كوميديا: لغز اختفاء رئيس كوريا الشمالية

14 أكتوبر 2014
كيم جونغ أون رئيس كوريا الشمالية/ جيتي
+ الخط -
ازدادت حالات اختفاء البشر في الأعوام الأخيرة، وبقيت ملفّات الكثيرين منهم ألغازاً لا حلّ لها. ولم يقتصر الأمر على البشر، بل تخطّى ذلك إلى اختفاء طائرات بمن فيها، من دون العثور على أي أثر لها. والحادثة الأخيرة كانت الطائرة الماليزية "MH370"، التي اختفت مع ركابها الـ 239، ولم تستطع فرق البحث إيجاد أي قطعة لها، ولا حتى مقعد أو حزام أمان أو أي شيء على الإطلاق. على الرّغم من تكهّنات البعض أنّها غرقت في المحيط الهندي، إلاّ أنّه لا دليل على ذلك. بل هي مجرّد تطمينات واهية، أو محاولة رفض الاعتراف بالعجز واستحالة، اكتناه سرّ اختفاء الطائرة.

هناك أيد خفيّة تعبث بمن تشاء، غير آبهة بأي قوّة على وجه المعمورة، لإيمانها ربّما بقدرتها على إبقاء الأمور تحت نطاق سيطرتها، أمام وقوف وذهول دول العالم.

كيم جونغ- أون، زعيم كوريا الشمالية، وأصغر رئيس دولة في العالم، اختفى منذ 3 سبتمبر/أيلول، وكان ظهوره الأخير في حفلة موسيقية لفرقة "موران بونج"، التي اختار أعضاءها بنفسه.

غياب الرئيس عن أهم حدثين في البلاد، يوم تأسيس حزب العمّال في 10 أكتوبر/تشرين الأول، ومناسبة قيام دولة كوريا الشمالية في 9 سبتمبر/ أيلول، أثار التساؤلات، والتخمينات، عن مكان الرئيس أو سبب اختفائه، خصوصاً من قبل كوريا الجنويبة.

تعالوا نتخيل الأسباب المحتملة أو المتوقعة لاختفاء الرئيس الكوري:

-    قد يكون قضى، إثر انقلاب على العائلة الملكية، وذلك بسبب السياسة الصارمة لكوريا الشمالية، وكيم ذاته الذي تميّز بديكتاتورية وقساوة في إصدار أحكام الإعدام. أفظعها، كان إطعام عمّه للكلاب الجائعة، بعد تجريده من ملابسه مع خمسة من حلفائه، ورميهم في قفص يحوي 120 كلباً، لم تأكل منذ ثلاثة أيّام.

-    ومن يدري قد يكون هرب مع المغنية هيون سونج ويول، واختفيا عن الأنظار. فعلى الرغم من تاريخه الدموي، الذي لا يوحي بالرومانسية، إذ حكم بالإعدام رمياً بالرصاص على فرقة موسيقية اتّهمت بنشر صور فاضحة، راح ضحيتها عشيقته السابقة هيون، كما خمّن الجميع، إذ كانت مغنية في تلك الفرقة، التي حكم على أعضائها بالموت.

 إلاّ أنّ ظهور هيون حيّة بعد مضي سنة تقريباً، يثير الشكوك عن ماهيّة العلاقة التي جمعتهما. ولماذا أبقاها على قيد الحياة، بعد إطلاق حكم الإعدام؟ وكيف نجت بروحها من براثن الموت؟

في بلد يستحيل التراجع فيه عن حكم الإعدام، أو النجاة من دون موافقة الديكتاتور كيم.

واللافت ظهور هيون على محطة تلفزيون كوريا الشمالية قبل اختفاء الرئيس بأشهر، تمتدح كيم ودعمه لقطاع الفن في البلاد.

والجدير بالذكر، أنّ والد كيم فرض عليه قطع علاقته بالمغنية، ورضخ الابن لضغوط والده. ويُقال أن هيون تزوّجت في ما بعد، من جندي وأنجبت طفلاً.

ويبقى السؤال المحيّر، هل يُعقل أن يتخلّى كيم عن الرئاسة ويلحق بعشيقته؟ هل يُعقل لإنسان بصفاته الإجرامية والديكتاتورية أن يقع في الغرام بلا انتقام؟

-        هل الزعيم المحبوب كيم  أصيب  بداء النقرس أو ما يُعرف بداء الملوك؟ وربما قد يكون السبب في ابتعاده عن الظهور للعامّة. والنقرس هو مرض الأغنياء، يعود إلى تناول كميّات كبيرة من اللحوم الحمراء والإفراط في شرب الكحول، ما يرفع مستوى حمض البول (uric acid)، في الدم ويؤدي إلى ألم في المفاصل والأوتار والأنسجة المحيطة. والمعروف عن كيم حبّه للسهر وتناول الخمر لغاية الصباح، وفق مصادر ديبلوماسية. كما أنّ والده كان يعاني من ذات المرض.

-   وتقول إشاعات أخرى، أنّ عشقه لجبنة الـ "Emmental" (جبنة سويسرية صفراء)، تسبّب في زيادة وزنه بشكل سريع، وربّما أُصيب بالمرض جرّاء ذلك. وطغى ولهه بالطعام على السياسة، فتجاهل عقوبات الغرب على بلاده، واستورد كميّات هائلة من جبنة الـ"إيمنتيل"، للاستهلاك الشخصي، في حين يعاني ملايين الكوريين في بلاده من الجوع. ويرجّح الكوريون أن يكون كيم هدف إلى زيادة وزنه بإرادته كي يتشبّه بجدّه.

-   عانى الرئيس الكوري من العرج في الفترة الأخيرة، وقيل أنّ وزنه الزائد تسبّب بذلك. بيد أنّ هذه النظرية مشكوك بها، لأنّ هناك الكثير من الأشخاص، الذين يفوقونه وزناً، ولم يعانوا أو يتعرّضوا لمشاكل مماثلة نتيجة ذلك. والأصحّ أنّ قصر قامته ومحاولته اكتساب سنتيمترات إضافية، دفعاه إلى انتعال حذاء بكعب عال، ممّا أدّى إلى كسر في الكاحل، فتوارى عن الأنظار إلى حين التماثل للشفاء.

-   ومن يدري قد يكون الرئيس الكوري انتقل إلى رحمة الخالق تحت مقصّات عمليّات التجميل، بعد أن شاع في الصحافة الكورية أنّه يحاول تغيير شكله الخارجي كي يتحوّل إلى مظهر جدّه. كيم الذي يخشى قصّ شعره عند الحلاّق ويقوم بهذه المهمّة وحده، لم يتوان عن تسليم نفسه لأطباء التجميل، الذين ربّما يكونون قد قضوا عليه.

-  وأخيراً الاحتمال الأكثر جنوناً، قد تكون مخلوقات فضائية تراقب كوكب الأرض، وتقوم بأبحاث عنه، هي المسؤولة عن خطف أشخاص وطائرات وسفن أحياناً. والتاريخ خير دليل على ذلك، إذ إنّ العديد من قضايا الاختفاء بقيت غامضة لا تفسير منطقياً لها. ربّما تكون تلك المخلوقات وجدت في الرئيس الكوري حالة خاصّة تجمع بين الديكتاتورية وروح النكتة، فأخذوه لاستكشاف تلك الظاهرة.

وأفاد أحد علماء الفضاء مؤخراً، بأنّ البشر لا ينتمون إلى كوكب الأرض، بل وُضعوا فيه لتعليمهم حسن السلوك، وهو بمثابة سجن كبير لهم، وذلك لطبيعتهم العدوانية!

المساهمون