كرويف (أحب كرة القدم) 1 ... سحر كرة الشوارع

06 يوليو 2015
+ الخط -

يوهان كرويف.. واحد من أكثر الأسماء المرموقة في عالم كرة القدم، ومسيرته كلاعب أولا ومدرب ثانيا حددت ملامح كبيرة في لعبة كرة القدم.. يصعب الجدال بخصوص عبقريته وموهبته الفذة.

يتفق معارضوه وأنصاره على أن معرفته بعالم كرة القدم فريدة من نوعها.. هذه المعرفة عكسها الأسطورة الهولندي في كتابه (أحب كرة القدم)، والذي يقدم فيه مفهومه عن اللعبة وأهم عناصرها ونظرته لكيفية تطوير اللاعبين منذ الصغر، وإعداد المدربين وتصعيد اللاعبين وأهمية الفنيات والمهارات وبعض النواحي التكتيكية والمفاهيم المطلوب معرفتها في اللعبة.

ويقدم العربي الجديد لكم داخل إطار سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب حول أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، ملخص هذا الكتاب الثري والدسم بشكل مبسط وموضوعي يعكس أغلب الجوانب التي تناولها.

الحلقة الأولى: ركائز اللعبة وكرة الشارع

- ركائز اللعبة:

"ترتكز كرة القدم بشكل أساسي على عنصرين، الأول يتمثل في القدرة على التمرير بشكل صحيح حينما تكون الكرة بحوزتك، والثاني هو السيطرة عليها حينما يمررها لك زميلك.. إذا لم تكن لديك القدرة على التحكم في الكرة فلن تنجح في التمرير.. على المستطيل الأخضر هذه هي أهم مفاهيم اللعب، لأنه لا يمكننا أبدا نسيان أنه في كرة القدم سواء أكان الأمر يتعلق بالأخطاء أو القرارات الصائبة، فدائما ما سيكون للأمر نتائج هامة".

"قد تستلم الكرة بقدمك أو على صدرك وربما برأسك، لهذا فمن الضروري أن تكون على دراية بالفنيات اللازمة لكي تنجح في السيطرة عليها بالصورة الأكثر فاعلية، وذلك وفقا للظروف الموجودة في الملعب، بهذه الطريقة ومع امتلاك اللاعب لكل الأدوات المتاحة أمامه، سيمكنه اتخاذ أفضل قرار وفق الإطار الذي يتواجد به أثناء كل لحظة في المباراة".

"اذا لم تتمكن في وقت ما من السيطرة على الكرة التي تصل لك في وضع معين أو سرعة معينة فإنك لن تنجح من الأساس في تطوير قدرتك على اللعب، بل وعلى الصعيد الجماعي وهو الأمر الذي سيجعل العرض الذي ترغب في تقديمه لا يرى النور".

"للأسف هذه الأشياء لم يعد هناك تركيز عليها في التدريبات وفي كرة القدم النظرية وذلك بسبب عوامل تعليمية واجتماعية أو بكل بساطة بسبب أمور تتعلق بتغير طريقة التفكير، ولكن في وجهة نظري اللعب الجيد يرتكز بصورة أساسية على النجاح في تنفيذ كل هذه التحركات بصورة صحيحة".

"اللعب الجيد يتطلب تنفيذاً مناسباً وبدون أخطاء لكل التحركات أثناء المباراة، وتيرة نقل الكرة والتمريرات والتمركز والسيطرة والعرضيات.. كلها عوامل حاسمة يجب أن ينجح اللاعب في التعامل معها بالفنيات اللازمة لإنجاحها".


- كرة الشارع:
"لا شك أن أحد أهم أسباب غياب الشكل الجيد في تنفيذ الفنيات من قبل عدد كبير من اللاعبين يتعلق بالمكان الذي تعلم فيه هؤلاء الشباب لعب الكرة، في زمني كان الشارع هو أكثر الأكاديميات شعبية لاستكشاف أسرار هذه الرياضة".

"في طفولتي كل من كان يحب كرة القدم تعلم في شوارع وميادين الأحياء التي كنا نسكن بها، ولكن الأمر لم يكن يتعلق بنا نحن فقط، بل بالشباب الأكبر سنا، لذا فبعد انتهاء دوام العمل أو الفصول الدراسية كان الجميع يخرج للشارع لممارسة رياضته المفضلة".

"لم يكن الاحتراف قائما ومنتشرا مثل الوقت الحالي وكان الجميع غالبا يتدرب في نفس الوقت، أنا أتحدث عن زمن آخر، يجب على سبيل المثال إدراك أنه أنا كنت ثاني لاعب محترف لكرة القدم في تاريخ هولندا بعد صديقي بيت كيزر والذي عشت تجارب كثيرة معه في أياكس والمنتخب الهولندي".

"هناك في هذه الشوارع التي تحولت إلى ملاعب تدريب مفتوحة كنا نتعلم كأطفال.. كيف؟ برؤية وتقليد ما الذي كان يفعله من هم أكبر سنا، أنا واثق من أن هذا المشهد كان يتكرر في عدد كبير من المدن في كل الدول وكل القارات".

"خلال السنوات الماضية حاولنا استعادة روح كرة الشوارع، أتذكر على سبيل المثال بطولة كرة قدم للأطفال أقمناها في أمستردام بحضور جماهير كبيرة ووسط تطلعات كثيرة، وفي الدقيقة الأخيرة لم نجد مرمى بسبب خطأ في التنظيم، لم نوقف هذا الحفل وطرأ لأحدهم فكرة وضع شاحنتي اطفاء بدلا من المرميين وهو الأمر الذي خرج بصورة مثالية".

"كم من الأطفال استخدموا الحقائب وحافظات الأقلام بل وحتى سترات التدفئة بل وأيضا بعض الأحجار الصغيرة للعب بها ككرة والتسديد على مرمى وهمي؟ هذا الشيء ليس فريدا ولكنه تكرر كثيرا في كل أنحاء العالم ويثبت لنا أن كل ما هو ناقص يمكن تعويضه عن طريق الخيال والشغف".