كساد قطاع غزة طاول كل شيء حتى تجارة الطيور

15 ديسمبر 2015
أحد باعة الطيور بغزة (العربي الجديد/عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


أطلق المواطن الفلسطيني علاء العسلي (أبو عمر) سراح حمامة بيضاء في الهواء، بعد أن ربط قدمها بحبل طويل أمسك طرفه الآخر، كنوع من أنواع الدعاية لطيوره التي يبيعها في سوق الطيور المتفرع من سوق اليرموك الشعبي شرق مدينة غزة.

إلى جانب العسلي وقف عدد من باعة الطيور بمختلف أنواعها وأشكالها وألوانها، يحاول كل واحد منهم إقناع زبائنه بجودة طيوره، في السوق الذي يفتح بوابته يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، ويقصده المواطنون من مختلف أماكن القطاع.

أقفاص متجاورة، وعربات صغيرة بها طيور الحمام والبط والدجاج والحبش، كانت إلى جانب أقفاص العصافير وغيرها من أصناف الطيور يضج بها السوق الشعبي الذي يؤمه هواة تربية الطيور، ومُحبو أكل اللحوم البلدية، الذين اعتادوا على ارتياده منذ سنوات.

العسلي ورث هواية تربية الطيور وبيعها عن والده، ويقول لـ"العربي الجديد" إنه بدأ ببيعها منذ عشر سنوات وأصبحت هواية محببة إلى قلبه، مشيراً إلى أنه "يكثر الطلب على الحمام المُقنبر، الكاريرا، والإسكندراني، كما نبيع الحمام البلجيكي المُهجن والبغدادي السوري".

الخمسيني أبو شحادة صايل وقف كذلك إلى جانب مجموعة كبيرة من الطيور مختلفة الأحجام والأشكال، ومنها طيور البط والحبش والحمام والدجاج البلدي والمستورد، إلى جانب الأرانب، ويقول إنه أحب الطيور والحيوانات تأثراً بوالده الذي كان يُربي الأغنام ويبيعها في الأسواق.

ويشير أبو شحادة لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ هذه الهواية بدأت معه منذ الصغر، في بادئ الأمر كان يذهب إلى السوق يومي الجمعة والسبت، وفيما بعد أصبح يذهب يومياً لكل الأسواق من شمال غزة إلى جنوبها، ورجع الآن إلى نظامه القديم بسبب الأوضاع الصعبة التي يمر بها السكان.

اقرأ أيضاً: الحصار يرفع أعداد العاطلين من العمل في غزة

الأوضاع الصعبة يُرجعها التاجر أبو شحادة إلى الخسائر التي تعرض لها بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والتي خَسِر خلالها بيته في حي الشعف شرق مدينة غزة، بعد أن قامت جرافات الاحتلال الإسرائيلي بتجريفه، وقتل كل الطيور والحيوانات التي كانت بداخله.

ويضيف متأثراً بالأوضاع التي وصل إليها: "قبل الحرب كان عندي مختلف أنواع الطيور، ومنها الوز بجميع أصنافه، و15 صنفاً من البط المسكوبي والشرشير، وأصناف الدجاج الروماني والفرنسي والصيني والبلغاري، علاوة على الأرانب والحَلال".

ويشير أبو شحادة إلى أنّ أوضاع الأسواق قبل انتفاضة الأقصى عام 1987 كانت جيدة بسبب الحركة التجارية النشطة التي يتسبب بها عُمال الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، مضيفاً: "كان الربح في السابق وفيراً، لكن في هذه الأيام أصبحت الحركة الشرائية في الأسواق ضعيفة للغاية، وبالكاد يمكنها توفير قوت يومنا".

التاجر محمد أبو شرف لفت خلال حديثه مع "العربي الجديد" إلى قضية هامة يتأثر بها تُجار الطيور، وتعصف بهم كل عام، قائلاً: "في الكثير من الأحيان تقوم وزارة الزراعة بمنعنا من بيع وشراء الطيور بسبب ما تقول عنه إنه إنفلونزا الطيور".

ويتابع: "هذا المرض لا علاقة له بإنفلونزا الطيور كما يشاع عنه، بل هو مرض (الواغش) الذي يصيب بعض الطيور في فترة من فترات كل عام، وهو فايروس سنوي يصيب الطيور كما تصيب بعض الفيروسات الإنسان".

ويوضح أبو شرف أن تربية الحيوانات عموماً والطيور خصوصاً تحظى بمعاملة خاصة خلال فصل الشتاء، الذي تحتاج فيه إلى رعاية خاصة، مختلفة.

إلى جانب أبو شرف، جلس الشاب سامر أبو عيطة أمام قفص وضع به مجموعة دجاجات بلدية، ويقول: "تخرجت من الجامعة قبل عامين، لكن انعدام فرص العمل دفعني إلى الأعمال الحرة، قمت ببيع أجهزة الجوال والأجهزة الكهربائية، لكنني تعرضت للخسارة، واتجهت فيما بعد لتجارة الطيور، وجدت أنها أفضل، على الرغم من عائدها المادي البسيط".



اقرأ أيضاً:
الصيد يتحول من هواية إلى مهنة لعاطلي غزة
مداجن غزة تخشى خسائر إنفلونزا الطيور

دلالات
المساهمون