بعد فشل قمة هانوي الفيتنامية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، في 28 فبراير/شباط الماضي، بدأت بيونغ يانغ تعتمد أسلوباً أكثر تحرراً مما كان عليه، بين قمّتي هانوي، وسالفتها، سنغافورة في 12 يونيو/حزيران الماضي. من جهة قررت التصعيد السياسي، عبر توجيهها الرسائل المتلاحقة لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، ومن جهة أخرى قررت توجيه رسالة عسكرية، فجر أمس الخميس، بقيامها بتجربة هي الأولى من نوعها، بعد هانوي.
في السياق، كشفت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، أمس، أنّ "كيم أشرف على تجربة نوع جديد من الأسلحة الموجهة التكتيكية، يوم الأربعاء"، في حدث وصفه الزعيم الكوري الشمالي بأنّه "بالغ الأهمية". ولم تصف الوكالة الرسمية على وجه التحديد نوع السلاح لكن كلمة "تكتيكي" تشير إلى أسلحة قصيرة المدى، في مقابل الصواريخ البالستية بعيدة المدى التي ينظر إليها على أنّها تمثّل تهديداً للولايات المتحدة. وأضافت الوكالة، أنّ "الصاروخ مزوّد بنظام توجيه متميز ورأس حربة قوي". ونقلت عن كيم قوله إنّ "اكتمال تطوير منظومة السلاح، يمثّل حدثاً له أهمية كبيرة جداً في زيادة القوة القتالية" لجيش كوريا الشمالية.
ومن شأن اختبار الصواريخ البالستية أن يعرّض للخطر المحادثات الدبلوماسية التي تهدف إلى منح كوريا الشمالية امتيازات مقابل نزع السلاح. وقال محلل كوري جنوبي إن "التفاصيل الواردة في التقرير الإعلامي لكوريا الشمالية تشير إلى أنه من الممكن أن يكون نوعاً جديداً من صواريخ كروز". أضاف أن "هناك خيطا آخر محتملا، وهو أن أحد المسؤولين في المستوى الأدنى المذكور في تقرير كوريا الشمالية عن الاختبار، وهو باك جونغ تشون، معروف على أنه مسؤول عن سلاح المدفعية".
وقالت ميليسا هانهام، خبيرة الدفاع ومديرة مشروع "داتايو" في مؤسسة "وان إيرث فيوتشر"، إن "السلاح الكوري الشمالي قد يكون أي شيء بداية من السلاح المضاد للدبابات إلى صاروخ كروز". من جهته، اعتبر المحلل في سيول، كيم دونغ-يوب، الذي كان مسؤولاً في الجيش الكوري الجنوبي، أنه "لم يتضح بعد ما إذا كانت كوريا الشمالية أجرت اختباراً متطوراً لنفس السلاح الذي راقبه كيم في نوفمبر الماضي، أم أنه اختبر شيئاً مختلفاً". بدوره، رفض مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية التعليق، بينما أفاد رؤساء الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، بأنهم "يحللّون هذا الاختبار"، لكنهم لم يحددوا ماهية هذا السلاح.
في سياق آخر، ذكرت وسائل إعلام كورية شمالية أمس، أن بيونغ يانغ لم تعد راغبة في مشاركة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في المحادثات النووية، وطالبت بشخص يكون "أكثر حرصاً ونضجاً في التواصل". كما نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية عن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية كون جونغ جون قوله، إنه "ليس باستطاعة أحد التنبؤ بالوضع في شبه الجزيرة الكورية إذا لم تتخلَّ الولايات المتحدة عن السبب الجذري الذي أرغم بيونغ يانغ على تطوير برنامجها النووي".
في موازاة ذلك، أفاد الكرملين، أمس، أن كيم سيسافر إلى روسيا في النصف الثاني من هذا الشهر ليلتقي بالرئيس فلاديمير بوتين. ولم يعط الكرملين مزيداً من التفاصيل في البيان الذي نشر على موقعه الإلكتروني. وتأتي هذه الخطوات، إثر منح كوريا الشمالية زعيمها كيم لقباً جديداً، في إطار التعديلات الأخيرة على المستوى السياسي. وذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية في حينه، أنّ كيم مُنح لقب "الممثل الأعلى لعموم كوريا والقائد الأعلى للجمهورية"، بعد إعادة انتخابه رئيساً لمجلس كوريا الشمالية وهو أعلى منصب في البلاد. وأشارت الوكالة، إلى أنّ وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية والتلفزيون الرسمي الشمالي، كررا اللقب الجديد للزعيم كيم في جلسات برلمانية عدة وفي بعض المحافل الحكومية الأخرى. ويقول المحللون إنّ اللقب الجديد قد يشير إلى تعديل محتمل للدستور لمنح كيم مزيداً من السلطة.
(أسوشييتد برس، رويترز، فرانس برس)