وفيما أوضحت مصادر "العربي الجديد" في القاهرة، أنه تم مد إقامة السراج وحفتر في القاهرة لحين التوصل لاتفاق مبدئي، مرجحة أن يتم الإعلان الرسمي عن لقاء يجمع الأطراف الثلاثة في إشارة لحفتر والسراج وعقيلة صالح في ساعة متأخرة من مساء اليوم؛ كشفت مصادر خاصة لمراسل "العربي الجديد" في طرابلس، عبد الله الشريف، أن اللقاء بين حفتر والسراج متعثر، وأن الأخير رفض لقاء الأول.
وفي السياق نفسه، رجّحت مصادر مطلعة على أجواء المشاورات أن يكون السراج، بدوره، غادر الفندق، وعاد أدراجه إلى طرابلس، لكن لم يتسنّ الحصول على معلومات متقاطعة بهذا الشأن.
وجرت في فندق الماسة لقاءات منفصلة بين المسؤولين الليبيين مع رئيس الأركان المصري محمود حجازي المكلف من رئاسة الجمهورية بالإشراف على الملف الليبي.
وكان عقيلة صالح قد وصل صباح اليوم إلى القاهرة، لحضور المشاورات، فيما أجرت الأطراف الليبية لقاءات منفصلة مع حجازي المكلف من رئاسة الجمهورية بالإشراف على الملف الليبي.
وتشهد المشاورات التي يقودها حجازي اليوم بين أطراف الأزمة الليبية تعتيمًا شديدًا، وسط محاولات مصرية لإقناع الجانبين بالتوافق المبدئي على الحوار للخروج أمام وسائل الإعلام، وذلك بعد جلسة تمهيدية أمس أبدى خلالها حفتر رفضا تاما للتصور المطروح لحل الأزمة الليبية، وقبوله بأنه مجرد وزير دفاع تحت إمرة السراج بحسب المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد".
وكانت مصادر مصرية قد أكدت أن لقاء السيسي بكل من حفتر أو السراج مرهون بالتوصل إلى ملامح مبادرة لتقريب وجهات النظر بين حكومة الوفاق من جهة، والجيش ومجلس النواب المنعقد بطبرق، والذي تعترف به مصر، من جهة أخرى.
في المقابل، كشفت مصادر مقربة من "المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق"، اليوم، لمراسل "العربي الجديد" في طرابلس عبد الله الشريف، أن الجنرال حفتر رفض لقاء السراج، بعدما لم يحدث تفاهم بشأن منصب القائد العام للجيش، والتي اعتبرها حفتر خارج نطاق التفاهمات والمساومات.
وقالت المصادر في حديث خاص لــ"العربي الجديد" إن" حفتر بعد أن وصلت التشاورات الجانبية في القاهرة بين عديد الشخصيات الفاعلة إقليميا ومحليا إلى عدم التفاهم بشأن منصب القائد لعام للجيش أعلن رفضه للقاء السراج".
وأكدت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها أن "اللقاء بين حفتر والسراج بشكل مباشر لم يحدث، وأن التشاورات كانت تجري بواسطة محمود حجازي، المكلف من النظام المصري بالملف الليبي، الذي طلب حضور رئيس البرلمان عقيلة صالح بشكل عاجل إلى القاهرة، لضمان تغطية سياسية لأي نتيجة تفرزها المشاورات، بعد اعتراض شخصية دبلوماسية عربية فاعلة في المشهد الليبي، على أن يكون حفتر العسكري وحده ممثلاً لطرف النزاع".
وذكرت المصادر أن "حفتر قال لا حاجة لنا للجلوس مع السراج"، مؤكدا أن" قيادة الجيش خارج نطاق التفاهمات والمساومات" مضيفا "أن حفتر قال للقادة المصريين يمكن للسراج الحديث عن مسائل السياسة الأخرى مع البرلمان، فهو المفوض بالحديث عنها".
ولفتت المصادر نفسها، إلى أن حفتر "رفض الحديث عن شكل المجلس الرئاسي، وإعادة تشكيل الحكومة"، معتبرا أنها من اختصاص البرلمان".
وكشف أحد المصادر أن "الشخصيات الثلاث التي وصلت من طرابلس (اثنان منها من المجلس الأعلى للدولة بطرابلس، والثالث من مصراته)، أكدوا ضرورة المشاركة في قيادة الجيش من خلال مجلس عسكري وهو ما رفضه حفتر بشكل نهائي".
وتابعت "لقد كانت هذه المسألة محور النقاش منذ يوم الأمس، لكن الأمر ازداد حدة بعد وصول ممثلي طرابلس الثلاثة، الذين أبدوا رفضهم لمطالب حفتر، الخاصة بانسحاب المجموعات المسلحة من طرابلس ومحيطها".
وأضاف أن "حفتر كان متعنتا جدا، وكان يفرض الشروط ومن بينها قبوله لبعض المجموعات المسلحة ضمن جيشه بصفة فردية، وأخرى طالب فيها بضرورة حل أغلب المجموعات المسلحة، وتسليم سلاحها لجيشه، بالإضافة لإصراره على بقاء منصب قائد الجيش بقبضته".
وقال المصدر"لقد بدا موقف السراج ضعيفا جدا، كما أن القاهرة وحفتر منذ البداية كانا يعولان على الحصول على مكاسب سياسية، أكثر من هدف الوصول إلى تفاهمات مع طرابلس".
وذكر مصدر أخر، أن "ممثلي طرابلس ومصراته فضلوا الذهاب إلى الجزائر والركون إلى مبادرتها ومساعيها، لأنهم يرونها أكثر جدية من القاهرة، ونعتقد أن الأيام القادمة ستشهد تجاذبات كبيرة بين الجزائر والقاهرة في الملف الليبي"، في إشارة إلى وصول ممثلين عن "حزب العدالة والبناء"، وهما محمد صوان رئيس الحزب، ونزار كعوان العضو في الحزب، ولقائهما اليوم في الجزائر وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي عبد القادر مساهل.
لكن المصادر أجمعت على القول إنه "من العاجل القول إن الجهود في القاهرة انتهت إلى هذا الحد، وأن اللقاء الذي علق عليه الجميع آمالهم انتهى، فالسراج وحفتر لما يغادرا القاهرة حتى الآن، كما أن السلطة في القاهرة غير راغبة في الإعلان رسميا عن فشل جهودها الحالية".