وسيحدد كوربن في كلمته التي سيلقيها في مدينة برمنغهام البريطانية أمام حشد من الصناعيين البريطانيين، الفائدة الوحيدة التي نالها الاقتصاد البريطاني من البريكست حتى الآن، والتي فشلت الحكومة المحافظة في استغلالها.
ويرى كوربن أن تراجع قيمة الجنيه الاسترليني جعل منه أكثر تنافسية في مجال التصدير، إلا أن حكومة ماي فشلت في دعم الصادرات الصناعية البريطانية منذ التصويت على بريكست قبل عامين. ويهدف خطاب كوربن الذي يأتي تحت عنوان "اصنعها في بريطانيا"، لدعم الصناعات الوطنية، والذي سيهاجم فيه أيضاً العمالة غير الماهرة القادمة من الخارج، ليطالب الحكومة بمنح العقود البريطانية لشركات بريطانية.
ويقول كوربن "يجب أن تتمكن صادراتنا من الاستفادة من الميزة الوحيدة التي جلبها بريكست حتى الآن، جنيه أكثر تنافسية. فبعد نتيجة استفتاء الاتحاد الأوروبي، أصبح الجنيه أكثر تنافسية ويجب أن يساعد ذلك على دعم صادراتنا. إلا أن غياب الخطة الصناعية لدى الحكومة المحافظة أدى إلى التخلي عنها، وهو ما جعل من اقتصادنا معتمداً على الواردات". وكان الجنيه الاسترليني قد تراجع بنسبة 14% مقابل اليورو منذ استفتاء بريكست قبل عامين.
كما ينتظر أن يدين كوربن اعتماد بريطانيا على العمال المهاجرين "قيل لنا إنه من الأفضل أن يعتمد بلدنا على صناعة أقل والاعتماد بدلاً من ذلك على اليد العاملة المهاجرة الرخيصة لتصنيع الوردات، بينما نركز على حي الأعمال في لندن وقطاع الخدمات المالية".
ويضيف "إن غياب الدعم الصناعي يذهب بديناميكية اقتصادنا، ويكلف عمالنا الكثير، ويحرم الأجيال اليافعة من أي فرصة عمل آمنة ودائمة. يجب أن يكون هدفنا في الحكومة أن نعيد برمجة اقتصادنا ليتوقف عن خدمة القلة لصالح خدمة الأغلبية. ولذلك سنصنع احتياجاتنا هنا مرة أخرى بدلاً من صناعتها خارج البلاد".
كما سيتعهد كوربن في كلمته بأن تقوم الحكومة العمالية بمنح العقود الحكومية للشركات البريطانية "نمتلك القدرة على صناعة عربات القطارات في المملكة المتحدة، ولكننا خلال السنوات الماضية منحنا هذه العقود لجهات خارجية، وهو ما كلف اقتصادنا استثمارات هامة، ووظائف لعمالنا وعائدات ضريبية. إذا كنا سنعيد برمجة اقتصادنا كي يعود بالمنفعة على الجميع، فيجب علينا أن نستخدم هذه السلطات لدعم الوظائف والصناعة الجيدة هنا".
ويضيف "إن حزب العمال مصمم على رؤية العقود الحكومية تعود بالحسنات على بريطانيا، مستخدمة أموالنا لتغذية وتنمية صناعاتنا وشعبنا وتوسيع قاعدة الضرائب الخاصة بنا. ستقوم الحكومة العمالية المقبلة بجلب هذه العقود داخلياً، منهية التعاقد الخارجي الذي حول الخدمات العامة إلى بقرة حلوب لصالح القلة. وسنستخدم القوة الشرائية الضخمة التي تمتلكها الحكومة لدعم عمالنا وصناعاتنا".
ويرى محللون أن رسالة حزب العمال هذه موجهة إلى قواعد الحزب من الطبقة العاملة التي صوتت لصالح بريكست، وخاصة في شمال شرق انكلترا في منطقة نيوكاسل، والتي زارتها تيريزا ماي، يوم أمس، بهدف تسويق خطة تشيكرز. وتعود شكاوى هذه المناطق الصناعية إلى مخاوفها من منافسة اليد العاملة المهاجرة والرخيصة والتي يوجهون اللوم فيها إلى حرية حركة الأفراد التي جلبها الاتحاد الأوروبي.
إلا أن الانتقادات المنتظرة لكلمة كوربن ستأتي بلا شك من صفوف نواب حزب العمال ذاته، والذين يدفعون حزبهم باتجاه تبني موقف مناهض للبريكست وإلزام بلادهم بالبقاء في السوق الأوروبية المشتركة، والتي تسمح بحرية حركة البضائع والأفراد. ويعكس هذا التناقض الشرخ الموجود بين مؤيدي الاتحاد الأوروبي في الحزب وزعامته الداعمة للخروج منه.
كما يجلب هذا الخطاب أيضاً مقارنة محتومة بينه وبين مقاربة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال أسبوع "صنع في أميركا" الأسبوع الماضي، والتي يشدد فيها على كون "أميركا أولاً".