كوبا أميركا...الولايات المتحدة تحلم بلقب تاريخي على أرضها

وصل العدّ التنازلي لأهم المسابقات في القارة الأميركية إلى نهايته، حيث بتنا على أبواب "الكوبا المائوية"، أيام تفصلنا عن هذه المسابقة التي ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة حول العالم، كيف لا وهي إحدى أقوى المسابقات من حيث القتال والحماسة والمنافسة التي لا تعرف حدوداً أو قيوداً.

سيشارك في البطولة الحالية 16 منتخباً تضم فرقاً من أميركا الجنوبية والشمالية، وتجري المنافسة في الولايات المتحدة الأميركية على 10 ملاعب، ومعها تلقي "العربي الجديد" الضوء على المشاركين في المنافسات، واليوم وصلنا للمنتخب الأخير "الولايات المتحدة الأميركية".

يتطلع منتخب الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق إنجازٍ كبير على أرضه وبين جماهيره، وهو لن يتطلع فقط لبلوغ الأدوار الأخيرة، بل يحلم بالتتويج باللقب، وعلى الرغم من ذلك ستكون المهمة صعبة عليه بوجود منتخبات القارة الجنوبية الكبيرة، كالأرجنتين والبرازيل وأوروغواي، والتي تترقب هذه المنافسة على أحرّ من الجمر، وهي التي تمتلك لاعبين من الصف الأول. 

لمحة تاريخية
في الولايات المتحدة الأميركية تتنوع الرياضات، صحيح أن كرة القدم لم تحقق إنجازاتٍ كبيرة على غرار ما حصل في كرة السلة وكذلك كرة القدم الأميركية وحتى البيسبول، لكن هذه اللعبة تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة وباتت تأخذ حيّزاً مهمّاً أكثر من السابق، فالبلد المضيف للكوبا المائوية يحتل حالياً المركز التاسع والعشرين عالمياً بعد تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في 5 مايو/ أيار عام 2016، وكان الإنجاز الأكبر على هذا الصعيد في العام 2006 حين احتل منتخب بلاد العم سام المركز الرابع، أما التصنيف الأسوأ فكان في عام 2012 حين احتلت المركز الـ36.

خاض المنتخب الملقب بـ"ذا يانكس" أول لقاء رسمي له في مدينة ستوكهولم أمام منتخب السويد في 20 أغسطس/ آب من العام 1916، وحينها انتصر بنتيجة (3-2) على خصمه، وكان انتصار الولايات المتحدة الأميركية الأكبر في 15 يونيو/حزيران من العام 2008 على باربادوس بنتيجة (8-0)، أمام الهزيمة الأكبر فكانت يوم 6 أغسطس من العام 1948 في مدينة أوسلو أمام النرويج بنتيجة (11-0).

شاركت الولايات المتحدة الأميركية 10 مرات في كأس العالم، وظهرت لأول مرة في سنة 1930، وحينها حققت أفضل مركز لها في العرس العالمي حين احتلت المركز الثالث. على صعيد كوبا أميركا كانت لها 3 مشاركات سابقة، وكانت الأولى لها في سنة 1993، ووصلت إلى المركز الرابع في سنة 1995، أما على صعيد بطولة الكونكاكاف الكأس الذهبية، فقد شاركت في 13 بطولة، منذ العام 1985، وحققت اللقب في 5 مناسبات سابقة، وعلى الرغم من مشاركتها 4 مرات في كأس القارات للمنتخبات بدءاً من العام 1992، احتلت المركز الثاني في سنة 2009.

الاستعداد قبل الصافرة
خاضت الولايات المتحدة الأميركية مجموعة من المباريات في العام 2016. في البداية تفوّقت على أيسلندا بنتيجة (3-2) في كارسون بكاليفورنيا، ثم فازت يوم 5 فبراير/ شباط على كندا بهدف دون مقابل، خلال مباراة ودية، لكنها خسرت بهدفين نظيفين بعد ذلك في اللقاء الذي جمعها بغواتيمالا، يوم 25 مارس/ آذار خلال التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018 خارج الديار، وفي اللقاء الثاني بأوهايو اكتسح رجال المدرب الألماني، كلينسمان، نظيره الغواتيمالي بنتيجة (4-0) يوم 29 مارس/ آذار.

والتقت الولايات المتحدة الأميركية يوم 22 مايو/ أيار منتخب بورتوريكو، لكنها خسرت بنتيجة (3-1)، عادت بعدها إلى الفوز على الإكوادور يوم 25 أيار بنتيجة هدف دون ردّ في مدينة تكساس، ثم انتصرت على بوليفيا بنتيجة (4-0). والأمر الجيد قبل الكوبا للمنتخب الأميركي هو عدم الخسارة على أرضها في عام 2016، وهذا الأمر قد يكون عاملاً إيجابياً لها.

أبرز الأسماء
يقود المدرب الألماني، يورغن كلينسمان، المنتخب الأميركي لكرة القدم، منذ العام 2011، وهو الذي درب قبل ذلك بايرن ميونخ موسم 2008-2009، وكذلك المنتخب الألماني من 2004 حتى 2006. وسيعتمد صاحب الـ51 عاماً على أحد حارسين في البطولة، الأول هو المخضرم الكبير تيم هاورد صاحب الـ37 عاماً، والذي لعب 108 مباريات دولية وقدم مستوى جيداً مع إيفرتون هذا الموسم، أما براد غوزان فهو الآخر تألق مع نادي أستون فيلا وله 45 لقاءً دولياً وعمره 31 سنة.

على صعيد خط الدفاع، يمتلك المنتخب الأميركي لاعبين من القارة الأوروبية أبرزهم مدافع بوروسيا مونشنغلادباخ، فابيان جونسون (28 عاماً)، وله 44 لقاءً دولياً وهدفان، وإلى جانبه قد نرى جوف كاميرون (30 عاماً)، وله 40 لقاءً دولياً، وهو لاعب في نادي ستكوك سيتي الإنجليزي، وقد نرى أيضاً دي أندريه يلدين، لاعب ساندرلاند، والذي يبلغ من العمر فقط 22 عاماً، أما جون بروكس فهو اللاعب الرابع الذي قد يشارك في الخط الخلفي وله 21 لقاءً دولياً و3 أهداف.

من جهة ثانية، سيكون مايكل برادلي، قائد الفريق، أحد أهم لاعبي خط الوسط، وهو الذي يلعب مع نادي تورنتو الكندي وله 115 مباراة دولية و15 هدفاً، وإلى جانبه سنشاهد أليخاندرو بيدوفا، لاعب نادي نانتس الفرنسي، عمره 29 عاماً وله 48 مباراة دوليه وهدفان. ثاني اللاعبين الأكثر خبرة في منتصف الملعب هو جيرمين جونز، من نادي كولورادو رابيدز الأميركي وله 63 لقاءً دولياً و3 أهداف.

استُدعي لخط الهجوم 5 لاعبين، أكثرهم خبرة هو كلينت ديمبسي، لاعب سياتل ساوندرز، خاض 124 لقاءً دولياً وسجل 49 هدفاً، أما المهاجم الثاني فهو بوي وود، من نادي هامبورغ الألماني، وله 19 مباراة دولية و5 أهداف.