كورونا يعصف بسياحة فرنسا... والنفط يخسر 1.42 دولار

24 فبراير 2020
بورصة هونغ كونغ منيت بخسائر (Getty)
+ الخط -

عصف فيروس كورونا بقطاع السياحة الفرنسي، وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير إن عدد السياح في الدولة الأوروبية تراجع بنحو 30% إلى 40% بسبب كورونا، مشيرًا إلى أن ذلك ستكون له تداعيات على الاقتصاد.

وأضاف لو مير في حديث لشبكة "سي إن بي سي"، الأحد، أن هناك 2.7 مليون سائح صيني يزورون فرنسا كل عام، مشيرًا إلى أن ذلك العدد سيختلف في العام الجاري بالتأكيد. وأعلنت فرنسا عن اثني عشر إصابة بفيروس "كورونا" حتى الآن، فضًلا عن حالة وفاة واحدة.

ولا تزال المخاوف من فيروس كورونا تضرب الأسواق في آسيا وتدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة في الذهب والدولار بينما تنخفض أسعار السلع والنفط.

وحسب وكالة "رويترز"، تسبب الانتشار السريع لفيروس "كورونا" خارج الصين في إثارة قلق مستثمري أسواق النفط، ما أثر سلباً على الطلب وأدى لنزول الأسعار، فيما قفز الذهب بأكثر من 2% بفضل زيادة الطلب.

وفي التعاملات الصباحية، تراجع خام برنت 1.42 دولار أو ما يعادل 2.4% إلى 57.08 دولارا للبرميل، كما نزلت العقود الآجلة للخام الأميركي 1.26 دولار أو 2.4% إلى 52.12 دولارا.

وقال محلل الأسواق النفطية إدوارد مويل، لـ"رويترز"، إنه "من المرجح أن يزداد تضرر الطلب، إذ ستنمو قيود السفر على الأرجح في الوقت الذي يصبح فيه تفشي فيروس كورونا تهديداً عالمياً"، مضيفاً أن "أسعار النفط ستظل عرضة للخطر، إذ إن المتعاملين في الطاقة لم يضعوا في الحسبان أن يصبح كورونا وباء".


في المقابل، ارتفع الذهب أكثر من 2%، اليوم الاثنين، ليسجل أعلى مستوى منذ فبراير/شباط 2013، إذ فاقم ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كورونا" في عدة دول المخاوف من تضرر النمو الاقتصادي العالمي، ما حفز الإقبال على المعدن الأصفر الذي يعتبر ملاذاً آمناً.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1.2% إلى 1663.06 دولارا للأونصة في التعاملات الصباحية بلندن، وفي التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة ارتفع الذهب 1% إلى 1665 دولاراً.

وواصلت الأسهم العالمية خسائرها مع نمو المخاوف بشأن انتشار المرض خارج الصين والزيادة الحادة في أعداد الإصابات في إيطاليا وإيران، في حين أعلنت كوريا الجنوبية رفع مستوى التأهب للأمراض المعدية إلى أعلى مستوياته.

وتراجعت مؤشرات الأسهم الكورية الجنوبية، في نهاية تعاملات الإثنين، إلى أدنى مستوى في نحو ثلاثة أشهر، بفعل أسهم شركات الطيران، وذلك بعد الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بفيروس كورونا.

وفي شنغهاي، تراجعت مؤشرات الأسهم الصينية في نهاية تعاملات اليوم، الإثنين، إذ تراقب الأسواق آخر تطورات فيروس كورونا، مع ارتفاع عدد الإصابات إلى أكثر من 77 ألف شخص وتجاوز الوفيات 2500 شخص.

وسجلت البورصة الإيطالية تراجعًا حادًا خلال تعاملات الإثنين، وسط انتشار الفيروس في البلاد، وزيادة درجات الاستعداد القصوى.

وسجلت إيطاليا رابع حالة وفاة بفيروس "كورونا"، كما أن إجمالي عدد المصابين وصل إلى 130 شخصًا، وأخذت الدولة الأوروبية تدابير احتياطية في مواجهة الفيروس المتفشي، وتمثلت في الحجر الصحي لعشرات المدن، فضًلا عن إغلاق الأماكن العامة كالمدارس ودور السينما والمتاحف.


وحذرت الصين، اليوم الاثنين، مواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة، وقالت إن السياح الصينيين لاقوا معاملة غير عادلة هناك بسبب إجراءات مغالى فيها للوقاية من فيروس كورونا. كما استشهد بيان لوزارة السياحة الصينية أيضا بالتحذير من "الوضع الأمني" في الولايات المتحدة.

وانتقدت الصين مراراً الولايات المتحدة بسبب ما اعتبرته رد فعل مبالغاً فيه على انتشار الفيروس والذي شمل قيوداً على دخول الزوار من الصين.

ومن جانبه، صرح الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس الأحد، بأن وباء كورونا بمثابة أزمة واختبار كبيرين للصين، مشيراً إلى أن الفيروس المتفشي أصبح حالة صحية عاجلة تنتشر سريعاً ومن الصعب احتواؤها.

وعند الإقفال، تراجع مؤشر "شنغهاي المركب" بنسبة 0.3% عند 3031 نقطة، بينما صعد "شنتشن المركب" بنسبة 1.4% إلى 1933 نقطة. واستقرت العملة الصينية أمام الدولار عند 7.0323 يوان.

المستثمرون يشترون الدولار

تراجعت عملات آسيوية اليوم الاثنين في الوقت الذي قاد فيه الانتشار السريع لفيروس كورونا خارج الصين المخاوف من وباء ودفع المستثمرين للإقبال على أصول الملاذ الآمن في الذهب والدولار والفرنك السويسري. وتراجعت عملات الصين وأستراليا ونيوزيلندا كما هوت عملات الأسواق الناشئة.

وسجل الدولار الأسترالي أدنى مستوى في 11 عاما في التعاملات المبكرة، ونزل الدولار النيوزيلندي نصفا بالمئة، قبل أن يتعافى قليلا، بجانب اليوان مع أنباء عن تقليص أقاليم صينية لقيود الطوارئ.

لكن ذلك التيسير قدم القليل من الدعم في مكان آخر، مع نزول الوون الكوري الجنوبي نحو واحد بالمئة لأدنى مستوى في ستة أشهر. واقتفت الروبية الإندونيسية، المحمية إلى حد كبير باستقلالها النسبي عن التجارة الصينية، أثر عمليات بيع عامة في الأسواق الناشئة لتنخفض واحدا بالمئة.

ومقابل سلة من العملات، عاود الدولار الأميركي الاتجاه صوب ذروة ثلاث سنوات تقريبا وهو المستوى الذي لامسه الأسبوع الماضي.

وارتفع الدولار مقابل اليورو إلى 1.0820 دولار ومقابل الجنيه الاسترليني إلى 1.2942 دولار، بينما استقطب الفرنك السويسري بعض التدفقات الباحثة عن الملاذ الآمن أيضا وصعد 0.3 بالمئة مع ارتفاع الدولار. ومقابل اليورو، استقر الفرنك عند أعلى مستوى في أربع سنوات ونصف السنة.

من جانبه، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إنه لا يتوقع أن يكون لفيروس كورونا تأثير مهم على اتفاق المرحلة واحد التجاري بين الولايات المتحدة والصين، لكن قد يتغير الوضع مع ورود المزيد من البيانات في الأسابيع المقبلة.

وحذر منوتشين في مقابلة مع "رويترز"، من القفز إلى استنتاجات بشأن أثر ما وصفه "بمأساة إنسانية" على الاقتصاد العالمي أو قرارات الشركات حيال سلاسل التوريد. وقال إن من السابق لأوانه معرفة ذلك بكل بساطة.

وتابع أن الصين تركز في الوقت الحالي على الفيروس، لكن واشنطن لا زالت تتوقع أن تفي بكين بالتزاماتها بشراء المزيد من السلع والخدمات الأميركية بموجب الاتفاق.

وتابع "لا أتوقع أن يكون لذلك تأثير على المرحلة واحد. استناداً إلى كل ما نعرفه الآن وما وصل إليه الفيروس. لا أتوقع أن يكون هناك تأثير مهم".

وأضاف "بالطبع قد يتغير ذلك مع تطور الوضع. في غضون الأسابيع القليلة المقبلة سيكون لدينا تقييم أفضل مع توافر بيانات أكثر عن معدل انتشار الفيروس"، مشيراً إلى أن التفشي قد يرجئ بدء مفاوضات تعميق اتفاق التجارة مع بكين والتوصل لاتفاق المرحلة اثنين ولكنه أوضح أنه ليس قلقاً حيال ذلك في الوقت الحالي.

وقال "إذا توصلنا إلى صفقة مناسبة قبل الانتخابات، فهذا عظيم. إذا توصلنا إليها بعد الانتخابات، فهذا عظيم. لا نشعر بأي ضغط بطريقة أو بأخرى"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر أن تجرى في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، والمتوقع أن يسعى خلالها الرئيس دونالد ترامب لأن يعاد انتخابه.

المساهمون