وألقى الوباء العالمي بظلاله على افتتاح الدورة التشريعية الجديدة، عبر اتخاذ تدابير وقائية تمثلت في الاقتصار على حضور عدد محدود من النواب للجلسات العمومية، وارتداء الكمامات الواقية، وتوزيع أماكن الحاضرين، بشكل يحترم التباعد المطلوب، وتوزيع سوائل تعقيم الأيدي.
وكانت رئاسة الغرفة الأولى في البرلمان المغربي قد توصلت، في وقت سابق، إلى اتفاق مع رؤساء الفرق النيابية، بأن يحصر الحضور في الجلسة الافتتاحية، برؤساء الفرق، وعضوين من كل فريق، وهي الصيغة التي ستعتمد أيضاً خلال عقد جلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة، يوم الاثنين المقبل، حول سؤال محوري يتعلق بتداعيات جائحة كورونا، والإجراءات المتخذة لمحاربتها. فيما تقرر، خلال الجلسات المخصصة للأسئلة الشفوية، الاكتفاء باستدعاء قطاع واحد في كل الجلسة، مع حضور أكبر لقطاع الصحة، إلى جانب قطاعات أخرى معنية بتدبير الجائحة.
إلى ذلك، خيمت جائحة كورونا وما تحمله من تحديات، على الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، خلال افتتاح الدورة التشريعية، معتبراً أنّ "الرهان اليوم هو الاصطفاف في جبهة واحدة لمحاربة تفشي الوباء".
وقال المالكي: "في هذا الظرف الدقيق، نحن مطالبون بمزيد من اليقظة والحزم، من أجل ربح معركة القضاء على الجائحة وتمنيع بلادنا، والاستمرار في التعبئة من أجل الالتزام بالإجراءات التي تأمر بها السُّلُطاتُ العموميةُ في مجالات السلامةِ والنظافةِ واحترام تعليمات البقاء في المنازل، والتحلي بروح العيش الجماعي والتكافل والتضامن".
وأوضح أنّ "هذا السياق سيفرض نفسه على الدورة التشريعية التي نفتتحها اليوم، والتي علينا أن نجعل أشغالها، من حيث التنظيم والترتيبات والحضور، وأيضا من حيث المحتوى، ملائمة للسياق والظروف الاستثنائية مع الحرص على الاحترام الدقيق لمقتضيات الدستور وأحكام النظام الداخلي."
وتابع رئيس مجلس النواب: "بالموازاة مع ما يتعين على مجلسنا القيام به من مواكبة وتحفيز للإجراءات العمومية التي تنفذ في مواجهة الجائحة وانعكاساتها المتنوعة، وجعل ذلك في صلب اختصاصاتنا ومهامنا، سيكون علينا مواصلة تنفيذ برنامجنا في مجال الرقابة والتشريع بدراسة مشاريع ومقترحات القوانين المعروضة علينا وخاصة منها ما أحيل علينا خلال الفترة ما بين الدورتين وما سيحال خلال الدورة، وبالتحديد ما يرتبط بسياق مواجهة الوباء وتداعياته".
وفي رسالة مباشرة إلى الفرق النيابية على اختلاف مواقعها، قال المالكي: "إننا في معركة جماعية واحدة، والهدف المشترك اليوم، والمهمة الأساسية الآنية اليوم، هي مواجهة الجائحة وتداعياتها، ما يعني وضع الاختلاف جانبا وتأجيل التدافع السياسي المشروع، وتأجيل التقييم. هذا ما نسير فيه اليوم وما عبرت عنه مختلف ومكونات المجلس وتنخرط فيه، تجسيدا للوحدة الوطنية في هذه المعركة المصيرية".