كاظم الساهر في "عيد العشاق"... تكرار وتبسيط

29 اغسطس 2016
كلمات "عيد العشاق" من قصيدة لنزار قباني (يوتيوب)
+ الخط -
يعيش الفنان العراقي، كاظم الساهر، على مجد نجاحاته الخاصة منذ تسعينيات القرن الماضي، وبداية الألفية الجديدة. ويراوح الساهر منذ سنوات في مكانه، عبر مجموع إنتاجه الغنائي، الذي تغير فقط ببعض الألحان التي يكتبها لنفسه. ويتفنن في أداء هذه الألحان بطريقة تحاكي مزاج الأجيال الجديدة، على تجربة تمتد لأكثر من عشرين عاماً في عالم الغناء.
لكن الفرق هو أن الساهر يحصر نفسه في أسلوب واحد ثابت، هو الغزل والشوق والقرب من المرأة. بني هذا النمط على استغلال واضح لكلمات الشاعر السوري الراحل، نزار قباني، في أكثر من عمل قدمه الساهر، بعد نجاحه في بيروت عام 1994 في "زيديني عشقاً" وأحبيني" و "ممنوعة أنت" و" الحب المستحيل" وغيرها من القصائد الختلفة، والتي تحولت إلى أغنيات قصيرة يفضلها جمهور الساهر، ويرددها في حفلاته الناشطة. يتخبّط الساهر اليوم في سوق الإنتاج، مصدر معاناة الفنانين في هذه الحقبة، وبعد مغادرته شركة "روتانا" قبل سنوات، وانتسابه لـ"بلاتينوم ريكوردز" دون خطة عمل واضحة، أو معلومات حول ماهيّة هذا التعاون، أو الهدف من ورائه، وكيفيّة صدور ألبوم غنائي كثر الحديث عنه، ومواجهة الساهر وزملائه الفنانين في العالم العربي، اقتحام "الميديا" البديلة على إنتاج الـ"سي دي" والألبومات كاملة، وصولاً إلى انشغاله ببرامج خاصة بالمواهب مثل "ذا فويس"، بنسختيه للكبار والصغار. وأصدر الساهر بعض الأغاني المنفردة أو ما بات يُعرف بـ single، لكنها لم تحقق النجاح نفسه الذي حققه في الأعمال الغنائية الكاملة سابقاً، والتي كانت تُساندها حملات تسويقية مُركزة من قبل شركات الإنتاج والتسويق.
قبل أسبوع، نشرت صفحات الميديا الخاصة بكاظم الساهر أغنية جديدة مُصورة تحمل عنوان "عيد العشاق". الكلمات مأخوذة من قصيدة للشاعر الراحل نزار قباني لحنّها الساهر، وطلب من صديقه الموزع الموسيقي اللبناني، ميشال فاضل، توزيعها. لا جديد في الأغنية الجديدة. الواضح، أنه فات الساهر التعمّق أكثر في الأبيات التي أرادها أن تتحوّل إلى أغنية قصيرة تعود بالزمن إلى الستينيات، وعصر الصراع على القصائد والشعر، وما طرأ على هذه الحقبة من تباين.
تبدو الأغنية وكأنها درس بسيط مثل الدروس التلقينية في المدارس. البساطة في الأغنية تخطاها الزمن، في عصر طغت فيه المشاعر الإلكترونية. يطغى الخيال على الأغنية بلغة هي أشبه بلغة الحب ورسوم القلوب المكسورة على الدفاتر المدرسية. المفردات صبيانية مُستهلكة، وحتى كليب الأغنية نُقل إلى المشاهد نقلاً بدون أحاسيس. يبدو الساهر في الأغنية ذكورياً، كعاشق تستهويه النساء دوماً. لم يبتعد عن تقليديته المعتادة في كليباته الأخرى المُصورة ببزة سوداء أصبحت علامة "ساهرية" لا يبدلها لا في الحفلات ولا في البرامج التلفزيونية، ولا حتى في إطلالته العادية اليومية.
بعض الكلمات السطحية مثل "رائع رائع رائع"، لا تتماشى مع واقع العشق اليوم، وأغرقت الساهر في فخ الاستنساخ والتكرار الواضح، وظهر التراجع الملفت في اختيار كلمات جديدة لقصيدة مغنّاة اليوم.




المساهمون