النسبة إلى 44 في المئة مقابل معارضة 55 في المئة رداً على سؤال "هل سيكون مقبولاً عليك أم غير مقبول أن تكون العاصمة في الفلسطينية في جزء من القدس الشرقية؟".

وأعرب 49 في المئة عن استعدادهم لقبول مفاوضات مع السلطة الفلسطينية على أساس حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 مع تبادل مناطق، مقابل معارضة 42 في المئة.

وقال 53 في المئة من الإسرائيليين إنهم على استعداد للسماح، خلال المفاوضات، بمواصلة البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى فقط المقامة على أراضي الضفة الغربية، مقابل معارضة 37 في المئة.