فاقمت جائحة كورونا الأزمة الاقتصادية في قطاع غزة المحاصر إسرائيلياً إذ سجلت حركة الصادرات والواردات عبر معبر كرم أبو سالم التجاري الواقع أقصى جنوبي القطاع انخفاضاً ملحوظاً خلال الأشهر الأخيرة.
ورغم حالة التحسن في حركة الواردات من القطاع خلال عام 2019 مقارنة بالسنوات التي سبقتها إلا أن الربع الأول من العام الحالي شهد انخفاضاً وتراجعاً كبيراً نتيجة القيود التي فرضتها جائحة كورونا وإجراءات الوقاية المتخذة إلى جانب تراجع الحركة الاقتصادية.
وبحسب مختصين في الشأن الاقتصادي فإن حركة الصادرات كانت الأكثر ضرراً من حركة الواردات، إذ تراجعت بنسبة تتجاوز 60% مقارنة بالفترة التي سبقت جائحة كورونا وهو ما سينعكس بالسلب على الناتج المحلي وواقع التجار وأصحاب المنشآت.
ويقول الباحث في الشأن الاقتصادي أسامة نوفل إن حركة الصادرات تشهد تراجعاً كبيراً نتيجة الانخفاض في ذروة النشاط الاقتصادي في القطاع، إلى جانب تبعات الواقع المعيشي السيئ لأكثر من مليوني مواطن.
ويضيف نوفل لـ"العربي الجديد" أن أحد مسببات حالة التراجع في الواردات الخاصة بالبضائع التجارية يتمثل في ضعف القدرة الشرائية للمواطنين نتيجة التأخر في صرف رواتب الموظفين وانخفاض السيولة النقدية المتوفرة في الأشهر الأخيرة بفعل القيود التي فرضتها جائحة كورونا.
وبحسب الباحث فإنه وبعد قرار السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني فإن جزءاً من الواردات يقدر بنحو 30% يحتاج لتنسيق مسبق مع إسرائيل لإدخاله مثل السيارات والآلات والمعدات في الوقت الذي لا تحتاج 70% من البضائع لتنسيق.
حركة الصادرات كانت الأكثر ضرراً من حركة الواردات، إذ تراجعت بنسبة تتجاوز 60% مقارنة بالفترة التي سبقت جائحة كورونا
ويقول أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر في غزة معين رجب إن هناك علاقة طردية بين حركة الشاحنات عبر المعابر وبين الحركة التجارية في الأسواق المحلية، خصوصاً في ضوء تراجع الطلب في الأسواق بصورة واضحة في الفترة الأخيرة.
ويوضح رجب لـ"العربي الجديد" أن السيولة النقدية تكاد تكون منعدمة مؤخراً أمام عدم انتظام رواتب الموظفين في القطاع الحكومي وارتفاع معدلات البطالة بصورة أكبر بسبب جائحة كورونا وانخفاض الرواتب بسبب التقليصات الحاصلة.
أما عن التراجع الكبير في حركة الصادرات فيرى أستاذ علم الاقتصاد أن أحد المسببات مرتبط بالقيود الإسرائيلية عبر المعابر الخاضعة لسيطرته ومحاولته الحد من وصول المنتجات الفلسطينية للخارج وهو ما يقلص أعداد الشاحنات الخارجة من القطاع للعالم.
ووفقا لرجب فإن تداعيات جائحة كورونا تلعب دوراً إضافياً إلى جانب القيود الإسرائيلية، سيما أن اهتمامات العالم تتركز حالياً على البضائع والسلع التي تخدم الأغراض الصحية من أجل الوقاية من الفيروس، عدا عن القيود والإغلاقات التي صاحبت انتشاره في مختلف دول العالم.