كعك القدس في مخيم عين الحلوة

12 يوليو 2018
تستغرق عملية إعداد الكعك ساعة ونصف الساعة (أحمد الزير)
+ الخط -
تشتهر مدينة القدس عاصمة فلسطين بـكعك السمسم، الذي يطلق عليك الكعك المقدسي، أو كعك القدس، وهو عبارة عن خبز دائري الشكل مجوّف، يُرش عليه بالسمسم، ويحمّص في فرن من الحطب عادة. 
في طرقات القدس وعلى أبوابها، يتجول وينادي باعة الكعك "يا قدسي يا كعك.. كعك القدس يا كعك"، فيلبي الكثيرون نداءهم، خاصة أهالي الضفة الغربية والأراضي المحتلة من عام 1948 المتلهفين على كل ما يرمز للقدس.

وفي مخيمات الشتات، يسعون إلى التمسك بتراثهم الفلسطيني ونقله إلى الأجيال بتفاصيله كافة، وهو الحال مع كعك القدس الذي صار متوفراً في مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان) من خلال مشروع "زوادتنا" الذي أطلقته جمعية "ناشط"؛ حيث يهتم بالمأكولات التراثية الفلسطينيّة.
مريم سعيد، فلسطينية من قضاء مدينة صفد، تقول في حديثٍ إلى "العربي الجديد": "نقوم بصناعة كعك القدس لنحافظ على التراث الفلسطيني، وخاصة أن الجيل الجديد لا يعرف هذا النوع من الأكل التراثي، ولم يكن سهلاً أن نتعلم إعداد كعك القدس على الرغم من أنه كان حلماً بالنسبة لنا؛ لأننا نعرف اسمه لكننا لم نتذوقه من قبل، فتواصلنا مع غالب أبوسنينة، في مدينة القدس، وهو من عائلة معروفة تصنع الكعك منذ أكثر من مئة عام، وقد زودنا بالمكونات والمقادير وطريقة إعداد الكعك، وصرت بعدها أقوم بالتجربة وأرسل له الصور حتى وصلت إلى نفس النتيجة بعد أشهر عدّة، وقد تأكدت من أن الكعك له نفس مذاق كعك القدس من خلال زوار لأحد المعارض الذين قدموا من القدس".

تضيف مريم: "عندما بدأنا تسويق الكعك في المخيم، لاحظنا أن العديد من أبناء المخيم لا يعرفونه، بدأنا بالشرح عنه ووجدنا إقبالاً عليه، منهم من أعجبه لأنه من التراث المقدسي ومنهم من أعجبهم الطعم، وصاروا يطلبونه يومياً، وحتى صاروا يطلبون منه بحجم أصغر لتوزيعه في المناسبات الاجتماعية وخاصة الأفراح".
تشير مريم إلى أنه يتم تناول الكعك في مدينة القدس مع الفلافل (الطعميّة) أو البيض المسلوق، لكن هنا في المخيمات الفلسطينية الأمر مختلف، حيث إنه لم يعتد الناس على تناوله بهذه الطريقة، فإما يتناولونه محشوا بالجبن أو الزعتر، أو فارغاً بدون أية إضافات.


تستغرق عملية إعداد كعك القدس قرابة ساعة ونصف الساعة بمراحلها كافة؛ من العجن والتقطيع والتخمير وإضافة السمسم، ووضع الخبز في الفرن، وسعره بمتناول الجميع، ويستطيع أي شخص من أبناء المخيم تناوله. 

وتختم مريم بأن "مشروع "زوادتنا" هو لتأمين فرص عمل لنساء المخيم بعد تدريبهن على إعداد المأكولات التراثية الفلسطينية وخاصة كعك القدس الذي نقلناه من المدينة المحتلة إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين".ويعتبر كعك القدس أحد أوجه التمسك بالتراث المقدسي، ويقوم الاحتلال بشكل دائم بمنع بائعي الكعك من التجول وبيعه في شوارع المدينة، وحتى أحياناً يقوم بمصادرته. 

من الطرائف المقدسية حوله، أن أهل المدينة يقولون أنّ أحداً لا يستطيع إعداد هذا الكعك بالجودة التي يُعد بها في القدس نفسها، حتى أنه يقال إن بائع كعك كان في القدس، وقرر أن يفتح فرعاً له في الخليل، ومع أن الكعك هو نفسه، إلا أنه في القدس كان له طعم آخر، وأفضل.
دلالات
المساهمون