أعلنت المنظمة الآثورية الديمقراطية عن إلغاء كافة مظاهر الاحتفالات بعيد رأس السنة الآشورية (أكيتو) بسبب فيروس كورونا، وذلك للحفاظ على سلامة الأهالي وتجاوباً مع الجهود الرامية إلى الحدّ من تفشّي وانتشار فيروس كورونا الجديد، متمنية الشفاء للمرضى والصحة والسلامة لجميع الناس في كافة أنحاء العالم، كما جاء في بيانها.
وعيد أكيتو هو عيد رأس السنة الآشورية الذي يصادف الأول من نيسان/ إبريل في كل عام، ويرمز لتجديد دورة الحياة في الطبيعة والاعتدال الربيعي، حيث ارتبط العيد بحضارات اتصلت بالطبيعة واعتمدت على الزراعة.
وهو أقدم عيد عرفته حضارات الشرق الأدنى، استخدمه الأكاديون والعموريون والكلدان والسريان والآشوريون في سورية والعراق منذ آلاف السنين قبل الميلاد، تقدر بنحو 6769 سنة، وحافظت الطوائف المسيحية في سورية على إقامته والاحتفال به على مدار 12 يوماً من كل سنة، مع بدء رأس السنة الآشورية والبابلية في إبريل/ نيسان من كل عام، وارتبط الاحتفال بعيد أكيتو بالعلاقة بين آلهة القمر "نانا" وآلهة الشمس "أوتو" لدى الآشوريين وحضارات بلاد ما بين النهرين، وتختلف الروايات التاريخية بخصوص هذا العيد.
ولايخفي الآشوريون في مدينة القامشلي، شمال شرق سورية، حزنهم كون هذا العيد الذي يشكل رمزاً للسلام بالنسبة لهم لن يتم هذا العام ولن تكون فرحته مكتملة، ويقول فرات خليل لـ"العربي الجديد": "عيدنا يشبه عيد نوروز بطقوسه لكنه يدوم لـ12 يوماً، نحتفل بالربيع والطقس الجميل، الرجال يرتدون ألبسة تراثية، سراويل فضفاضة وأوشحة طويلة وريشاً ملونة توضع لطيات العمامة، وتقام الرقصات الشعبية في الساحات والأماكن العامة، نغني ونحتفل".
ويضيف خليل "نحن نقدر الظرف الصعب الذي نمر به في الوقت الحالي، ممكن أن نحتفل على نطاق ضيق مع عوائلنا في المنازل، أو عبر الأسطح مع الجيران، لن ندع هذا الاحتفال المقدس يمر كباقي أيام السنة العادية، ولن نخفي فرحتنا أو نكتمها أبداً".
ويشكل الأشوريون ثلث مسيحيي سورية تقريباً، حيث غادر قسم كبير منهم بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 واتجهوا لمحافظة الحسكة، كما تعرضوا للقمع في بداية ثلاثينيات القرن الماضي في العراق، حيث دُمرت قراهم لتتوالى هجراتهم نحو الخابور في سورية.
وتشير رزان (35 عاماً) التي تقيم في مدينة القامشلي أنها ستحتفل بشكل رمزي بالتأكيد بالعيد، وتقول لـ"العربي الجديد": "سأجتمع مع الأقارب والصديقات على نطاق ضيق وإن لم يمكن ذلك، سنقيم الاحتفال على مستوى العائلة فقط، نترقب هذه الأيام من عام لآخر لنفرج عن أنفسنا بعض الشيء، لنذهب لعالم بعيد عن الحرب والصراع والقمع، لعالم نعيش فيه أياماً من الفرح والسلام في عيد سيبقى رمزاً لنا ولأولادنا ولكافة الآشوريين، وستزول غمامة كورونا ونحتفل في العام القادم".