الحظر المفروض على الطلاب الصينيّين في روسيا، إضافة إلى التمييز في حقهم، دفع طلاباً روساً إلى مساعدة زملائهم عن بعد
بعد فرض السلطات الروسية حظراً على سفر المواطنين الصينيّين بالتزامن مع عطلة منتصف العام في الجامعات، أصبح آلاف الطلاب الصينيّين المسجلين في الجامعات الروسية عالقين في بلدهم، ما يهدد عامهم الدراسي في حال إطالة أمد القيود المفروضة على سفرهم. كما تتبلور في مختلف المدن الروسية ملامح التمييز بحق أبناء الجالية الصينية، وسط تمديد حظر سفر الصينيين إلى روسيا حتى إبريل/ نيسان المقبل، على خلفية تمدد فيروس كورونا الجديد.
على الرغم من ذلك، ثمّة مبادرات في الجامعات الروسية لمشاركة المناهج مع الزملاء الصينيين حتى لا يتخلفوا عن غيرهم في متابعة دراستهم إلى أن تسمح الظروف بعودتهم إلى روسيا، بحسب مديرة مركز دراسة القضايا الاجتماعية ــ الاقتصادية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ التابع لجامعة "سانت بطرسبرغ" الاقتصادية الحكومية، تاتيانا أورجومتسيفا. وتقول لـ "العربي الجديد" من العاصمة الشمالية الروسية: "يدرس في جامعتنا نحو 500 طالب صيني، وقد سافر نصفهم إلى بلدهم لقضاء عطلة نصف السنة، ولم تتسن العودة قبل فرض الحظر سوى لعشرات منهم. لذلك، أطلقنا مبادرة دراسة بلا حدود حتى يواصلوا تعليمهم عن بعد". وتوضح أن زملاءهم يرسلون لهم ملخصات المحاضرات، في وقت يتولون هم إعداد الواجبات ويعيدون إرسالها. ونحن على تواصل معهم جميعاً، آملين أن ينتهي هذا الوضع في أقرب وقت. إضافة إلى ذلك، يتحدث معهم الزملاء الروس بواسطة تطبيق سكايب حتى لا ينسوا اللغة الروسية".
اقــرأ أيضاً
وحول الإجراءات المتبعة مع الطلاب الصينيين الموجودين في روسيا والمعاملة التي يتلقونها، توضح: "من لم يسافر إلى الصين في منتصف العام الدراسي، يواصل دراسته والحضور بشكل طبيعي. أما من سافروا وعادوا، فيخضعون للحجر الصحي لمدة أسبوعين، ثم يفحصهم الطبيب ويسمح لهم بالحضور إلى الجامعة بعد التأكد من سلامتهم. صحيح أن هناك حالة من القلق بسبب كورونا، لكن الزملاء يسعون إلى دعمهم".
وتذكر بأن وزارة التعليم والعلوم الروسية أصدرت في يناير/ كانون الثاني الماضي قراراً بتمديد عطلة نصف السنة للطلاب الصينيين حتى مارس/ آذار المقبل، ما يتيح لهم البقاء في بلدهم من دون احتسابهم غائبين عن الدراسة. وطالب النادي الروسي الصيني التابع للجامعات الروسية الأخرى بالانضمام إلى المبادرة في ظل تزايد عدد الطلاب الصينيين في روسيا عاماً بعد عام.
وعلى الرغم من تأكيد الكرملين في منتصف هذا الأسبوع استبعاد احتمال اتخاذ إجراءات
تمييزية بحق الصينيين في روسيا، على خلفية انتشار كورونا الجديد، إلا أن ثمة مؤشرات تؤكد تعرض بعض الرعايا الصينيين في روسيا لسوء المعاملة، ما دفع السفارة الصينية لدى روسيا إلى توجيه خطاب للسلطات المحلية في موسكو للمطالبة بعدم المبالغة في إجراءات تفتيش الصينيّين. وبحسب نص الخطاب المسرب الذي نشرته صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية، فإن عاملين في مترو الأنفاق في موسكو يخضعون مواطنين صينيين للتفتيش. كما أشارت السفارة إلى أن مثل هذه الإجراءات لا تتخذها الولايات المتحدة ولا أي بلد غربي آخر، داعية إلى عدم التمييز.
على الرغم من ذلك، دافع عمدة موسكو سيرغي سوبيانين عن الإجراءات المتخذة بحق الصينيين وإخضاعهم للحجر الصحي، قائلاً في خطابه إلى السفير الصيني: "أطلب منكم تفهم هذه الإجراءات الاضطرارية الهادفة إلى منع انتشار عدوى فيروس كورونا في واحدة من أكبر المدن الأوروبية، ودعوة المواطنين الصينيين القادمين إلى موسكو للالتزام التام بنظام العزل".
وفي مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان، علق أحد بيوت الشباب إعلاناً على مدخله يمنع دخول الصينيين القادمين حديثاً من بلدهم، عازياً الأمر إلى "الحرص على صحة الرواد".
من جهتها، تشير مديرة مركز بحوث العلاقات بين القوميات في موسكو ليوكاديا دروبيجيفا، إلى أنه لا يمكن الجزم بتغيير موقف الروس من الصينيين نحو الأسوأ في ظل عدم إجراء أي دراسة، مضيفة لـ "العربي الجديد": "هناك أشخاص يقولون إنهم لم يغيروا معاملتهم للصينيين، وآخرون يعترفون بأنهم يتجنبونهم. أما إخضاع القادمين من الصين للحجر الصحي وتحويل الطلاب الصينيين للدراسة عن بعد، فهما من الإجراءات الضرورية لمنع تمدد كورونا كما حدث في إيطاليا".
وكانت روسيا قد فرضت في بداية فبراير/ شباط قيوداً صارمة على حركة النقل الجوي وعلقت حركة القطارات مع الصين. واعتباراً من 20 فبراير/ شباط، منع مواطنون صينيون من دخول البلاد، سواء كانوا سياحاً أو طلاباً أو رجال أعمال، مع إعفاء ركاب رحلات الترانزيت عبر المطارات الروسية من الحظر.
على الرغم من ذلك، ثمّة مبادرات في الجامعات الروسية لمشاركة المناهج مع الزملاء الصينيين حتى لا يتخلفوا عن غيرهم في متابعة دراستهم إلى أن تسمح الظروف بعودتهم إلى روسيا، بحسب مديرة مركز دراسة القضايا الاجتماعية ــ الاقتصادية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ التابع لجامعة "سانت بطرسبرغ" الاقتصادية الحكومية، تاتيانا أورجومتسيفا. وتقول لـ "العربي الجديد" من العاصمة الشمالية الروسية: "يدرس في جامعتنا نحو 500 طالب صيني، وقد سافر نصفهم إلى بلدهم لقضاء عطلة نصف السنة، ولم تتسن العودة قبل فرض الحظر سوى لعشرات منهم. لذلك، أطلقنا مبادرة دراسة بلا حدود حتى يواصلوا تعليمهم عن بعد". وتوضح أن زملاءهم يرسلون لهم ملخصات المحاضرات، في وقت يتولون هم إعداد الواجبات ويعيدون إرسالها. ونحن على تواصل معهم جميعاً، آملين أن ينتهي هذا الوضع في أقرب وقت. إضافة إلى ذلك، يتحدث معهم الزملاء الروس بواسطة تطبيق سكايب حتى لا ينسوا اللغة الروسية".
وحول الإجراءات المتبعة مع الطلاب الصينيين الموجودين في روسيا والمعاملة التي يتلقونها، توضح: "من لم يسافر إلى الصين في منتصف العام الدراسي، يواصل دراسته والحضور بشكل طبيعي. أما من سافروا وعادوا، فيخضعون للحجر الصحي لمدة أسبوعين، ثم يفحصهم الطبيب ويسمح لهم بالحضور إلى الجامعة بعد التأكد من سلامتهم. صحيح أن هناك حالة من القلق بسبب كورونا، لكن الزملاء يسعون إلى دعمهم".
وتذكر بأن وزارة التعليم والعلوم الروسية أصدرت في يناير/ كانون الثاني الماضي قراراً بتمديد عطلة نصف السنة للطلاب الصينيين حتى مارس/ آذار المقبل، ما يتيح لهم البقاء في بلدهم من دون احتسابهم غائبين عن الدراسة. وطالب النادي الروسي الصيني التابع للجامعات الروسية الأخرى بالانضمام إلى المبادرة في ظل تزايد عدد الطلاب الصينيين في روسيا عاماً بعد عام.
وعلى الرغم من تأكيد الكرملين في منتصف هذا الأسبوع استبعاد احتمال اتخاذ إجراءات
تمييزية بحق الصينيين في روسيا، على خلفية انتشار كورونا الجديد، إلا أن ثمة مؤشرات تؤكد تعرض بعض الرعايا الصينيين في روسيا لسوء المعاملة، ما دفع السفارة الصينية لدى روسيا إلى توجيه خطاب للسلطات المحلية في موسكو للمطالبة بعدم المبالغة في إجراءات تفتيش الصينيّين. وبحسب نص الخطاب المسرب الذي نشرته صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية، فإن عاملين في مترو الأنفاق في موسكو يخضعون مواطنين صينيين للتفتيش. كما أشارت السفارة إلى أن مثل هذه الإجراءات لا تتخذها الولايات المتحدة ولا أي بلد غربي آخر، داعية إلى عدم التمييز.
على الرغم من ذلك، دافع عمدة موسكو سيرغي سوبيانين عن الإجراءات المتخذة بحق الصينيين وإخضاعهم للحجر الصحي، قائلاً في خطابه إلى السفير الصيني: "أطلب منكم تفهم هذه الإجراءات الاضطرارية الهادفة إلى منع انتشار عدوى فيروس كورونا في واحدة من أكبر المدن الأوروبية، ودعوة المواطنين الصينيين القادمين إلى موسكو للالتزام التام بنظام العزل".
وفي مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان، علق أحد بيوت الشباب إعلاناً على مدخله يمنع دخول الصينيين القادمين حديثاً من بلدهم، عازياً الأمر إلى "الحرص على صحة الرواد".
من جهتها، تشير مديرة مركز بحوث العلاقات بين القوميات في موسكو ليوكاديا دروبيجيفا، إلى أنه لا يمكن الجزم بتغيير موقف الروس من الصينيين نحو الأسوأ في ظل عدم إجراء أي دراسة، مضيفة لـ "العربي الجديد": "هناك أشخاص يقولون إنهم لم يغيروا معاملتهم للصينيين، وآخرون يعترفون بأنهم يتجنبونهم. أما إخضاع القادمين من الصين للحجر الصحي وتحويل الطلاب الصينيين للدراسة عن بعد، فهما من الإجراءات الضرورية لمنع تمدد كورونا كما حدث في إيطاليا".
وكانت روسيا قد فرضت في بداية فبراير/ شباط قيوداً صارمة على حركة النقل الجوي وعلقت حركة القطارات مع الصين. واعتباراً من 20 فبراير/ شباط، منع مواطنون صينيون من دخول البلاد، سواء كانوا سياحاً أو طلاباً أو رجال أعمال، مع إعفاء ركاب رحلات الترانزيت عبر المطارات الروسية من الحظر.