محمد عامر واحد من نحو 4 آلاف مصفف للشعر في قطاع غزة، وهؤلاء يشغلون نحو 4 آلاف آخرين، ويعتاشون جميعا، ومعهم ذووهم من هذه المهنة التي تدر دخلاً جيداً، خاصة في المواسم والأعياد والمناسبات.
وقال عامر لـ"العربي الجديد"، إنّه كان يأمل في موسم العيد أن يسدد ما عليه من ديون بسبب تجهيز شقّة في بيت عائلته، إلا إنّ كورونا قلص حركة الزبائن، رغم اتخاذه كل إجراءات السلامة والوقاية.
وقال مصفف الشعر أحمد البنا، إن أزمة كورونا أثرّت على كل المهن، لكن مهنتنا تراجعت بشكل غير متوقع نظراً لحساسيتها في العمل والأدوات. وأضاف لـ"العربي الجديد": "في أصعب سنوات الحصار، وخلال عدة حروب على قطاع غزة، لم تتأثر مهنة الحلاقة كما تأثرت بسبب فيروس كورونا. تخوف الناس من الفيروس، والقلق من انتشاره أمر طبيعي، إذ يعمل الحلاق على الجلد والشعر".
أوضاع صالونات التجميل النسائية ليست أحسن حالاً من نظيرتها الرجالية، فقد تأثرت هي الأخرى بالجائحة، وخصوصا بعد تعطل الأفراح منذ حلول الأزمة. وقالت وفاء التي تعمل في أحد الصالونات النسائية، إنّ إدارة الصالون قامت بتسريحها من العمل بسبب الأزمة، إذ توقف العمل.
وأوضحت لـ"العربي الجديد"، أنّها كانت تحقق دخلا جيدا من الصالون الذي كان يزدحم في المواسم، وفي الأفراح، إلا إنّ إعلان الطوارئ، وتوقف الأفراح والمناسبات أوقفا مصدر رزقها، ومثلها كثير من زميلاتها في الصالونات.
وقال المزّين بكير، إنّه "منذ مطلع شهر مارس، تراجع إقبال الزبائن على الصالونات بشكل كبير، مما أثر على المهنة وأصحابها، ورغم الإجراءات الصحية والوقائية التي تتخذها الصالونات، وتخصيص أداوت لكل زبون حديثاً، واستخدام أدوات التعقيم المختلفة، إلا إنّ الزبائن مازالوا خائفين من زيارة الصالونات. كثير من أصحاب صالونات الحلاقة منحوا العاملين لديهم إجازات مفتوحة بسبب الأزمة وتردي الأوضاع المادية".
وتكبد معظم أصحاب صالونات التجميل بغزة خسائر فادحة بسبب ما يتراكم عليهم من أجرة الصالونات، وفواتير مولدات الكهرباء، ورسوم البلدية، عدا أنّ كثيرا منهم يسكنون في بيوت مؤجرة، وبعضهم لم يتمكن من توفير أجرة البيت، فضلا عن عبء المصروفات المعيشية اليومية.
وقال الناطق باسم نقابة العاملين في مهنة الحلاقة في قطاع غزة، محمد بكير، لـ"العربي الجديد"، إن "نسبة الضرر الواقعة على أصحاب صالونات التجميل في القطاع تجاوزت 90 في المائة، ونحو 80 في المائة من الزبائن امتنعوا عن زيارة صالونات الحلاقة، والبعض الآخر يكتفي بقص شعره دون حلق اللحية خوفاً من العدوى، رغم عدم وجود المرض داخل القطاع".
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، تعافي 14 مصابا من فيروس كورونا من الفلسطينيين العائدين عبر معبر رفح البري، من بين 20 مصابا بالفيروس في القطاع وصفت حالتهم جميعاً بالمطمئنة، واتخذت الوزارة إجراءات وقائية مشددة في استقبال وتسكين العائدين في أماكن خاصة بالحجر الصحي.