كل الاحترام

03 مايو 2015
ما زال دور النساء الإنتاجي يطرح الكثير من التساؤلات(Getty)
+ الخط -

"جميع الحرف والمنتوجات المعروضة هي من عملنا نحن السيدات. كنا ربّات منازل لا نعمل شيئاً. تلقينا دورة تدريبية وبتنا نستخدم المواد المختلفة في إطار التدوير وإعادة التدوير. هذه القطعة عبارة عن تنكة (علبة حديدية) ولوح خشبي. ها هي الآن حمالة مناشف للمطبخ أو الحمام. هكذا نخترع الأفكار لاستخدام مختلف المواد المنزلية وإنتاج حرفيات منها. بتنا نقضي وقتنا في شيء منتج".

هذا ما قالته إحدى السيدات العرساليات المشاركات في معرض للأعمال الحرفية في بيروت. ما زال دور النساء الإنتاجي يطرح الكثير من التساؤلات. كيف تنظر النساء إلى دورهن الإنتاجي؟ وكيف ينظر المجتمع إلى هذا الدور؟

تجيب على ذلك الدراسة التي أجرتها مؤسستا "أبعاد" و"الرؤية العالمية"، عام 2013، تحت عنوان: "اتجاهات مغايرة والحصيلة واحدة". وتشير إلى أن زيادة مشاركة النساء في سوق العمل لم تأتِ نتيجة التساوي بالأدوار، بل بسبب الحاجة الاقتصادية، ما وضع دور النساء الإنتاجي في موقع المساعد والداعم لدور الرجل، أكثر ممّا هو دور متكافئ قائم بحد ذاته.

من جملة الأسئلة أيضاً: هل عمل هذه السيدة الإنتاجي من داخل المنزل، أو أي عمل إنتاجي آخر ضمن الاقتصاد غير الرسمي (تعاونية زراعية، خياطة في المنزل، عمل زراعي، وغيره)، يدخل ضمن الناتج القومي ويحتسب كمشاركة للنساء في سوق العمل؟

الجواب تشير إليه نتيجة دراسة الفجوة الجندرية للمنتدى الاقتصادي العالمي عام 2014، الذي أشار إلى أن نسبة مشاركة النساء (بين 17 و64 عاماً)، في سوق العمل، هي 26 في المئة، في مقابل نسبة 76 في المئة للرجال. أي أن هذه النسبة تشير فقط إلى الأعمال التي تندرج ضمن الاقتصاد الرسمي من وظائف، وتسهو عن الأعمال الحرة التي تدار من المنازل أو خارجها.

لمشاركة النساء في سوق العمل أبعاد جندرية كثيرة، منها مزاولة مهن تعكس الدور التقليدي الذي ألصق بهن. ومنها الإحساس بـ"العبء" الإضافي على كاهلهن. كما أن خروجهن إلى سوق العمل لم يضمن دخول الرجال إلى منظومة العمل المنزلي. منها أيضاً إحساس أرباب العمل الضمني بهذه المسؤولية المضاعفة، الأمر الذي يجعل بعض المؤسسات تفكر مرتين قبل توظيف إمرأة في موقع يجعلها صانعة قرار. ولعل البعد الأهم هو التفريق بين الدور الإنتاجي والدور الاقتصادي الذي تقوم به النساء، علماً أن للاهتمام بالأسرة والمنزل وتربية الأطفال بعد اقتصادي وقيمة اقتصادية.

لمناسبة عيد العمال (الذي صودف يوم الجمعة الماضي)، لهذه المرأة العرسالية ولكل إمرأة عاملة من داخل المنزل أو في سوق العمل بهدف تحقيق ذاتها أو المساهمة في إعالة أسرتها، كل الاحترام!

*ناشطة نسوية
المساهمون