كوريا الجنوبية في المونديال... مهمة انتحارية في مجموعة صعبة

17 يونيو 2018
+ الخط -
تُعتبر كوريا الجنوبية من المنتخبات الآسيوية الجيدة والتي تُشارك في بطولة كأس العالم للمرة العاشرة في تاريخها، وهي تحتل المركز الـ61 في التصنيف العالمي الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم. ستلعب كوريا في المجموعة السادسة وستحاول تحقيق إنجاز مونديال عام 2002 والوصول إلى الدور نصف النهائي، رغم أن هذا الأمر يبدو شبه مستحيل في نسخة 2018. 

التاريخ في المونديال
تُشارك كوريا الجنوبية للمرة العاشرة في بطولة كأس العالم، وهي بدأت لأول مرة في نسخة سويسرا 1954، وودعت من دور المجموعات آنذاك وحلت في المركز الـ16 في البطولة. بعد ذلك غابت عن منافسات كأس العالم حتى نسخة 1986، عندما شاركت وخرجت من دور المجموعات أيضاً. ومنذ ذلك الوقت لم تغب كوريا عن المونديال.

ودّعت من دور المجموعات أيضاً في نسخات إيطاليا 1990، أميركا 1994، وفرنسا 1998، لتعود في نسخة 2002 على أرضها وبين جمهورها وتُحقق نتيجة تاريخية غير مسبوقة. لعبت كوريا آنذاك في المجموعة الرابعة إلى جانب منتخبات أميركا، بولندا والبرتغال، وتصدرت برصيد سبع نقاط. في دور الـ16 تخطت كوريا المنتخب الإيطالي (2 – 1) بعد فضيحة تحكيمية، ثم تخطت المنتخب الإسباني في الدور ربع النهائي بركلات الترجيح (5 – 3)، لتخسر من ألمانيا في الدور نصف النهائي بهدف نظيف.

بعد ذلك، ودعت مونديال 2006 من دور المجموعات، ووصلت إلى دور الـ16 في مونديال جنوب أفريقيا 2010، ثم خرجت من دور المجموعات في مونديال البرازيل 2014. وفي المجموع خاضت كوريا 31 مباراة (خمسة انتصارات، تسعة تعادلات و17 خسارة)، في وقت سجلت كوريا الجنوبية 31 هدفاً وتلقت شباكها 67 في جميع النسخات التي شاركت فيها.

التصفيات ونقاط الضعف والقوة
تأهلت كوريا الجنوبية عبر التصفيات الآسيوية، حيثُ احتلت المركز الثاني في المجموعة الأولى من الدور النهائي للتصفيات. جمعت كوريا 15 نقطة (أربعة انتصارات وثلاثة تعادلات وثلاث خسارات)، وسجلت 11 هدفاً وتلقت شباكها عشرة أهداف، لتتأهل برفقة إيران، المتصدرة، بشكل مباشر إلى مونديال روسيا 2018. وتفوقت على المنتخب السوري الذي حل ثالثاً برصيد 13 نقطة.

ورغم المعاناة في التأهل إلى المونديال، إلا أن منتخب كوريا الجنوبية تطور كثيراً تحت قيادة المدرب شين تاي يونغ. يملك المنتخب الكوري نقاط قوة، منها الهجوم السريع، وهذا الأمر ظهر بشكل واضح في المباراة الودية الأخيرة ضد كولومبيا والتي ذكرت الجميع بأداء مُشابه لما قدمه المنتخب في مونديال كوريا واليابان 2002. كما تملك كوريا مواهب مُميزة في خط الهجوم، مثل سون هيونغ مين، لاعب فريق توتنهام الإنكليزي، وهناك أسماء أخرى لديها خبرة جيدة للمنافسة. كما أن المدرب يعرف جيداً كيفية استغلال المساحات.

وكما كل منتخب، هناك نقاط ضعف تتمثل بالخط الخلفي غير المتوازن، وعلى المدرب حل هذه المشاكل قبل الدخول في أجواء المونديال. يغيب عامل التركيز كثيراً عن خط الدفاع، وهذا الأمر يتسبب بدخول الكثير من الأهداف في مرمى كوريا. وعملية الضغط على اللاعبين تتسبب أحياناً بفقدان الكرة بسهولة وارتكاب أخطاء فادحة قد لا تُعوض في المونديال. كما أن حراس المرمى يرتكبون الأخطاء، هذا بالإضافة إلى مشكلة الكرات الثابتة.

مجموعة المونديال والتشكيلة
تلعب كوريا الجنوبية في المجموعة السادسة إلى جانب منتخبات ألمانيا، السويد والمكسيك. تبدأ المنافسة ضد منتخب السويد في 18 حزيران/ يونيو على ملعب "نيجني نوفغورود"، ثم تلعب مع المكسيك في 23 حزيران على ملعب "روستوف"، وتختم دور المجموعات ضد المنتخب الألماني في 27 حزيران على أرض ملعب "كازان أرينا".

أما تشكيلة المنتخب الكوري الجنوبي، فتضمُ في حراسة المرمى كيم سونغ جيو، كيم جين هيون، شو هيون ووو، وفي خط الدفاع هناك كيم يونغ جوون، يانغ هيون سو، يونغ سونغ هيون، يون يونغ سون، أو بان سوك، كيم مين وو، بارك جو هو، هونغ شول، جو يو هان، لي يونغ.

أما خط الوسط، فيضمُ كي سونع يونغ، جونغ ووو يونغ، جو سي يونغ، كو جا شيول، لي جاي سونغ، لي سونغ سو، مون سيون مين. وأخيراً يضمُ خط الهجوم كيم شين ووك، سون هيونغ مين، هوانغ هين شان.

إقرأ أيضاً:
السعودية في المونديال... مشاركة بذكريات 1994

المدرب
يقودُ المدرب تشي تاي يونغ منتخب بلاده كوريا الجنوبية في كأس العالم الذي ينطلق الأسبوع المقبل في روسيا. وبدأ يونغ ممارسة كرة القدم عام 1988 مع فريق يونغنام يونيفرسيتي، والذي استمر في صفوفه حتى عام 1991، لتنطلق مسيرته الاحترافية حينها سنة 1991 مع نادي سيونغنام، قبل أن يعلن رحيله عن الفريق عام 2004، فقضى فترة قصيرة في كوينزلاند روار.

بعد اعتزاله لعب كرة القدم، دخل مباشرة إلى عالم التدريب، فعمل مساعداً في فريق كوينزلاند روار الذي دافع عن ألوانه لفترة قصيرة، ثم تسلّم مهمة فنية في نادي سيونغنام إيلهوا تشونام عام 2009، ليصبح بعدها مدربه حتى 2012. في عام 2014 خاض تجربة أهم حين عمل مساعداً لمدرب منتخب كوريا الجنوبية، واستمر في المنصب عينه حتى 2017، تخلله الإشراف على منتخب تحت 23 و20 عاماً، قبل أن يتسلم مهمته الجديدة في العام الماضي. وفاز تشي تاي يونغ، البالغ من العمر 49 عاماً، بلقب بطولة دوري أبطال آسيا عام 2010، إضافة إلى الكأس، وكذلك بطولة "لونار".



المساهمون