ضرب فيروس كورونا الجديد صناعة الطيران العالمية، ليدفع عملاقي الصناعة "بوينغ" و"إيرباص" نحو هبوط اضطراي، وسط توقعات بالاندفاع نحو الاقتراض وتقليص الأعمال.
وأبلغ ديف كالهون، الرئيس التنفيذي لبوينغ الأميركية، المساهمين أن الشركة ستحتاج لاقتراض المزيد من الأموال على مدار الأشهر الستة القادمة، ولا تتوقع استئناف توزيعات الأرباح لسنوات.
وقال كالهون خلال الاجتماع العام السنوي للشركة الذي عقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة وفق وكالة رويترز في وقت متأخر من مساء، أمس الاثنين إن الاقتراض ضروري "لاجتياز هذه اللحظات الصعبة فعلا، ورصد السيولة المناسبة لسلسلة الإمداد".
وتتزايد صعوبات بوينغ مع تفشي فيروس كورونا الذي جمد رحلات الطيران العالمية، بينما كانت تعاني بالأساس من أجل إعادة طائراتها 737 ماكس إلى الخدمة، بعد حادثي تحطم دمويين العام الماضي.
ووفق الرئيس التنفيذي للشركة فإن بوينغ تتوقع أن يستغرق الأمرعامين إلى ثلاثة حتى يعود السفر جواً إلى مستويات 2019، وبضع سنوات إضافية لعودة الصناعة إلى اتجاه النمو في الأجل الطويل.
وحذر المساهمين من أنه ليس واثقا بأن بوينغ ستستأنف دفع توزيعات الأرباح في الأجل المتوسط. وقال "تلك عملية قد تستغرق ثلاثة إلى خمسة أعوام... ستكون هناك فترة من الزمن قبل أن ترجع توزيعات الأرباح".
وفي الشهر الماضي سحبت بوينغ، التي ستعلن نتائجها المالية للأشهر الثلاثة الأولى من العام، غدا الأربعاء، خطاً ائتمانياً بكامله بلغ 13.8 مليار دولار. وبلغت تسليمات الشركة في الربع الأول ثلث المستوى الذي سجلته في الفترة نفسها من العام الماضي، والذي بلغ 149 طائرة، وهو أدنى مستوى للربع الأول منذ عام 1984.
وقالت مصادر في الشركة، الأسبوع الماضي، إنه سيتم تقليص عدد الموظفين العاملين في وحدة الطيران المدني بنسبة 10 في المائة، للحد من التكاليف.
وستطاول عمليات خفض عدد الموظفين وحدة تصنيع طراز 737 ماكس الممنوعة من التحليق منذ أكثر من عام، وكذلك وحدتي تصنيع طرازي 787 و777.
وسيطاول اقتطاع الوظائف ما يصل إلى 7 آلاف عامل. علما أن عدد موظفي الشركة يتخطى 160 ألفا في العالم، بينهم 70 ألفا في ولاية واشنطن، حيث يتم تجميع غالبية الطائرات المدنية التي تنتجها الشركة. علما أن طراز 787 يتم إنتاجه جزئيا في كارولاينا الجنوبية.
وأمس الاثنين، أصدرت أيضا شركة صناعة الطائرات الأوروبية "إيرباص" تقييما قاتما لتأثير أزمة فيروس كورونا، وطلبت من العاملين في الشركة، وعددهم 135 ألفا، التأهب لاحتمال خفض أكبر للوظائف، وحذّرت من أن بقاءها على المحك في غياب تحرك فوري.
وفي خطاب للعاملين، قال غيوم فوري، الرئيس التنفيذي للشركة، وفقا لوكالة رويترز، إن إيرباض "تنزف سيولة بسرعة غير مسبوقة"، وإن الانخفاض الأخير لثلث معدلات التشغيل أو أكثر لا يعكس التصور الأسوأ وسيظل قيد المراجعة.
وبدأت إيرباص تطبيق برامج منح إجازات تدعمه الحكومة، وكانت البداية مع ثلاثة آلاف عامل في فرنسا. إلا أن فوري يقول "الآن ربما نحتاج إلى خطة لإجراءات أوسع نطاقا"، وتابع أن "بقاء إيرباص محل شك إذا لم نتحرك الآن".
وألغت "إيرباص"، في مارس/آذار الماضي، تسديد حصص الأرباح إلى مساهميها للعام 2019 وكذلك توقعاتها لنتائج عام 2020.
وتفرض الحكومات في أنحاء العالم قيوداً صارمة على السفر، بما في ذلك منع مغادرة مواطنيها ودخول الأجانب، مما ساهم في توقف فعلي لحركة السفر الدولي بسبب جائحة الفيروس، ومن غير الواضح متى ستخفف تلك القيود.