في أيار/ مايو الماضي، أقام متحف "طوكيو متروبوليتان للفنون" معرضاً يسلط الضوء على الجوانب الأقل شهرة في حياة الفنان النمساوي غوستاف كليمت (1862-1918)، بعيداً عن الأسطح الذهبية البراقة والنساء والحب التي تظهرها أعماله الأكثر تداولاً.
من المعروف أن الفن الياباني كان قد أشعل مخيلة كليمت، وأنه قد أنجز الكثير من الأعمال التي صوّر فيها الطبيعة بمبادئ الرسم والتصميم اليابانيين، حتى أن بعض أعماله تظهر بشكل واضح أنها مستمدة من صور "أوكيو إي"، وحولت مسار كليمت من الرمزية التقليدية إلى خصوصية جديدة وسمت أعماله الفنية وأثرت في تلاميذه.
لم يكن كليمت وحده من تأثر بالفن الياباني، بل ظهرت حركة فنية كاملة في نهاية القرن التاسع عشر، تعرف باسم Japonisme؛ أي التأثير الياباني على الفن الأوروبي، وأصبحت ملهماً رئيسياً لفنانين كثر منهم فان غوغ، وكليمت الذي كان شخصية بارزة في الفنون التشكيلية في فيينا في بداية القرن العشرين.
صحيح أن كليمت لم يطأ اليابان ولم يزرها، لكنه تعمق في مدارسها الفنية وأعجب بشكل خاص بمدرسة "رينبا"، إحدى المدارس التاريخية الكبرى للرسم الياباني، التي تأسست مدرسة في كيوتو عام 1615 من قبل الفنانين هونامي كوتسو وتواريا سوتاتسو.
كانت الأعمال التي تنتسب إلى هذه المدرسة معظمها خزفية وحروفيات ومراوح مزخرفة ومنسوجات الكيمونو واللوحات القابلة للطي. كما تخصّصوا في صناعة الورق المزخرف باستخدام الخط على الخلفيات الذهبية والفضية، والتي تبناها كليمت في أشهر لوحاته.
وفي محاضرة يقيمها "بيت آسيا" في لندن، عند السابعة من مساء الثلاثاء، الثالث من الشهر الجاري، يتناول الأكاديمي والقيم النمساوي ماركوس فيلينغر، الطريقة التي خدم بها الفن الياباني لتجديد الفن النمساوي من خلال أعمال كليمت وفنانين آخرين استندوا في كثير من الأحيان إلى أعمالهم على هذه الجماليات.
كما يتطرّق المحاضر إلى مقتنيات كليمت الذي كان جامعاً متعطشاً للقطع الفنية في شرق آسيا، بعضها منحوتات خشبية وأقنعة وأعمال السيراميك وتصاميم النسيج.