كورونا يغيّر التحية: أعطِ الزهور لا القبلات

03 مارس 2020
ملصق في ميلان يمثّل تضامن إيطاليا والصين (Getty)
+ الخط -
من رد اليد الممدودة بالتحية إلى تجنب التقبيل أو العناق، مروراً بالمصافحة بالقدم، تتغير عادات الشعوب حول العالم في محاولة للتقليل من عدوى فيروس كورونا عبر التواصل البشري المباشر، استجابةً لتعليمات خبراء الصحة.

تخطت حصيلة فيروس كورونا المستجد، أول أمس الإثنين، عتبة ثلاثة آلاف وفاة في العالم، فيما يتواصل تفشي المرض، لا سيما في إيطاليا وكوريا الجنوبية، حيث تسجَّل زيادة كبيرة في عدد الإصابات، وفي فرنسا حيث أُغلق متحف اللوفر.

تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا 150 حالة في 12 دولة عربية، غالبيتهم قادمون من إيران، أو على علاقة بقادمين من إيران، التي قرّرت استبدال المصافحة باليد بالمصافحة بالقدم.

وتوسع استخدام المصافحة وفق وكالة "فرانس برس" بالقدم والكوع في أكثر من دولة كما تظهر مقاطع فيديو منتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، كما اقتُرحت أشكال عديدة أخرى من التحية مثل المصافحة بالظهر، وضم اليد إلى القبضة، والرقص، والورود.

وبينما اقترحت دول أوروبية وعربية ونيوزيلاندا التخلي عن تحيتها التاريخية مثل المصافحة و"الهوجي" والتخشيم والتقبيل، اقترحت دول أخرى العودة إلى تحيتها التقليدية مثل "الواتا" في نيوزيلاندا و"غونغ شو" في الصين.

وكان مصدر هذه التعليمات من الوزارات الوصية والعادات الاجتماعية ومختلف المؤسسات التعليمية والدينية والحكومية.

الصين
في البلاد التي انطلق منها الفيروس، تشجع العلامات الحمراء الناس على عدم تبادل المصافحة براحة اليد، بل استبدالها بضم اليدين معاً والتحية عن بعد كما هو معروف في التحية الآسيوية التقليدية. كما تطلب مكبرات صوت من المواطنين استخدام إيماءة "غونغ شو" التقليدية (راحة اليد فوق القبضة) لقول مرحباً.
وفي ونزهو التي هي من أكثر المدن تضرراً، رفض مسؤولان ساخرين مصافحة مراسل وكالة "فرانس برس" للأنباء، وبادلاه التحية بالكوع بدلاً من ذلك.


إيران
هنا يزدهر شعار "أنا لا أصافح يدك لأنني أحبك" في كل مكان. تنمو هنا طريقة لتحية تتألف من دفع القبضة المغلقة نحو الشخص الآخر الذي يفعل الشيء نفسه من دون أن تلامس اليدين. وطبعاً في بلد إسلامي مثل إيران لا يُسمح بالمصافحة بين الرجال والنساء.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تشغيل مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر فيه ثلاثة رجال، اثنان منهم يرتديان قناعاً وأيديهم في جيوبهم، يحيون بعضهم البعض بمرح من خلال نقر الواحد منهم على قدم الآخر.
وتحمل هذه الطريقة اسم footshake (المصافحة بالقدم)، وهي طريقة جديدة لقول "مرحباً" في عصر فيروس كورونا.
وأعادت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية، سيلفي برياند، تغريد إعادة طرق بديلة للتحية، مثل التحية بالقدم والكوع مع الكوع.



فرنسا
في الأيام الأخيرة، كانت الصحف مليئة بالنصائح حول السلوكيات الجديدة التي يجب تبنيها لتحل محل المصافحات والقبلات. واستجوبت العديد منها خبير أسلوب الحياة، فيليب ليشتفوس، الذي ما فتئ يذكر بأن المصافحة طريقة تحية حديثة نسبياً، يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، وهي تقليد غربي جداً.

نيوزيلاندا
تخلت عدة مؤسسات عن "الهوجي"، وهي التحية التقليدية لشعب الماوري التي تشبه عادات الخليج في تلاقي الجبهتين والأنفين. واستبدلت جامعة في ويلنغتون "الهوجي" بـ"الواتا"، وهي أغنية ماورية، لحفل استقبال الطلاب الجدد.

ألمانيا
كمثال على السلوكيات الصحية والاجتماعية الجديدة، رفض وزير الداخلية الألماني، هورست سيهوفر، مصافحة يد المستشارة أنجيلا ميركل الممدودة، وضحك المسؤولان معاً من الحادثة.



إسبانيا
قد يُمنع تقبيل السيدة العذراء في إسبانيا خلال الأسبوع المقدس الذي يحل في أوائل إبريل/نيسان. وهو واحد من التدابير المحتملة بحسب مسؤول الصحة الوطني، فرناندو سيمون.
وخلال الأسبوع المقدس، وهو أمر أساسي في إسبانيا الكاثوليكية، تجري المواكب في جميع أنحاء البلاد حيث يتبع عدد لا يحصى من المؤمنين بعضهم بعضاً لتقبيل أيدي أو قدمي العذراء أو القديسين على وجه الخصوص وطلب الحماية لهم.

رومانيا
انتشرت مقولة "أعطِ الزهور، لا القبلات" في رومانيا حيث من المرجح أن يفسد الخوف من الفيروس أسبوع "الشهيد" الذي يسبق يوم المرأة العالمي في 8 مارس/آذار.
ونصح وزير الدولة للصحة الرجال بعدم تقبيل النساء عند تقديم باقة من الزهور لهن وتميم حظ كما يتطلب التقليد في أوائل الربيع. وقال نيلو تاتارو في لقاء مع الصحافة: "نحن نقدم الزهور وليس القبلات".
هذا وأذنت الكنيسة الأرثوذكسية لأتباعها بعدم تقبيل الرموز في الكنائس، واستخدام ملعقة يمكن التخلص منها.


لبنان
بدأ اللبنانيون أيضاً يتبنون فلسفة التحية بالقدم، حيث يظهر مقطع فيديو للفنان راغب علامة والكوميدي ميشال أبو سليمان يركلان أقدام بعضهما أربع مرات في بهجة، مع إصدار صوت قبلات من بعيد.
ونشر الإعلامي نيشان صورة من عزاء والدة المطرب جورج وسوف، عُلق فيه لافتة كتب عليها "حفاظاً على سلامة الجميع يرجى عدم التقبيل".


البرازيل
أوصت وزارة الصحة البرازيليين بألا يشاركوا مصاصتهم المعدنية المستخدمة لارتشاف مختلف المشروبات التقليدية في البلاد وأميركا اللاتينية. كما تم حث المواطنين على تجنب التقبيل بكل أشكاله حتى لو لم يكن على الفم.

أستراليا
حث وزير صحة ولاية نيو ويلز، براد هزارد، الأستراليين على التلامس بالظهر بدلاً من المصافحة، مؤكداً أن "الأمر يتعلق بعدم تقبيل أي شخص".


مصر
في مصر تداولت مواقع التواصل الاجتماعي شعار "مش حنسلم مش حنبوس، مش حاننشر الفيروس"، في تفاعل ساخر مع تعليمات عدم التصافح البشري والتحايا التقليدية المنتشرة في العالم العربي.

السعودية
نشر الكاتب المهتم بشؤون الديموغرافيا والتنمية العربية، رشود الخريف، عمود رأي في صحيفة "الرياض" السعودية، طالب فيه بإعادة النظر في أشكال شتى من التحية بالتزامن مع الفيروس وعلى رأسها "التخشيم".
وذكّر الكاتب بأن التخشيم، أي ملامسة أطراف الأنوف لبعضها، "من العادات التي ينبغي أن تختفي في طريقة التحية والسلام بين الأشخاص"، إلى جانب التقبيل المباشر في الفم أو الخدين، بحسب رأيه.

المغرب
وفي المغرب عاد المغاربة لتبادل مقطع لإعلامي في الإذاعة ينتقد كثرة التقبيل في العادات المغربية، ويطلب من كل شخص حوله ألا يقبله.
المساهمون