كجنديٍّ منشقّ للتو، وبفردة حذاء واحدة

14 مارس 2016
تستطيع أنْ تتعطّر بالبارودِ قبلَ أنْ تذهب إلى موعدك(Getty)
+ الخط -

(1)
في يدي زهرةٌ
أريدُ غصناً لها،
وعلى كتفي طائرٌ
يرغبُ في زهرةٍ.
في الحقلِ شجرةٌ تشتاقُ الزقزقات
وتتحسّسُ بينَ أغصانها دفء الأجنحة،
وفي عيني حلمٌ مقصوص الجناح.

(2)
تتمدّد الأيامُ تحت سريري
كأنها أفاعٍ أليفةٍ..
تتكاثر كالنمل
وكالعشب تختفي.

(3)
حيثما بدأت الحربُ، أحبّك.
كيفما تنتهي الحربُ، أحبّك.
كجنديٍّ منشقّ للتو
وبفردة حذاء واحدة..
أظلّ أُحبّ.

(4)
تستطيع أنْ تتعطّر بقليلٍ من البارودِ
قبلَ أنْ تذهب إلى موعدك،
تستطيع أنْ تُهدي لمن تُحبّ
بضع رصاصات طائشة،
تستطيع أنْ تقول:
"الحبّ رداءٌ، وها أنا أرتديهِ كما ينبغي".

(5)
الطائرةُ ليستْ غراباً،
الدبّابةُ ليستْ سلحفاة كبيرة،
الجنود بخوذهم العشبيّة القشيبة
لا حول ولا قوّة،
والثكنةُ
-بكل تأكيد-
ليستْ حديقةً للتنزّه.

(6)
أيها الجنديّ
أيها الجنديّ..
وأنتَ تخرج
ارتد نظّاراتكَ السوداء
كي تتشبّهَ بالأزل،
وحدها الشمس تكشف عورتك.

(7)
الحريّةُ ليستْ طائراً
أيها الصيّاد.
الحريّةُ ليستْ كرسيّاً
أيها السيّد.
الحريّةُ ليستْ زهرةً
أيها العاشق.
الحريّةُ ليستْ كأساً
أيها السكّير.
الحريّةُ ليستْ حذاءً
أيها الحمقى.
الحريّةُ عطرٌ..
لكنّ حاسّة الشم ككل الحواسّ الأخرى
باتتْ مُعطّلة.

(سورية)

المساهمون