كيتش متبادل

08 يوليو 2016
تيسير بطنيجي/ فلسطين
+ الخط -

من خصاص النافذة، تراه وهو يلفّ على رواد المطاعم المكشوفة، قادماً من ناحية متحف الشوكولا، محمّلاً بنسخ مزوّرة من مشغولات خشبية، مع أخلاطٍ من قدّاحات وعُقود خرز.

من الشرفة تتابعه، حتى ينعطف إلى متحف البورن، وهناك يجلس على الجدار، ليتدفّأ بشمس شحيحة.

البائع الجائل، الذي صادفته هنا أولَ قدومك، وها هو يذوي مبكّراً، وتغزوه أماراتُ مرض غامض.

البائع الذي حدّثك أثناء انتظار المعونة، على باب الكنيسة، عن حلمه بالرجوع في أسرع وقت.

الذي قال: نبيعهم كيتش أفريقيا، ويبيعوننا وهْم الجنة.

الذي يقطع عشرات الكيلومترات يومياً، من ساغرادا فاميليا حتى الشاطئ.

الذي ينام في غرف الصرّاف الآلي شتاءً، وعلى الأرصفة صيفاً، وبينهما يقرزم الشعر.

الذي تنتظره عائلته، وتنتظر مساعداته المتقطّعة، حالمةً أن "يسحبها".

الذي تعرف، أنه لن يعود أبداً. وبعد مدة لن يتمكن من إرسال قرش، ولن يأتي بالعائلة.

لقد حدّثك ساخراً، عن الحلم الجمعي لأقرانه، كأن تحدث المسرّة ذات يوم، فتختارك سائحةٌ، صاحباً أو عشيقاً، وتتكفّل بك.

قال إنّ الحلم المبتذل، لفّ ودار وهبط على لياليه أخيراً.

قال هذا قبل أسابيع، وها هو الآن يغيب عن ناظريك، في آخر شارع كوميرَس.

المساهمون