يختتم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم الإثنين، جولة بدأها يوم السبت، في آسيا الوسطى، والتي تُعتبر منطقة نفوذ روسية مهمة. وتشمل جولة كيري خمس دول كانت جزءاً من جمهوريات الاتحاد السوفييتي قبل انهياره عام 1991، وهي قيرغيزستان وأوزبكستان وكازاخستان وطاجيكستان وتركمانستان. وبهذه الجولة يكون كيري أول وزير خارجية أميركي يزور الدول الخمس في زيارة واحدة. حتى إنه أُطلق على اللقاء الذي ضمّ كيري مع وزراء خارجية الدول الخمس في مدينة سمرقند التاريخية، اسم "منتدى الدول الخمس + 1".
ويبدو توقيت الجولة مناسباً للإدارة الأميركية، بغية توجيه رسائل ضمنية إلى روسيا، تُفيد بقدرة واشنطن على ردّ الصاع صاعين لمحاولات موسكو التغلغل في منطقة الشرق الأوسط. وذلك عبر التمدد الأميركي في الاتجاه المعاكس، تحديداً في المناطق التي كانت، ولا تزال، حيوية بالنسبة لروسيا. وتأمل الولايات المتحدة أن تساعد جولة كيري على فتح نقاش أمني وسياسي مع قادة دول آسيا الوسطى، حول السبل الكفيلة بمنع تحول هذه الدول إلى منابع لتجنيد وتصدير المتطرفين إلى بؤر الصراع الساخنة في العالم.
وبما أن جولة سياسية مهمة كهذه، جرى الإعداد لها منذ فترة طويلة، فلا يبدو أن الغرض منها فقط هو مماحكة روسيا سياسياً، بقدر ما تُشكّل تمهيداً فعلياً لتوجّه أميركي نحو وسط وشرق آسيا، مروراً بإيران، بالتزامن مع بدء رحلة الانكفاء عن العالم العربي ومشاكله المزمنة، والتي كثيراً ما يصعب التعامل معها. كما أن العلاقات الأميركية مع دول آسيا الوسطى سوف تساعد على التعاون الأمني والعسكري، في الحرب الدائرة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتنظيمات مماثلة على مستوى العالم.
وتصف الخارجية الأميركية الزيارة بأنها "تاريخية" كونها تأتي في وقتٍ تمرّ فيه كل دولة من دول آسيا الوسطى، ودول الجوار بحراك ديناميكي، في خضمّ مرحلة تحوّل نحو مستقبل مختلف عن ذي قبل. ويقول مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية، خلال لقاء في واشنطن مع مجموعة من المراسلين الصحافيين، إن "من بين أهم أهداف جولة كيري لآسيا الوسطى هو تخفيف القلق السائد لدى قادة تلك الدول، من أنها في طريقها لأن تفقد أهميتها لدى الولايات المتحدة، بعد الانسحاب النهائي لقواتها من أفغانستان".
اقرأ أيضاً كيري: محادثات فيينا أفضل فرصة لإنقاذ سورية من الجحيم
ويضيف المسؤول بأن "كيري يسعى من خلال جولته في هذه الدول إلى طمأنتها بأن الولايات المتحدة تتجه إليها، ولا ترغب في الانكفاء عنها، فضلاً عن أن سجل هذه الدول الرديء بما يتعلق بعدم احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان، لن يكون عائقاً أمام تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة، غير أن أي خطوات إيجابية في هذا الاتجاه قد تكون عاملاً محفّزاً ومساعداً، وإن لم يكن شرطاً مسبقاً". ولم يخفِ المسؤول الأميركي تطلّع بلاده إلى ملئ الفراغ الذي تركته روسيا في آسيا الوسطى، بسبب حالة الانكماش التي تمرّ بها وتراجع عائدات العاملين من أبناء تلك الدول في روسيا.
وفي دفاع مسبق عن أي انتقادات محتملة للتوسع في مشاريع تطوير العلاقات مع قرغيزستان، في ظلّ عدم احترامها ديمقراطية حقوق الإنسان، يشير المسؤول إلى أن "قرغيزستان هي الجمهورية الوحيدة في آسيا الوسطى التي لديها برلمان منتخب ديمقراطياً". مع العلم أن الولايات المتحدة أغلقت قاعدة جوية لها في قرغيزستان العام الماضي، كانت تُستخدم كمحطة ترانزيت للطائرات الأميركية المتجهة إلى أفغانستان. ما زاد من مخاوف دول آسيا الوسطى من أن يكون الأميركيون في طريقهم للرحيل النهائي، ما سيفقد هذه الدول مصالح اقتصادية مهمة.
وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت قبل بدء جولة كيري أن الوزير الأميركي سيشارك في افتتاح حرم جديد للجامعة الأميركية في قرغيزستان، وسيتفقد مباني المجمع الجديد للسفارة الأميركية في العاصمة بيشكيك، فضلاً عن تدشين مشاريع أميركية أخرى. وذلك في دلالة على أن خطط تعزيز الوجود الأميركي في آسيا الوسطى بوشر العمل بها منذ فترة وليست وليدة هذه الجولة. يُذكر أن الخارجية الأميركية كانت قد منحت الناشط المسجون أزيمجان عسكروف، جائزة عن حقوق الإنسان العام الماضي، الأمر الذي أغضب الحكومة القرغيزية.
وفي تعبير عن الترحيب بالأميركيين، وصل مستوى الاهتمام إلى ذروته، أمس الأحد، في سمرقند بأوزبكستان، وكان الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف، على رأس مستقبلي كيري في المطار. واصطحبه إلى القلعة التاريخية التي كان يؤدي إليها طريق الحرير التاريخي.
وتعرّض كيري للانتقاد في محطات التلفزة الأميركية، والتي نقلت بعض مشاهد الاستقبال الباذخ لوزير خارجية أميركا، من قبل من سمته بـ"ديكتاتور يبلغ من العمر 77 عاماً، ويحكم بلاده بقبضة من حديد منذ ما قبل استقلالها عن الاتحاد السوفييتي".
وكانت الخارجية الأميركية نفسها قد وجّهت انتقادات شديدة العام الماضي لكريموف، بسبب التعذيب والفساد المستشري وتزوير الانتخابات. كما كشفت قبل ذلك برقية دبلوماسية أميركية نُشرت في موقع "ويكيليكس" أن الدبلوماسية الأميركية تصف حكم كريموف بـ"الكابوس ويستشري فيه الفساد، والجريمة المنظمة، والاستغلال والتعذيب".
وسعى كيري لتبديد الهواجس عبر تأكيده "إثارته مع مضيفيه قضايا حقوق الإنسان في بلدانهم"، ولكن ما يأخذه عليه المعلقون الأميركيون أن إثارته هذه القضايا تجري خلف أبواب مغلقة، بينما يتيح ظهوره مع قادة يتصفون بالديكتاتورية المجال لهم لاستغلال ذلك أمام شعوبهم في الإيحاء بأن "لا مجال أمامهم للحصول على مساندة خارجية لتحقيق تطلعاتهم الديمقراطية".
كذلك يعتبر المعلقون أن "المجاملات العلنية المتبادلة تؤكد الرسالة التي تحاول واشنطن إيصالها للحكومات وإخفاءها عن الشعوب، تكمن في استعدادها تطوير علاقات التعاون مع الطغاة، إن كانت المصلحة تقتضي ذلك".
ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي تحاول دول آسيا الوسطى الحفاظ على التوازن بين علاقاتها مع موسكو، وواشنطن التي تحولت إلى شريك اقتصادي مهم، وخصوصاً خلال حرب أفغانستان.
ويبدو توقيت الجولة مناسباً للإدارة الأميركية، بغية توجيه رسائل ضمنية إلى روسيا، تُفيد بقدرة واشنطن على ردّ الصاع صاعين لمحاولات موسكو التغلغل في منطقة الشرق الأوسط. وذلك عبر التمدد الأميركي في الاتجاه المعاكس، تحديداً في المناطق التي كانت، ولا تزال، حيوية بالنسبة لروسيا. وتأمل الولايات المتحدة أن تساعد جولة كيري على فتح نقاش أمني وسياسي مع قادة دول آسيا الوسطى، حول السبل الكفيلة بمنع تحول هذه الدول إلى منابع لتجنيد وتصدير المتطرفين إلى بؤر الصراع الساخنة في العالم.
وتصف الخارجية الأميركية الزيارة بأنها "تاريخية" كونها تأتي في وقتٍ تمرّ فيه كل دولة من دول آسيا الوسطى، ودول الجوار بحراك ديناميكي، في خضمّ مرحلة تحوّل نحو مستقبل مختلف عن ذي قبل. ويقول مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية، خلال لقاء في واشنطن مع مجموعة من المراسلين الصحافيين، إن "من بين أهم أهداف جولة كيري لآسيا الوسطى هو تخفيف القلق السائد لدى قادة تلك الدول، من أنها في طريقها لأن تفقد أهميتها لدى الولايات المتحدة، بعد الانسحاب النهائي لقواتها من أفغانستان".
اقرأ أيضاً كيري: محادثات فيينا أفضل فرصة لإنقاذ سورية من الجحيم
ويضيف المسؤول بأن "كيري يسعى من خلال جولته في هذه الدول إلى طمأنتها بأن الولايات المتحدة تتجه إليها، ولا ترغب في الانكفاء عنها، فضلاً عن أن سجل هذه الدول الرديء بما يتعلق بعدم احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان، لن يكون عائقاً أمام تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة، غير أن أي خطوات إيجابية في هذا الاتجاه قد تكون عاملاً محفّزاً ومساعداً، وإن لم يكن شرطاً مسبقاً". ولم يخفِ المسؤول الأميركي تطلّع بلاده إلى ملئ الفراغ الذي تركته روسيا في آسيا الوسطى، بسبب حالة الانكماش التي تمرّ بها وتراجع عائدات العاملين من أبناء تلك الدول في روسيا.
وفي دفاع مسبق عن أي انتقادات محتملة للتوسع في مشاريع تطوير العلاقات مع قرغيزستان، في ظلّ عدم احترامها ديمقراطية حقوق الإنسان، يشير المسؤول إلى أن "قرغيزستان هي الجمهورية الوحيدة في آسيا الوسطى التي لديها برلمان منتخب ديمقراطياً". مع العلم أن الولايات المتحدة أغلقت قاعدة جوية لها في قرغيزستان العام الماضي، كانت تُستخدم كمحطة ترانزيت للطائرات الأميركية المتجهة إلى أفغانستان. ما زاد من مخاوف دول آسيا الوسطى من أن يكون الأميركيون في طريقهم للرحيل النهائي، ما سيفقد هذه الدول مصالح اقتصادية مهمة.
وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت قبل بدء جولة كيري أن الوزير الأميركي سيشارك في افتتاح حرم جديد للجامعة الأميركية في قرغيزستان، وسيتفقد مباني المجمع الجديد للسفارة الأميركية في العاصمة بيشكيك، فضلاً عن تدشين مشاريع أميركية أخرى. وذلك في دلالة على أن خطط تعزيز الوجود الأميركي في آسيا الوسطى بوشر العمل بها منذ فترة وليست وليدة هذه الجولة. يُذكر أن الخارجية الأميركية كانت قد منحت الناشط المسجون أزيمجان عسكروف، جائزة عن حقوق الإنسان العام الماضي، الأمر الذي أغضب الحكومة القرغيزية.
وفي تعبير عن الترحيب بالأميركيين، وصل مستوى الاهتمام إلى ذروته، أمس الأحد، في سمرقند بأوزبكستان، وكان الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف، على رأس مستقبلي كيري في المطار. واصطحبه إلى القلعة التاريخية التي كان يؤدي إليها طريق الحرير التاريخي.
وتعرّض كيري للانتقاد في محطات التلفزة الأميركية، والتي نقلت بعض مشاهد الاستقبال الباذخ لوزير خارجية أميركا، من قبل من سمته بـ"ديكتاتور يبلغ من العمر 77 عاماً، ويحكم بلاده بقبضة من حديد منذ ما قبل استقلالها عن الاتحاد السوفييتي".
وسعى كيري لتبديد الهواجس عبر تأكيده "إثارته مع مضيفيه قضايا حقوق الإنسان في بلدانهم"، ولكن ما يأخذه عليه المعلقون الأميركيون أن إثارته هذه القضايا تجري خلف أبواب مغلقة، بينما يتيح ظهوره مع قادة يتصفون بالديكتاتورية المجال لهم لاستغلال ذلك أمام شعوبهم في الإيحاء بأن "لا مجال أمامهم للحصول على مساندة خارجية لتحقيق تطلعاتهم الديمقراطية".
كذلك يعتبر المعلقون أن "المجاملات العلنية المتبادلة تؤكد الرسالة التي تحاول واشنطن إيصالها للحكومات وإخفاءها عن الشعوب، تكمن في استعدادها تطوير علاقات التعاون مع الطغاة، إن كانت المصلحة تقتضي ذلك".
ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي تحاول دول آسيا الوسطى الحفاظ على التوازن بين علاقاتها مع موسكو، وواشنطن التي تحولت إلى شريك اقتصادي مهم، وخصوصاً خلال حرب أفغانستان.
اقرأ أيضاً: كيري وشرعنة تدنيس الأقصى