تحضيرات قمّة فيتنام بين كيم وترامب تتكثف...وبيونغ يانغ تتحدث عن "فرصة
تاريخية"

24 فبراير 2019
عبور كيم الصين بالقطار (صول لويب/فرانس برس)
+ الخط -

يعبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، الأحد، الصين على متن قطار مصفّح، فيما تتواصل التحضيرات المكثّفة لقمّته المرتقبة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هانوي الأربعاء والخميس على وقع تحذير بيونغ يانغ من احتمال وصول المحادثات إلى طريق مسدود. 

وشوهد ممثّل بيونغيانغ الخاص للولايات المتحدة كيم هيوك شول الأحد في فندق في العاصمة الفيتنامية، حيث سيُجري محادثات مع نظيره الأميركي ستيفن بيغون، بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء. 

ووصلت طائرة إلى هانوي الأحد وعلى متنها بقية أعضاء الوفد الكوري الشمالي، كما أظهرت صور نشرها الإعلام الفيتنامي. 

ويرافق الزعيم الكوري الشمالي مساعده الرئيسي كيم يونغ-تشول، الذي التقى ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي وعدد من الشخصيات البارزة، بالإضافة إلى شقيقته ومستشارته كيم يو-جونغ، ومعاونين آخرين قريبين منه، بحسب الوكالة الكورية الشمالية للأنباء.

وتتناول اللقاءات التحضيرية لهذه القمة الثانية بين ترامب وكيم برنامج اللقاء. 

واتّفق الزعيمان في قمتهما السابقة في 12 يونيو/ حزيران 2018 في سنغافورة على خطة مبهمة لنزع "السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية". لكنّ ستيفن بيغون اعترف الشهر الماضي بأن الأميركيين والكوريين الشماليين لن ينجحوا في الاتفاق على معنى "نزع السلاح النووي". 

وفي سلسلة تغريدات عشية توجّهه إلى قمة تعقد هذا الأسبوع في هانوي، أشاد ترامب بالصين وروسيا لتشديدهما العقوبات على كوريا الشمالية، مؤكّداً في الوقت ذاته أنّه يرتبط بـ"علاقة عظيمة مع الزعيم كيم". وأضاف "الزعيم كيم يدرك، وربما أفضل من أي شخص آخر، أنه بدون الأسلحة النووية، يمكن لبلاده أن تصبح وبسرعة واحدة من القوى الاقتصادية الكبرى في أي مكان من العالم بسبب موقعها وشعبها (وهو)، كما أنها تمتلك مقومات للنمو السريع أكثر من أي دولة أخرى". 

وفي تعليق قوي الأحد، دعت وكالة كوريا الشمالية للأنباء واشنطن إلى استغلال "الفرصة التاريخية النادرة"، في ردّ على الشكوك التي عبرت عنها الولايات المتحدة بشأن غياب التقدم بعد قمة سنغافورة، وبشأن النوايا الحقيقية لبيونغ يانغ حول التخلص من ترسانتها النووية. 

وقالت الوكالة الكورية الشمالية "على الإدارة الأميركية ألا تنسى دروس العام الماضي حينما أغرقت المحادثات الثنائية بحالة من الجمود دفعت إليها القوى المعارضة (للاتفاق)". وأضافت "إذا انتهت المفاوضات المقبلة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بدون نتيجة، كما تريد تلك القوى، فإن الشعب الأميركي لن يتخلّص أبداً من التهديدات على أمنه". 

في الأثناء، يواصل كيم جونغ أون سفره الطويل لمسافة 4 آلاف كيلومتر باتجاه فيتنام، والذي قد يدوم 60 ساعة. ولا تتجاوز سرعة القطار المصفّح 60 كلم بالساعة. 

وأكّدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن الزعيم الكوري الشمالي غادر السبت بيونغ يانغ. وبعد ذلك بساعات، تجاوز موكب كيم الجسر الذي يصل كوريا الشمالية بمدينة داندونغ الصينية، بحسب وكالة يونهاب وموقع كاي نيوز. 

وفوجئ نزلاء فندق قبالة الجسر بطلب أن يغادروا الفندق يوم الجمعة، وتم إبلاغهم بأنه سيتم إغلاقه لإجراء تحديثات.

وذكرت مصادر فيتنامية الجمعة أنّ قطار كيم سيتوقف في محطة القطارات في دونغدانغ قرب الحدود الصينية وسيواصل طريقه بالسيارة إلى هانوي التي تبعد 170 كلم.


 

وتم نشر جنود في محطة دونغدانغ السبت، وعلى طول الطريق المؤدي إلى هانوي، بحسب مراسلي وكالة "فرانس برس" الذين شاهدوا العديد من الآليات العسكرية ومعدّات الاتصال في المنطقة.

وأعلنت السلطات الفيتنامية إغلاق جزء من طريق بطول 170 كيلومترا، ممّا يوحي بأنّ كيم سيسلك هذا الطريق السريع المزدحم عادة.

وقالت وزارة الخارجية الفيتنامية إن كيم سيجري زيارة رسمية لفيتنام "في الأيام المقبلة"، بدون تحديد موعد محدد.

وفي طريق العودة، يمكن للزعيم الكوري الشمالي أن يأخذ القطار بهدف التوقف في بكين للحديث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن مضمون لقائه مع ترامب. لكن في بكين، لم تلاحظ أية إجراءات أمنية غير اعتيادية، ما قد يشير إلى أنه قد لا يتوقف هناك في طريق عودته. 

والسفر بالقطار تقليد عائلي متوارث عن مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ، جدّ كيم جونغ أون الذي سافر والده إلى روسيا بالقطار في 2001.

(فرانس برس)