كلّ الينابيع

11 يناير 2016
وليد المصري / سورية
+ الخط -

لا أعرف المعنى
يجرحني المطرُ وتجرحني الموسيقى؛ تنأى بي مني إلى آخر مجهول. أهربُ من البيتِ غير قادرٍ أن أفهمَ جمالَ الماء ولا قيامة العصافير. ترفرف الطيورُ وأنا لا أعرف المعنى. لا نارسيسَ هنا ليكون مرآتي القوية ولا رحلة تؤدّي إلى أمان. أمشي منكفئًا إلى جسدٍ ليس لي، ولا أعرفُ أيّ قاتل أو مهاجر ولد اليوم في أطرافي.


أفكّر بك
في حدائق عامةٍ أفكّرُ بكِ، وحين أقفُ تلقاء المرآة؛ أفكّرُ بكِ في منطق الطير. لم أعدْ أنتظر خبرًا منك لأنك تطأين بين البصر والبصيرة؛ هناك رجلٌ مثلي يدور بين الأيام؛ ويفكّرُ بالزمن لأنه لم يعر طرفًا لمعاني الجمال؛ في ذرات الغبار حين تغطي المدينة أفكّرُ بكِ، وحين أجلسُ في المقاهي.

أفكّرُ بكِ على الجسور وحين أستمع إلى موسيقى تثير الخفيّ بي؛ أدورُ بين الأيام، غيرَ مكترثٍ لما سوف يأتي، وأفكّر بك.


في تشييد الوحدة
لا يقدر المرء أن يفكّرَ وهو خاسرٌ شيئاً. كم تكون الطُّرق ضيقة عليه وهو لا يعرف ماذا فعل بالأيام. يحتاجُ إلى أيام ينحاز فيها إلى فرحٍ أو خبرٍ يأتي مفاجأة؛ كنتِ كلّ الينابيع التي بكت في روحي؛ ومعنى العزلة. من مِنا خسر ومن منا نأى إلى نفسه وغلّق الأبوابَ وانحسر. من؟

 

اقرأ أيضاً: مرايا كثيرة

المساهمون