كايروكي تتحدى سلطة الرقابة

21 يوليو 2017
فرقة كايروكي (فيسبوك)
+ الخط -
أطلقت فرقة "كايروكي" المصرية، صباح يوم الإثنين الماضي، ألبومها الجديد، والذي يحمل عنوان "نقطة بيضا"، على شبكة الإنترنت والمتاجر الإلكترونية. ويُعتبَر هذا الحدث الفني انقلاباً على معايير الرقابة الفنيَّة في مصر، إذ سبق وأن حاولت الرقابة أن تجبر فرقة "كايروكي" على إجراء بعض التعديلات في الألبوم، وحذف بعض الأغاني منه، لكن أعضاء الفرقة رفضوا الامتثال للسلطة الفنية. فصرحت الفرقة في بداية الشهر الجاري عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" أنّها لن تنصاع لأوامر الرقابة، وأنها ستستمرُّ بعملها وبطريقتها الفنيّة الحرّة، وأنها ستتخذ من المتاجر والمواقع الإلكترونية كساحة لإطلاق أعمالها الفنية، وأن الألبوم سيصدر يوم 11 مايو/ أيار، وهو ما حدث بالفعل.

إحدى عشرة أغنيّة
وبالنسبة لألبوم "نقطة بيضا"، فهو يتكون من إحدى عشرة أغنية، الخمسة أغاني الأولى منها جديدة وتنتمي لنمط "الروك"، وهي: "نقطة بيضا" و"الهدنة" و"كنت فاكر" واضحك" و"ليلى"، يليها فاصل قصير بعنوان "ديناصور"، ومن ثم تنتقل الفرقة لتقدِّم ثلاث أغنيات تنتمي للنمط الشعبي المصري. وتركز فيها على الموسيقى الإلكترونية التي كانت سائدة في حقبة التسعينيات، وهي: "السكة شمال في شمال" و"الكيف" و"عم غريب". وتختتم الفرقة الألبوم بأغنية "آخر أغنية" التي سبق وأن طرحتها الفرقة بشكلٍ مُنفردٍ العام الماضي، وأغنية "نقطة بيضا 2".

تنوّع في الأغاني ورد على الرقابة
ويتميز الألبوم، بالإضافة للتنوع الموسيقي، بتنوع مواضيع الأغاني فيه، فيتضمن الألبوم أغاني عاطفية، مثل أغنية "لسا فاكر"، بينما تميل معظم الأغاني لطرح أفكار ومواقف سياسية واضحة مثل أغنية "هدنة"، التي تؤكد فيها الفرقة على نيتها العودة للمواضيع السياسية في أغانيها، بعد أن ابتعدت عنها نسبياً بالألبومين الماضيين، ويرد في الأغنية "عايش في هدنة بقالي زمان، آن الأوان أحارب عشان أعيش بسلام، جربت الاستسلام والإنكار كمان، كل الطرق بتأدي لصدام". وتؤكِّد الفرقة على نيّتها العودة للأغاني السياسية في أغنية "السكة شمال في شمال"، والتي تبدو امتداداً للأفكار والنسق الذي كانت تسير عليه الفرقة بألبوم "السكة شمال". وكذلك يبدو أن إعادة إدراج أغنية "آخر أغنية" في ألبوم "كايروكي" الجديد، جاء كرد على تصرفات الرقابة الجديدة، حيث يرد بالأغنية "لو دي آخر أغنية حأفضل أغني على الحرية، قولوا معايا بصوت عالي حرية".

المنصات البديلة تحديّاً للسطات
ولكن يبقى أمر منع الرقابة لألبوم "نقطة بيضا" غريباً وغير مبرر، فالألبوم لا يهاجم النظام القائم بشكل مباشر، وإنما يهاجم قمع الحريات، ولا يدعو للثورة، وإنما يدعو للوقوف بصدق مع الذات؛ فالألبوم يبدو مقبولاً من الناحية الفنية، وخفيفاً من ناحية المحتوى السياسي، ولا سيما إذا قارناه بإصدارات الفرقة السياسية السابقة، مثل "مطلوب زعيم" أو "إحنا الشعب" وغيرها. ولكن هل ستتمكن المتاجر والمواقع الإلكترونية بنشر الألبوم بالشكل المطلوب؟ وهل ستشكل خطوة "كايروكي" الجريئة نهجاً جديداً في العالم العربي؟ ليبتعد نجوم الغناء عن المؤسسات الرقابية والأشكال التقليدية في الإنتاج الفني، ويلجأون إلى المنصات البديلة؟



دلالات
المساهمون