كورونا: آثار مجتمعية خطيرة للوباء

28 يوليو 2020
فحص طفل بلوس أنجليس في الولايات المتحدة (فريدريك جي براون/ فرانس برس)
+ الخط -

بينما يقترب عدد المتعافين من فيروس كورونا الجديد، من عشرة ملايين من أصل أكثر من 16 مليوناً و500 ألف مصاب، فإنّ الآثار الخطيرة التي جرها الوباء لا تتعلق بالجانب الصحي المباشر فقط، بل بمشاكل مجتمعية بعضها صحي وبعضها تربوي تعليمي وبعضها اقتصادي معيشي.
في هذا الإطار، رجحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن يعاني نحو سبعة ملايين طفل إضافي في جميع أنحاء العالم من آثار سوء التغذية الناجم عن الأزمة الاقتصادية والمجتمعية للوباء، بحسب تقديرات نشرتها المنظمة، اليوم الثلاثاء. وأكدت المنظمة أنّه قبل ظهور الوباء، في عام 2019، كان سبعة وأربعون مليون طفل في جميع أنحاء العالم، يعانون من آثار سوء التغذية وفقدان الوزن والنحول. وقالت مديرة المنظمة هنريتا فور: "لقد مضى سبعة أشهر على تسجيل أول الإصابات بفيروس كورونا الجديد، واتضح بشكل متزايد أنّ عواقب الوباء تضر بالأطفال أكثر من المرض في حدّ ذاته". وأضافت: "لقد ازداد الفقر ومعه ازداد انعدام الأمن الغذائي. وتعطلت الخدمات الأساسية وسلاسل الإمدادات الغذائية. وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير. وأدى ذلك إلى انخفاض جودة الوجبات الغذائية التي يحصل عليها الأطفال، وارتفعت معدلات سوء التغذية". وتستند "يونيسف" إلى تقرير نشرته مجلة "ذا لانسيت" الطبية، أعرب فيه الباحثون عن قلقهم من عواقب سوء التغذية المرتبط بوباء كورونا على الأطفال. واعتبر الباحثون أنّ "التأثير العميق لوباء كورونا على تغذية الأطفال الأصغر سناً قد تكون له عواقب عبر الأجيال" معربين عن مخاوفهم من أن يضرّ ذلك "بنمو وتطور هؤلاء الأطفال".

كذلك، أدى الوباء إلى خسارة عشرات الملايين مصادر دخلهم حول العالم. وفي إسبانيا، أعلن اليوم، بحسب أرقام رسمية، عن خسارة أكثر من مليون وظيفة في الفصل الثاني من العام الجاري غالبيتها في القطاع السياحي. وأعلن المعهد الوطني للإحصاء أنّ معدل البطالة ارتفع أيضاً إلى 15.3 في المائة في الفصل الثاني مقابل 14.4 في المائة في الفصل الأول ما يرفع عدد العاطلين من العمل إلى ثلاثة ملايين و370 ألفاً. لكنّ هذا الرقم الذي يشكل ارتفاعاً في عدد العاطلين من العمل بـ55 ألفاً مقارنة مع الفصل السابق، أقل من الواقع لأنّ نحو 1.1 مليون شخص صنفوا "غير عاملين" كما أضاف المعهد الوطني للإحصاء. وقالت هذه الهيئة الرسمية إنّ إجراءات العزل وإغلاق العديد من الشركات "منعت" هؤلاء الأشخاص من البحث عن عمل وبالتالي لا تنطبق عليهم المعايير المطلوبة لكي يحتسبوا بين العاطلين من العمل. من جانب آخر، فان العدد الرسمي للعاطلين من العمل لا يشمل العدد الكبير للأشخاص الذي كانوا في بطالة جزئية أو تقنية خلال الفصل الثاني، وذلك في إطار من العزل الكامل أو الجزئي في إسبانيا.
وبينما تأثر التلاميذ والطلاب والمؤسسات التعليمية، في مختلف أنحاء العالم، بالوباء، كما حذرت الأمم المتحدة سابقاً من احتمال زيادة فجوة التعليم بين الأغنياء والفقراء، خصوصاً أنّ الأخيرين لم يتمكن كثيرون من بينهم من الحصول على إمكانية التعلم عن بعد، ولن يلتحق كثيرون منهم بالصفوف الدراسية عندما تعود المدارس مجدداً، بل سيتسربون إلى سوق العمل، فإنّ الآثار السلبية لإجراءات الإقفال والطوارئ الصحية تمتد إلى النشاط المطلبي والحقوقي للمجموعات المختلفة. وهو ما ظهر اليوم بالذات في أستراليا، إذ ألقت الشرطة القبض على أحد قادة الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، وفضّت تظاهرة قبل انطلاقها، بعدما قضت المحاكم بعدم قانونية التجمع في وسط مدينة سيدني، بسبب تهديد جائحة كورونا. وكان بادي غيبسون، أحد قادة الاحتجاجات، من بين ستة أشخاص اعتقلوا في حديقة تعرف باسم "ذا دومين" قبل أن يبدأ التجمع ظهر اليوم. وأظهرت مقاطع مصورة شرطيين يقتادان غيبسون إلى سيارة الشرطة، فيما تجاوزت أعداد العناصر الأمنية المتظاهرين. وطلب من المتظاهرين الرحيل، وجرى إخلاء المنطقة قبل 15 دقيقة من البداية المقررة. وقال ميك ويلينغ، مساعد مفوض الشرطة بولاية نيو ساوث ويلز، إنّ خمسة متظاهرين صدرت بحقهم غرامات بقيمة 1000 دولار أسترالي (710 دولارات أميركية) لخرقهم قيود الإغلاق، فيما وجهت لآخر تهمة استخدام ألفاظ مسيئة. وقال ويلينغ: "لسنا ضد حق الاحتجاج. الأمر يتعلق بالسلامة العامة... نتفهم أنّ القضايا محل النقاش هنا مهمة وحساسة لكثير من الناس. لكن يجب علينا أن نفعل ما في وسعنا لضمان سلامة الجمهور بشكل عام في الوقت الحالي".

تطوع
نشرت صفحة منظمة الأمم المتحدة للطفولة، العربية، مقطع فيديو، عن المتطوعة سميرة غالب سيف، من تعز في اليمن. وتحدثت سميرة في المقطع عن عملها في تدريب الأمهات ضمن برنامج "نادي الأمهات" لتنشر التوعية الصحية وممارسات الوقاية من أوبئة مثل كوليرا وكورونا. وهو برنامج تنفذه "يونيسف" بالشراكة مع المنظمة الوطنية للتنمية الصحية، ويستهدف تدريب ثلاثة آلاف أمّ يمنية، بهدف نشر توعية أوسع، تمتد من الأمهات إلى الأسر.

المساهمون