ويرى المراقبون الآن، أن الانفصاليين الموالين للكرملين في شرق أوكرانيا يزيدون الضغوط على خط وقف إطلاق النار، على أمل عدم تجديد العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا هذا الصيف قبل الانتخابات التشريعية الروسية في سبتمبر/أيلول.
وقارن الخبير لدى صندوق مارشال الألماني في الولايات المتحدة، يورغ فوربريغ، زيارة كيري الحالية إلى موسكو بأخرى قام بها العام الماضي لمقابلة بوتين في سوتشي، بعدما ساعدت موسكو واشنطن آنذاك في التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني.
ويريد كيري من موسكو أن تساعد في دفع عملية السلام السورية قدماً، كما فعلت في السابق عندما التزمت بجانبها من الاتفاق الإيراني وشحنت مخزون إيران من اليورانيوم.
إلا أن فوربريغ، الخبير في شؤون وسط وشرق أوروبا، أعرب عن شكوكه لوكالة "فرانس برس" من قدرة كيري على "استغلال هذه اللحظة الإيجابية"، مضيفاً أن "روسيا حصلت مبدئياً على كل ما كانت تريده من هذا التدخل". وطالما أن مصالحها ليست مهددة مجدداً، فلن يضيرها أن تترك محادثات السلام تطول إلى ما لا نهاية.
في المقابل، يرى السفير السابق إلى أوكرانيا وعضو مجلس الأمن القومي الأميركي، ستيفن بايفر، أن الكرملين لن يخفف من دعمه للمحادثات بعدما أحضر النظام السوري إلى طاولة المفاوضات.
وقال بايفر، الخبير في معهد بروكينغز في واشنطن "بعد أن أعلن بوتين النصر نوعاً ما الأسبوع الماضي، بات لدى روسيا حافز لنجاح المفاوضات".
وأضاف بايفر "من المؤكّد أنّ الأسد الآن في موقع أكثر استقراراً بالمقارنة مع الصيف الماضي، لكن أي تدهور جديد سينعكس سلباً على بوتين لأنه سيضطر إلى إعادة إرسال قواته".
وأكّد متحدثون روس وأميركيون أن سورية ستكون موضوعاً أساسياً في المحادثات الخميس، كما أن النزاع في أوكرانيا سيكون أيضاً على جدول الأعمال ويمكن أن يشكل فرصة لبوتين لتسجيل نقاط إزاء الغرب.
ويتوجه أيضاً وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير إلى الكرملين. وفرنسا وألمانيا في طليعة الدول الغربية التي تطالب بتطبيق بروتوكول مينسك 2014 الذي ينص على أن تعمل روسيا على تهدئة حلفائها في شرق أوكرانيا، بينما تعدل هذه الأخيرة دستورها لإجراء انتخابات جديدة تمنح منطقة دونباس استقلالاً ذاتياً فدرالياً.
اقرأ أيضاً: محادثات بين كيري وبوتين في سوتشي