في البدء لم تكن هناك فلسطين، كما لم تكن هناك إسرائيل، أو الأردن، أو سورية.. إلخ كانت هناك إمبراطورية عثمانية تستبد بهذه الأسماء كلها، والشعوب التي تنسب إليها.
ولأنه "لا تحلموا بعالم سعيد، فخلف كل قيصر يموت، قيصر جديد، فقد سقطت الإمبراطورية العثمانية المستبدة، لتخلفها إمبراطوريات لا تختلف عنها في شيء، إلا أنها لا تنتمي إلى ثقافة هذه الشعوب المستبد بها، أو يربط بينهما أي رابط حضاري أو ديني أو حتى جغرافي.. إلا أنهم كانوا أكثر استبداداً ووحشية.. الإنجليز والفرنسيون والطليان.. توارثوا هذه الشعوب ورثاً.
ثم حين اختلفوا فيما بينهم على هذه التركة، أحضروا خريطتها وقلمًا ومسطرة، وشرعوا في خط الخطوط، دونما أدنى مبالاة أن هذا الرسم الذي بين أيديهم، ليس رسماً، بل شعوباً وأوطاناً وأحلاماً، وأن أحد هذه الخطوط قد يسقط على رأس شعب ما فيشطره إلى شعبين، أو يحيط بشعبين لا يجمعهما إلا العداء والاحتراب فيصنع منهما شعباً واحداً، أو يسهو أصحاب المسطرة عن شعب آخر فلا يشطرونه نصفين، أو يحيطونه بعدو له، بل لا يرونه إطلاقاً، فتتقاطع الخطوط على جسده وتتوازى، فما جنوب هذا الخط وغرب ذاك، يذهب حيث تذهب تركيا، وما شمال هذا وشرق ذلك، يذهب حيث تذهب العراق وسورية وإيران، كأنه لا أحد منهم سمع مرة باسم كردستان، أو شعب كردستان، أو حضارة وهوية كردستان!
ثم حين اختلفوا مرة أخرى، تحاربوا فيما بينهم، ثم حين أرهقتهم الحرب وانطفأ لهيبها، جلسوا على مائدتهم المستديرة وأحضروا الأقلام مرة أخرى، وكتبوا: كل الذين لم يقاتلوا في هذه الحرب، لا حق لهم، كل الذين قاتلوا في هذه الحرب فقُتلوا، لا حق لهم، إن الحق فقط للذين قاتلوا فقَتلوا مئات آلاف الناس في هيروشيما ونغزاكي، ومئات آلاف غيرهم من المدنيين الأبرياء في ضواحي برلين، وضواحي روما، وعواصم بلاد وضواحيها لم يتسن للذين قتلوا فيها أن يفهموا، لماذا قتلوا أو من الذي قتلهم!
كتبوا: إن الحق لمجرمي أميركا، ومجرمي السوفييت، والصين، وفرنسا، وإنجلترا، ولو كان مجرمو النازية أو الفاشية قد نجوا، لكتبت أسماؤهم أيضًا!
ثم شرع مجرمو هذا العالم وبلاطجته الخمسة الناجون يحكمون العالم جبراً أو طوعاً، والبندقية على منصة قضاء الزور، ومن لا يرضخ لحكم ناجي شحاته، صوبت البندقية إلى رأسه، فرضخ أو قتل، وقد كان من سوء طالع الشعب الذي أحيط بالخط المثلث الذي حمل اسم فلسطين، أن كان من أوائل الذين صوبت هذه البندقية إلى رأسه!
هذه هي القصة باختصار، لاشيء اسمه فلسطين المحددة، إلا أن بلاطجة العالم أرادوها فلسطين فكانت، ولا شيء اسمه إسرائيل الوطن أو الشعب إلا أن بلاطجة العالم أرادوها فكانت!
ولأنه "لا تحلموا بعالم سعيد، فخلف كل قيصر يموت، قيصر جديد، فقد سقطت الإمبراطورية العثمانية المستبدة، لتخلفها إمبراطوريات لا تختلف عنها في شيء، إلا أنها لا تنتمي إلى ثقافة هذه الشعوب المستبد بها، أو يربط بينهما أي رابط حضاري أو ديني أو حتى جغرافي.. إلا أنهم كانوا أكثر استبداداً ووحشية.. الإنجليز والفرنسيون والطليان.. توارثوا هذه الشعوب ورثاً.
ثم حين اختلفوا فيما بينهم على هذه التركة، أحضروا خريطتها وقلمًا ومسطرة، وشرعوا في خط الخطوط، دونما أدنى مبالاة أن هذا الرسم الذي بين أيديهم، ليس رسماً، بل شعوباً وأوطاناً وأحلاماً، وأن أحد هذه الخطوط قد يسقط على رأس شعب ما فيشطره إلى شعبين، أو يحيط بشعبين لا يجمعهما إلا العداء والاحتراب فيصنع منهما شعباً واحداً، أو يسهو أصحاب المسطرة عن شعب آخر فلا يشطرونه نصفين، أو يحيطونه بعدو له، بل لا يرونه إطلاقاً، فتتقاطع الخطوط على جسده وتتوازى، فما جنوب هذا الخط وغرب ذاك، يذهب حيث تذهب تركيا، وما شمال هذا وشرق ذلك، يذهب حيث تذهب العراق وسورية وإيران، كأنه لا أحد منهم سمع مرة باسم كردستان، أو شعب كردستان، أو حضارة وهوية كردستان!
ثم حين اختلفوا مرة أخرى، تحاربوا فيما بينهم، ثم حين أرهقتهم الحرب وانطفأ لهيبها، جلسوا على مائدتهم المستديرة وأحضروا الأقلام مرة أخرى، وكتبوا: كل الذين لم يقاتلوا في هذه الحرب، لا حق لهم، كل الذين قاتلوا في هذه الحرب فقُتلوا، لا حق لهم، إن الحق فقط للذين قاتلوا فقَتلوا مئات آلاف الناس في هيروشيما ونغزاكي، ومئات آلاف غيرهم من المدنيين الأبرياء في ضواحي برلين، وضواحي روما، وعواصم بلاد وضواحيها لم يتسن للذين قتلوا فيها أن يفهموا، لماذا قتلوا أو من الذي قتلهم!
كتبوا: إن الحق لمجرمي أميركا، ومجرمي السوفييت، والصين، وفرنسا، وإنجلترا، ولو كان مجرمو النازية أو الفاشية قد نجوا، لكتبت أسماؤهم أيضًا!
ثم شرع مجرمو هذا العالم وبلاطجته الخمسة الناجون يحكمون العالم جبراً أو طوعاً، والبندقية على منصة قضاء الزور، ومن لا يرضخ لحكم ناجي شحاته، صوبت البندقية إلى رأسه، فرضخ أو قتل، وقد كان من سوء طالع الشعب الذي أحيط بالخط المثلث الذي حمل اسم فلسطين، أن كان من أوائل الذين صوبت هذه البندقية إلى رأسه!
هذه هي القصة باختصار، لاشيء اسمه فلسطين المحددة، إلا أن بلاطجة العالم أرادوها فلسطين فكانت، ولا شيء اسمه إسرائيل الوطن أو الشعب إلا أن بلاطجة العالم أرادوها فكانت!
ثمة فارق واحد بين الشيئين، وهو أن ذلك الذي اسمه فلسطين حين قالوا له كن، فكان، لم يستدع ذلك إبادة ناس ما وقتلهم وتهجيرهم، ثم تجويع وحصار الذين تبقوا منهم، ثم قتلهم مرة أخرى!
هذه القصة باختصار، أو هذه الحقيقة.. الإرادة للمجرمين، والأوطان والأعلام جميعهم زيف وكذب فمن شاء أن يراها فلْيرها، ومن شاء أن يتعامى عنها فلْيتعامَ.
أيها الحمقى، إن هذه المعارك التي تنزفون أرواحكم فيها، وتغادرون أحبتكم فيها، ثم تعودون في الليل تبكون صراخاً ودماً، فلا يسمع أحد صراخكم، ولا يمسح أحد دمعاتكم إلا أيديكم، لستم منها في شيء.
فاختاروا معارككم أنتم، وحدودكم أنتم، وأعداءكم أنتم، فالقاتل هنا، هو القاتل هناك، لا يميزه اختلاف ألوان بزته العسكرية، أو شكل الراية التي يحملها، أو اللغة التي ينطقها.
أيها الحمقى، لا يغيظني أن تموتوا في سبيل دين داينكم به أهلوكم، أو أرض لا تملكونها، أو أن تتخذوا عدواً من غير أعدائكم، أو صديقاً من غير أصدقائكم، بقدر ما يغيظني أن تعفوا عن الإجرام.
(مصر)
هذه القصة باختصار، أو هذه الحقيقة.. الإرادة للمجرمين، والأوطان والأعلام جميعهم زيف وكذب فمن شاء أن يراها فلْيرها، ومن شاء أن يتعامى عنها فلْيتعامَ.
أيها الحمقى، إن هذه المعارك التي تنزفون أرواحكم فيها، وتغادرون أحبتكم فيها، ثم تعودون في الليل تبكون صراخاً ودماً، فلا يسمع أحد صراخكم، ولا يمسح أحد دمعاتكم إلا أيديكم، لستم منها في شيء.
فاختاروا معارككم أنتم، وحدودكم أنتم، وأعداءكم أنتم، فالقاتل هنا، هو القاتل هناك، لا يميزه اختلاف ألوان بزته العسكرية، أو شكل الراية التي يحملها، أو اللغة التي ينطقها.
أيها الحمقى، لا يغيظني أن تموتوا في سبيل دين داينكم به أهلوكم، أو أرض لا تملكونها، أو أن تتخذوا عدواً من غير أعدائكم، أو صديقاً من غير أصدقائكم، بقدر ما يغيظني أن تعفوا عن الإجرام.
(مصر)