يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب حول أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، ونستكمل معاً الحلقة السادسة من كتاب الأسطورة الهولندية يوهان كرويف "أحب كرة القدم".
التسلل كأداة هجومية
"بين حين آخر تظهر حالة من الجدل بخصوص ضرورة تغيير بعض قواعد الكرة أو اللوائح السارية الآن، ويكون مصدرها إما اللاعبون المحترفون أو المدربون أو الجماهير أو الإعلام.. على سبيل المثال يعتقد بعضهم أن التسلل يضرّ الفرق الهجومية فيما يطالب آخرون بفرض قواعد تعاقب على إعادة الكرة إلى الخلف نحو منتصف ملعبك، مثلما يحدث في كرة السلة".
"شخصياً أعتقد أن قاعدة التسلل لم تكن أبدا عائقا أو أداة دفاعية، بل على العكس من هذا أعتبرها سلاحا هجوميا، وذلك لسبب بسيط وهو أنها تجبرك على ضم خطوط الفريق وهذا يسهل حركة الكرة ويزيد السرعة".
"إذا لم تكن قاعدة التسلل موجودة، كان الدفاع سيعسكر أمام الحارس في منطقته، الخيار الوحيد الذي سيكون موجودا أمامك هو التسديد عن بعد وربما أشياء أخرى قليلة، وبالتالي كانت ستنتهي مسألة الإبداع في اللعب واستغلال المساحات الفارغة، لا يجب نسيان أن كرة القدم الجميلة كما أفهمها تتعلق تحديداً بفتح المساحات وليس إغلاقها".
التحكيم
"شخصياً، أعتقد أن تطبيق القواعد الحالية واستغلالها لصالح كرة القدم وناحيتها الجمالية بصورة مرنة يعد أفضل من التفكير في تغيير اللوائح وإدخال أخرى جديدة.. في بعض الأحيان وأنا أشاهد مباريات البطولات الكبرى أعتقد أن تصرفات بعض الحكام تعطي انطباعا أن عقوبة الاعتراض عندهم أكبر من عقوبة ضرب الخصم".
"في رأيي، الاحتجاج يشكل جزءا من كرة القدم طالما كان داخل حدود التربية المتعارف عليها، يجب على الحكام تفهم أن الكرة أيضا لعبة عواطف، إذا ما كنت ألعب واحتسبوا عليّ تسللاً غير موجود فمن الطبيعي أن أنجرف وأعترض.. اللعنة! نحن بشر ولسنا من حجارة! الأمر ليس إهانة بل إظهار لعاطفة معينة.. هل هو أمر خطير لهذه الدرجة؟".
"ما لا يمكن التسامح معه هو لاعب يعمل على إثارة الجماهير ضد الحكم، يجب الدفاع عن الحكام دائماً لصعوبة العمل الذي يقومون به وهم مثل بقية الرياضيين لديهم هامش للخطأ يتوجب علينا قبوله.. لا يجب على البرامج الرياضية تكرار الأخطاء التحكيمية بشكل لا ينتهي لأنه حتى ولو تم عرض اللعبة 80 مرة بالتصوير البطيء فإنه ربما تظهر تفسيرات متعارضة ومتناقضة للأمر".
"من يطلق عليهم خبراء يجلسون في الاستوديو بكل هدوء بعد كل مباراة ويقولون رأيهم بخصوص اللعبات المثيرة للجدل.. إنها نفس تلك الألعاب التي لم يكن أمام الحكم سوى نصف ثانية لاتخاذ قراره بها".
"لو سألني حفيدي كيف يتعامل مع الحكم سأقول له باحترام في كل الأوقات، ولكي لا يترك نفسه ينجرف مع اللحظة سأقول له أيضا إنه أياً كانت أخطاء الحكم طوال المباراة فإنها غالبا ما تكون أقل من اللاعبين، وهذا أمر مؤكد".
التكنولوجيا
"من ضمن الإشكاليات الأخرى التي يجري الحديث بخصوصها كثيراً مسألة مساعدة الحكام عن طريق تكنولوجيا عرض وتكرار اللعبة على طاولات للمساعدين لتبديد الشكوك، كما يحدث أحيانا في كرة القدم الأميركية وهو الأمر الذي أعارضه.. هذا الأمر اختراع ظهر في كرة القدم الأميركية التي يمكن القول عنها إنها نتيجة لتجربة معملية".
"إيقاف اللعب والانتظار دقيقة من أجل اتخاذ قرار بخصوص لعبة لا يبدو لي أمراً صائباً.. بهذه الطريقة لن تنتهي المباريات أبدا، الكرة التي نعرفها متدفقة ومستمرة، كرة القدم الأميركية ترتكز على تتابعات من 10 أو 15 ثانية من اللعب وسط توقفات مستمرة، أغلب الرياضات الأميركية ترتكز على هذا الأمر.. التوقفات تشكل جزءا من ثقافتهم".
اقرأ أيضاً: كرويف (أحب كرة القدم)5:برميل البارود في مواجهة المدرب
كرويف(أحب كرة القدم)4:تصعيد اللاعبين وأسخف ما في كرة القدم!
كرويف (أحب كرة القدم) 3 :التدرب في مرآب السيارات!
كرويف (أحب كرة القدم) 2: من هو المدرب الناجح؟
كرويف (أحب كرة القدم) 1 ... سحر كرة الشوارع